www.GotQuestions.org/Arabic



السؤال:لو لم يكن آدم وحواء قد أخطأ وأدخلا الموت إلى الخليقة، ألم يكن العالم سيكون مكتظًا بالسكان؟

الجواب:
عندما خلق الله آدم وحواء في البداية، وعندما كانا لا يزالان في جنة عدن، أوصاهما قائلًا "أَثْمِرُوا وَٱكْثُرُوا وَٱمْلَأُوا ٱلْأَرْضَ" (تكوين 1: 28). عندما لعن حواء في تكوين 3: 16، أخبرها أنه سيضاعف الألم كثيراً أثناء الولادة. يشير كلا المقطعين إلى أنه كان من الممكن لآدم وحواء أن يكون لهما أطفال في عدن (على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى أنهما فعلا ذلك). لو لم يدخل الموت إلى العالم، ولو أن كل نسل آدم وحواء اتبعوا تحذير الله، لكان العالم قد امتلأ في النهاية. ولكن هل كان سيكون مكتظًا بالسكان؟

هذا أحد الأسئلة التي تأتي عادة من عقلية راسخة في الحداثة. الخوف من التلوث والمجاعة والبطالة يتغلغل في عالمنا. ما يقرب من ثلث مساحة أراضينا عبارة عن صحراء. من المحتمل جدًا أنه في عالمنا، لو كانت معدلات الخصوبة غير ملوثة بالخطية، ولو لم يمت أحد على الإطلاق، كان العالم سيصبح مكتظًا بالسكان بالفعل.

ومع ذلك، فإن المسألة لا تتعلق بوجود آدم وحواء في عالم ساقط، بل في عالم كامل بلا خطية، وهو عالم مشبع بالقانون الطبيعي البليغ وبقوة الله المعجزية. تخيل عالمًا غير ساقط لا صحراء فيه، ولا برية، ولا أرض بور على الإطلاق. تخيل خليقة بلا خطية تنتج أضعاف ما يمكن لعالمنا الساقط أن ينتجه. تخيل إنسانًا غير ساقط وبلا خطية يشرف بحكمة على موارد الأرض ويعيش في انسجام ومحبة مع الآخرين. مثل هذا العالم سيكون غريبًا تمامًا بالنسبة لنا.

ولكن في النهاية، كان العالم الكامل الخالي من الخطية سيمتلئ. فماذا بعد؟ الافتراض بأن العالم غير الساقط يمكن أن ينزلق إلى شيء أقل من المثالي هو بمثابة الشك في سيادة الله وقدرته على الخلق. لقد طلب من آدم وحواء أن يملأ الأرض، وكانت لديه خطة بمجرد إتمام ذلك. ربما كان سيوقف الولادات ببساطة. أو يسمح للناس باستعمار كواكب أخرى. أو ببساطة يجعل الأرض أكبر.

في نهاية المطاف، تؤدي مسألة اكتظاظ العالم غير الساقط بالسكان إلى اعتبارات خيالية وسريالية. هذا يشبه السؤال: "إذا لم يخطئ آدم وحواء، فهل كان من الممكن أن يتسبب كمالهما في حدوث شيء سيء؟" كما نعلم، فإن الخطية هي التي تسبب حدوث أشياء سيئة، وليس البر؛ وبما أن الزيادة السكانية ستكون أمرًا سيئًا، فلن يكون سببها الكمال. الله كامل وصاحب السيادة وكلي القدرة، وكانت خليقته "حسنة جدًا" (تكوين 1: 31). وفي علمه المسبق، أخذ الله في الاعتبار سقوط البشرية، وكانت خطته للفداء قائمة بالفعل (رؤيا 13: 8). هذه الحقيقة وحدها تجعل مفهوم العالم الخالي من الخطية والمكتظ بالسكان مفهومًا نظريًا تمامًا.

© Copyright Got Questions Ministries