السؤال

من كتب سفر مراثي إرميا؟ من هو كاتب سفر المراثي؟

الجواب
في الكتاب المقدس العبري، كان اسم سفر المراثي في الأصل "إيخاه" (‏ekah‏)، وتعني "آه!" - تعبير عن الصدمة أو الحيرة أمام حدث مأساوي. وقد أعطى المترجمون اللاحقون السفر اسمه الحالي. كُتب سفر المراثي في أعقاب السبي البابلي، كما يوضح السطر الافتتاحي: «كَيْفَ جَلَسَتْ وَحْدَهَا الْمَدِينَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْبِ! قَدْ صَارَتْ كَأَرْمَلَةٍ. الْعَظِيمَةُ فِي الأُمَمِ صَارَتْ كَأَسِيرَةٍ. السَّيِّدَةُ فِي الْبُلْدَانِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ» (‏مراثي 1:1‏‏). هذا يضع نبرة من اليأس والصراع. يشبه سفر المراثي سفر أيوب من حيث إنه يتناول مسألة المعاناة، لكن بينما يعالج أيوب معاناة البريء، يركز سفر المراثي على عواقب الخطيئة. نحن لا نعيش في أورشليم المحتلة، لكننا نعرف جيدًا عواقب كسر شريعة الله: الزواج المحطم، الفقر، ارتفاع معدلات الجريمة، والانحدار الأخلاقي، كلها أمثلة على آثار الخطيئة المؤسفة.

لا يوجد في سفر المراثي ادعاء داخلي بالكتابة، لكن التقليد اليهودي والمسيحي ينسبه إلى النبي إرميا، ولهذا وُضع بجانب سفر إرميا في العهد القديم. كما أن الترجمة السبعينية تشير أيضًا إلى إرميا ككاتب للسفر، مما يعزز هذا النسب التقليدي. والسياق التاريخي لسفر المراثي يتوافق مع حياة وأزمنة إرميا، كما أن نبرة السفرين متشابهة.

كان إرميا، كاتب سفر المراثي، شاهد عيان على الغزو البابلي لأورشليم. فقد رأى الحصار، والنهب، وتدمير المدينة، بما في ذلك هدم هيكل سليمان الذي كان قائمًا لمدة 400 سنة. واستجابةً لمثل هذا الخراب، كتب إرميا مقاطع مثل هذه، التي أكسبته لقب "النبي الباكي":

«كَلَّتْ مِنَ الدُّمُوعِ عَيْنَايَ، غَلَتْ أَحْشَائِي، انْسَكَبَتْ عَلَى الأَرْضِ كَبِدِي، عَلَى سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي، لأَجْلِ غُشْيِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ فِي سَاحَاتِ الْقَرْيَةِ» (‏مراثي 2: 11‏).

و:

«فَغَرُوا أَفْوَاهَهُمْ عَلَيْنَا جَمِيعًا. صَارَتْ عَلَيْنَا رَعْبَةٌ وَهُوَّةٌ وَهَدْمٌ وَسَحْقٌ. سَالَتْ مِيَاهٌ مِنْ عَيْنِي عَلَى سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي» (‏مراثي 3: 46‏–48‏).

كان إرميا، كاتب سفر المراثي، شاعرًا بارزًا. إذ ينقسم السفر إلى خمس قصائد مستقلة، وهي تشكل الآن الفصول الخمسة للسفر. وفي العبرية الأصلية، تأتي القصائد بأسلوب أكروستيكي؛ أي إن كل سطر يبدأ بحرف متتالٍ من حروف الأبجدية العبرية. وعلى الرغم من موضوعاته المظلمة، نجد في وسط المراثي بصيص رجاء، في ‏مراثي 3: 22–25‏: «إِنَّ مَرَاحِمَ الرَّبِّ لاَ تَزُولُ، لأَنَّ مَراحِمَهُ لاَ تَنْقَطِعُ. جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَبِيرَةٌ أَمَانَتُكَ. قُلْتُ: "الرَّبُّ نَصِيبِي"، لِذَلِكَ أَرْجُوهُ. صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ« ‏.

© Copyright Got Questions Ministries