السؤال

من كتب سفر حجي؟ من هو مؤلف حجي؟

الجواب
يقع سفر حجي ضمن الكتب الأخيرة في العهد القديم، وهو جزء من كتب الأنبياء الصغار. كتبه نبي الله حجي. يقدم هذا السفر القصير رؤية مميزة في تاريخ إسرائيل وقصة خلاص الله بشكل عام. ظهر هذا العمل النبوي خلال فترة ما بعد السبي، حين كافح الباقون الضعفاء لإعادة بناء الهيكل والمدينة.

وفقًا للآية الأولى، وجه النبي حجي كتاباته إلى الوالي زربابل ويوشع رئيس الكهنة. حث هؤلاء القادة على استكمال بناء الهيكل، وهو عمل مهمل لسنوات. رغم أن رسائل حجي الأربع كانت موجهة بشكل خاص للقادة، إلا أن تأثيرها شمل عامة الشعب.

ألقى حجي رسائله الأربع خلال أربعة أشهر. في الرسالة الأولى ربط بين نقص بركة الله على محاصيل إسرائيل وتجاهل بناء الهيكل. استجاب الإسرائيليون إيجابيًا لحجي وأتموا بناء الهيكل (حجي 1: 12؛ عزرا 6: 14–15).

كان الهيكل المبني حديثًا أقل مجدًا من سابقه (عزرا 6: 14؛ حجي 1: 12–14؛ 2: 3–9). مع ذلك، طمأنهم حجي في الرسالة الثانية بأن «مجد هذا البيت الحالي يكون أعظم من مجد البيت السابق» (حجي 2: 9)، في إشارة إلى قدوم المسيح إلى هذا الهيكل. استمر النغمة المطمئنة في الرسالة الثالثة، حيث وعد حجي بأن الله سيملأ محاصيل الإسرائيليين. أما الرسالة الأخيرة فكانت موجهة لتشجيع وتقوية زربابل، وريث عرش داود والأسلاف البشر ليسوع.

في حجي 2: 3، طرح النبي أسئلة مؤثرة: «من منكم بقي الذي رأى هذا البيت في مجده القديم؟ كيف تبدو لكم الآن؟ أليس لكم كأنه لا شيء؟» توحي هذه الأسئلة بأن حجي كان يعرف أورشليم قبل السبي وتدمير هيكل سليمان. إذاً، من المحتمل أن حجي كتب رسائله وهو نبي مسن يتوق لرؤية قيام أمة إسرائيل مجددًا. وربما أمضى وقتًا في بابل أيضًا. ويُلاحظ أن حجي يميز تواريخ رسائله بدقة، حيث تحدد ترجمة "New Living Translation" تواريخ مثل 29 أغسطس (1:1)، 17 أكتوبر (2: 1)، و18 ديسمبر للرسالتين الأخيرتين (2: 10، 20).

أعرب بعض العلماء عن شكوك في تأليف حجي بسبب استخدامه المتكرر لضمير الغائب، لكن من الشائع أن يشير الكاتب إلى نفسه بهذا الضمير. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان حجي متقدمًا في السن عند كتابة رسائله، فمن المحتمل أنه تلقى مساعدة من بعض العون. في كلتا الحالتين، لا يوجد سبب قوي للنزاع على صحة تأليفه.

تميز استجابة الشعب لحجي عن قساوة قلوبهم السابقة تجاه أنبياء آخرين، مما يدل على عودة تدريجية إلى الله والابتعاد عن الأنانية.

© Copyright Got Questions Ministries