الجواب:
يضيع الكثيرون منا الوقت في القلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنا. نريد أن نكون موضع تقدير ومحبة واحترام واعجاب. لكن لماذا نبني هويتنا وإحساسنا بقيمة الذات على آراء كائنات أخرى معيبة بينما نظرة الله إلينا هي الوحيدة المهمة حقًا؟ إن أهم سؤال يمكن أن نطرحه بخصوص هويتنا هو: من يقول الله أني أنا؟ يحتوي الكتاب المقدس على الإجابات الموثوقة الوحيدة حول من نحن في المسيح وما يعتقده الله عنا نحن الذين ولدنا من جديد.
أولاً وقبل كل شيء، يقول الله أنني ابنه الحبيب: "اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا ٱلْآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلَادَ ٱللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لَا يَعْرِفُنَا ٱلْعَالَمُ، لِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُهُ." (يوحنا الأولى 3: 1). الله ليس خجولًا في التعبير عن حبه اللامحدود لنا؛ ويؤكد مرارًا وتكرارًا في الكتاب المقدس أننا مولودين من الله، أولاده الأعزاء (يوحنا 1: 12-13؛ كورنثوس الثانية 6: 17-18؛ غلاطية 3: 26؛ رومية 8: 17؛ إشعياء 43: 1).
يقول الله إنني مختار للتبني في عائلته من خلال يسوع المسيح لأكون ابنه إلى الأبد: "كَمَا ٱخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلَا لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي ٱلْمَحْبُوبِ" (أفسس 1: 4-6؛ انظر أيضًا تسالونيكي الأولى 1: 4؛ 2: 13).
يقول الله أن لي قيمة. يدعوني صنعة يديه: "لِأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ لِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ٱللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا" (أفسس 2: 10). نحن لسنا كتلًا عشوائية من الطين. يقول الله أننا نتاج مهارته الفنية وعمل يديه. خلقنا الله على صورته ومثاله (تكوين 1: 26-27؛ 5: 1؛ 9: 6؛ يعقوب 3: 9).
يقول الله إني افتديت. لنا قيمة كبيرة لدى الله حتى أنه اشترانا بدم ابنه الثمين، يسوع المسيح: "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ لَا بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ ٱلْآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلَا عَيْبٍ وَلَا دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ" (بطرس الأولى 1: 18-19). بدم يسوع المسيح ننال الغفران ونتحرر من الخطية: "ٱلَّذِي فِيهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 1: 7؛ انظر أيضًا غلاطية 5: 1 ؛ كورنثوس الأولى 6: 20؛ يوحنا الأولى 1: 9).
يقول الله أنني انسان جديد في يسوع المسيح. من خلال خلاصه، نكتسب هوية جديدة تمامًا وحياة جديدة كاملة: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: ٱلْأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (كورنثوس الثانية 5: 17؛ انظر أيضًا أفسس 4: 24). يقول إنني بر الله في يسوع المسيح (كورنثوس الثانية 5: 21)، وهيكل حي لروحه القدوس (كورنثوس الأولى 3: 16) وقديس (أفسس 2: 19؛ فيلبي 4: 21).
يقول الله إني حبيبه. يشارك الله قلبه معنا من خلال علاقتنا بيسوع: "لَا أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لِأَنَّ ٱلْعَبْدَ لَا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لِأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي" (يوحنا 15: 15).
يقول الله أنني سفير له (كورنثوس الثانية 5: 20؛ أفسس 6: 20)، ونوره في الظلام، وشهادته للعالم (متى 5: 13-16؛ أعمال الرسل 1: 8؛ أفسس 5: 8). لقد عهد الله إلينا بمهمة التلمذة (متى 28: 19).
يقول الله أنني عضو في جسد يسوع المسيح: وهذه هي خطة الله: الأمم واليهود الذين يؤمنون بالانجيل يشتركون بالتساوي في ميراث أبناء الله. كلاهما جزء من نفس الجسد، وكلاهما يتمتع بوعد البركات لأنهما للمسيح يسوع (أفسس 3: 6؛ انظر أيضًا 5 :30). لأنني أنتمي إلى المسيح - متحد معه في حياته وموته وقيامته وتمجيده (يوحنا 15: 1-10؛ رومية 6: 4-6؛ أفسس 2: 6) - يقول الله أنني وارث لملكوته ومجده (غلاطية 4: 7؛ أفسس 1: 11؛ رومية 8: 17)، مواطن سماوي (فيلبي 3: 20).
يقول الله أنني محبوب للغاية: "وَلَكِنَّ ٱللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لِأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا" (رومية 5: 8؛ انظر أيضًا 8: 31-39؛ يوحنا 3: 16-17). محبته لنا عظيمة لدرجة أنه منحنا الحياة برحمته: "ٱللهُ ٱلَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي ٱلرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِٱلْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ ٱلْمَسِيحِ -بِٱلنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ" (أفسس 2: 4-5).
كلما درسنا كلمة الله، نكتشف من نحن في المسيح. ونتغير لنصبح من يقول الله أننا نحن عندما نجعل يسوع المسيح هو مسعى حياتنا: "وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ ٱلرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ ٱلصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ ٱلرَّبِّ ٱلرُّوحِ" (كورنثوس الثانية 3: 18؛ انظر أيضًا رومية 8: 29؛ 12: 2؛ فيلبي 1: 6؛ أفسس 4 :15).
