السؤال
أي إنجيل كُتب أولًا؟
الجواب
هناك جدل كبير حول كيفية تأليف الأناجيل في العهد الجديد، ومن الذي كتبها بالفعل، ومتى كُتبت. يعتقد بعضهم أن الأناجيل كُتبت بالترتيب الذي تظهر فيه في نص الكتاب المقدس، بينما يرى آخرون أن إنجيل مرقس هو أول إنجيل كُتب.
ورغم أننا لا نستطيع هنا تقديم جميع البيانات اللازمة للإجابة عن هذا السؤال بالتفصيل، إلا أنه يمكننا عرض ملخص موجز يوضح ترتيبًا محتملًا لكتابة الأناجيل، مع أدلة داعمة من كتابات الكنيسة الأولى.
في كتابه "لماذا أربعة أناجيل؟"، يقرّر الدكتور ديفيد آلان بلاك أن إنجيل متى هو أول إنجيل كُتب. ووفقًا لرأي بلاك، فإن ترتيب الأناجيل من الأقدم إلى الأحدث هو: متى - لوقا - مرقس - يوحنا. وفيما يلي نقاط تلخّص نظرته لهذا التسلسل الزمني:
بعد قيامة المسيح من بين الأموات وولادة الكنيسة (أعمال 2)، أدرك المؤمنون الحاجة إلى سجل مكتوب عن حياة المسيح. فاختير متى لهذه المهمة، وبوحي من الروح القدس، كتب إنجيله قبل أن يتشتت مؤمنو أورشليم بسبب اضطهاد هيرودس أغريباس الأول، والذي حدث سنة 42م.
عندما بدأ بولس عمله التبشيري، وجد الحاجة إلى إنجيل يخاطب الأمم (إذ إن إنجيل متى كُتب لجمهور يهودي). فعمل بولس مع لوقا على إعداد إنجيله، والذي اكتمل في وقت ما بين عامي 58 و60م.
أثناء احتجاز بولس في روما (60—62م)، طلب من بطرس أن يوافق شخصيًا على إنجيل لوقا، وقد فعل. وأثناء وجوده في روما، قدّم بطرس عددًا من الشهادات عن حياة المسيح أمام جمهور روماني مرموق. وقد دوّن هذه الشهادات يوحنا مرقس، سكرتير بطرس. وبعد استشهاد بطرس، نُشر عمل مرقس كإنجيل سنة 66 أو 67م.
ثم كُتب إنجيل يوحنا لاحقًا ونُشر بينما كان يوحنا يقيم في أفسس. ومع اكتمال إنجيل يوحنا، أصبحت لدينا الشهادات العينية المكتوبة عن حياة يسوع.
توجد أدلة تدعم تسلسل بلاك في كتابات آباء الكنيسة الأوائل. فعن إنجيل متى، يكتب أوريجانوس (185- 254م):
"أول ما كُتب هو الإنجيل بحسب العشّار الذي صار فيما بعد رسول يسوع المسيح، متى، الذي نشره للمؤمنين من اليهودية."
كما يدعم كليمنضس الإسكندري (150- 215م)، كما نقله يوسابيوس، رأي أوريجانوس، ويقدّم بعض التفاصيل عن لوقا:
"دوّن كليمنضس تقليدًا عن الشيوخ الأوائل بخصوص ترتيب الأناجيل، وله الصيغة التالية: كان يقول إن الأناجيل التي تحوي الأنساب (متى ولوقا) هي الأقدم كتابة."
ويتحدث كليمنضس أيضًا عن مرقس فيكتب:
"كان بطرس يكرز بالإنجيل علنًا في روما بحضور بعض من فرسان قيصر، ويقدّم شهادات كثيرة عن المسيح، وعند طلبهم منه أن يتيح لهم سجلًا بما قيل، كتب الإنجيل الذي يُدعى إنجيل مرقس من أقوال بطرس."
أما عن مؤلف إنجيل يوحنا وزمنه، فهناك إجماع شبه كامل على أن يوحنا هو كاتبه وأنه الأخير ترتيبًا. فيكتب إيريناوس:
"يوحنا تلميذ الرب، الذي اتكأ على صدره، نشر الإنجيل وهو مقيم في أفسس بأسيا."
إذًا، وبينما يستحيل الجزم القطعي بترتيب كتابة الأناجيل، فإن الرأي الغالب يبدو أنه كان: متى، ثم لوقا، ثم مرقس، ثم يوحنا.
© Copyright Got Questions Ministries
ورغم أننا لا نستطيع هنا تقديم جميع البيانات اللازمة للإجابة عن هذا السؤال بالتفصيل، إلا أنه يمكننا عرض ملخص موجز يوضح ترتيبًا محتملًا لكتابة الأناجيل، مع أدلة داعمة من كتابات الكنيسة الأولى.
في كتابه "لماذا أربعة أناجيل؟"، يقرّر الدكتور ديفيد آلان بلاك أن إنجيل متى هو أول إنجيل كُتب. ووفقًا لرأي بلاك، فإن ترتيب الأناجيل من الأقدم إلى الأحدث هو: متى - لوقا - مرقس - يوحنا. وفيما يلي نقاط تلخّص نظرته لهذا التسلسل الزمني:
بعد قيامة المسيح من بين الأموات وولادة الكنيسة (أعمال 2)، أدرك المؤمنون الحاجة إلى سجل مكتوب عن حياة المسيح. فاختير متى لهذه المهمة، وبوحي من الروح القدس، كتب إنجيله قبل أن يتشتت مؤمنو أورشليم بسبب اضطهاد هيرودس أغريباس الأول، والذي حدث سنة 42م.
عندما بدأ بولس عمله التبشيري، وجد الحاجة إلى إنجيل يخاطب الأمم (إذ إن إنجيل متى كُتب لجمهور يهودي). فعمل بولس مع لوقا على إعداد إنجيله، والذي اكتمل في وقت ما بين عامي 58 و60م.
أثناء احتجاز بولس في روما (60—62م)، طلب من بطرس أن يوافق شخصيًا على إنجيل لوقا، وقد فعل. وأثناء وجوده في روما، قدّم بطرس عددًا من الشهادات عن حياة المسيح أمام جمهور روماني مرموق. وقد دوّن هذه الشهادات يوحنا مرقس، سكرتير بطرس. وبعد استشهاد بطرس، نُشر عمل مرقس كإنجيل سنة 66 أو 67م.
ثم كُتب إنجيل يوحنا لاحقًا ونُشر بينما كان يوحنا يقيم في أفسس. ومع اكتمال إنجيل يوحنا، أصبحت لدينا الشهادات العينية المكتوبة عن حياة يسوع.
توجد أدلة تدعم تسلسل بلاك في كتابات آباء الكنيسة الأوائل. فعن إنجيل متى، يكتب أوريجانوس (185- 254م):
"أول ما كُتب هو الإنجيل بحسب العشّار الذي صار فيما بعد رسول يسوع المسيح، متى، الذي نشره للمؤمنين من اليهودية."
كما يدعم كليمنضس الإسكندري (150- 215م)، كما نقله يوسابيوس، رأي أوريجانوس، ويقدّم بعض التفاصيل عن لوقا:
"دوّن كليمنضس تقليدًا عن الشيوخ الأوائل بخصوص ترتيب الأناجيل، وله الصيغة التالية: كان يقول إن الأناجيل التي تحوي الأنساب (متى ولوقا) هي الأقدم كتابة."
ويتحدث كليمنضس أيضًا عن مرقس فيكتب:
"كان بطرس يكرز بالإنجيل علنًا في روما بحضور بعض من فرسان قيصر، ويقدّم شهادات كثيرة عن المسيح، وعند طلبهم منه أن يتيح لهم سجلًا بما قيل، كتب الإنجيل الذي يُدعى إنجيل مرقس من أقوال بطرس."
أما عن مؤلف إنجيل يوحنا وزمنه، فهناك إجماع شبه كامل على أن يوحنا هو كاتبه وأنه الأخير ترتيبًا. فيكتب إيريناوس:
"يوحنا تلميذ الرب، الذي اتكأ على صدره، نشر الإنجيل وهو مقيم في أفسس بأسيا."
إذًا، وبينما يستحيل الجزم القطعي بترتيب كتابة الأناجيل، فإن الرأي الغالب يبدو أنه كان: متى، ثم لوقا، ثم مرقس، ثم يوحنا.