السؤال

متى كُتب سفر المزامير؟

الجواب
يشتهر سفر المزامير بشعره الجميل، وتأملاته الصادقة، ولاهوته العميق. في العهد الجديد، علّم بولس من المزامير، ووعظ بطرس من السفر، واقتبس منه يوحنا، وأشار إليه الرب يسوع وتلا منه آيات وهو على الصليب (متى 27: 46). هذا المحتوى الغني الذي جذب القراء لآلاف السنين، كُتب بواسطة مؤلفين متعدّدين في عصور مختلفة. يُعتبر المزمور 90، الذي كتبه موسى حوالي سنة 1410 قبل الميلاد، أقدم المزامير. أما أحدثها على الأرجح فهو المزمور 126، الذي كُتب مجهول المؤلف في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. وهكذا، فقد كُتب سفر المزامير على مدى يقارب ألف عام.

يُنسب تقليديًا إلى داود كتابة ما لا يقل عن نصف المزامير الـ150، إذ يُذكر اسمه كمؤلف في 73 عنوانًا. حوالي ثلث المزامير مجهول المؤلف، وربما يكون داود قد كتب بعضها أيضًا. عاش داود بين حوالي 1040 و970 قبل الميلاد، وتسلّم العرش في إسرائيل حوالي سنة 1010 قبل الميلاد. كتب بعض المزامير قبل توليه الحكم، لكن معظمها أُلِّف خلال فترة حكمه، أي بين 1010 و970 قبل الميلاد.

وفهم السياق التاريخي لبقية المساهمين في المزامير يساعد على تحديد زمن كتابتها. يُنسب تقليديًا إلى آساف، رئيس المغنين الذي عيّنه داود، كتابة 12 مزمورًا، ما يجعله ثاني أكبر المساهمين بعد داود. ورغم أن تاريخ ميلاد ووفاة آساف غير مذكور في الكتاب المقدس، إلا أن خدمته امتدت على الأرجح عبر عهدي داود وسليمان.

أما بنو قورح، وهم من سبط لاوي، فيُنسب إليهم 11 مزمورًا. بدأ دورهم كمغنين وخدام في الهيكل غالبًا في عهد داود (1010–970 ق.م)، حيث كُتب معظم هذه المزامير، لكن خدمتهم امتدت إلى عهد سليمان وربما بعده، ما يشير إلى إمكانية كتابة بعضها في وقت لاحق.

من المزامير الأخرى التي لها نسب محدد، كتب سليمان مزمورين (72 و127)، بينما كتب هيمان مزمور 88، وإيثان مزمور 89. سليمان، ابن داود وثالث ملوك إسرائيل، حكم بين حوالي 970 و930 قبل الميلاد. هيمان يوصف غالبًا كمغنٍ وربما كان حفيد صموئيل، أما إيثان فيُذكر لحكمته، وكلاهما خدم كموسيقيين في الهيكل في عهدي داود وسليمان.

بعض العلماء يفترضون أن عزرا الكاهن ربما كان له دور في كتابة أو جمع مزامير المصاعد (120–134)، لكن لا يوجد أي مزمور منسوب إليه مباشرة. وإن كان قد ساهم فعلًا، فهذا يعني أن بعض المزامير كُتب في القرن الخامس قبل الميلاد، خلال فترة عودة اليهود من السبي البابلي وإعادة بناء الهيكل.

ويختم السفر بآية تلخّص روحه ومضمونه: «كل نسمة فلتسبح الرب». لقد أغنى سفر المزامير حياة المؤمنين وألهم المرنمين عبر الأجيال. فمن موسى إلى ربما عزرا، عبّر بنو إسرائيل عن عبادتهم لله من خلال كتابة وترنيم تسابيحهم، محافظين على تقليد عريق من التسبيح والصلاة.

© Copyright Got Questions Ministries