السؤال

متى كُتب سفر الأمثال؟

الجواب
استفاد القراء عبر القرون من الحكمة الموجودة في سفر الأمثال، إذ تشجع أقواله على العيش بالبر وتحذّر من القرارات الطائشة. سليمان بن داود، ثالث ملوك إسرائيل، كتب أو جمع معظم هذا السفر. الأصحاحات التي كتبها تعود إلى فترة حكمه بين حوالي 970 و931 قبل الميلاد، بينما قد تكون الأمثال المجهولة المؤلف التي جمعها سابقة لعصره ويصعب تحديد زمنها بدقة. أما الفصلان الأخيران فقد كتبهما أجور ولموئيل على التوالي، ولا يُعرف الكثير عنهما أو عن زمن كتابتهما.

تذكر الآية الأولى من السفر اسم سليمان كمؤلف: «أمثال سليمان بن داود ملك إسرائيل» (الأمثال 1:1). كتب سليمان تحديدًا أمثال 1: 1–22: 16. أما «أقوال الحكماء» في أمثال 22: 17–24: 34 فسليمان جامعها لا مؤلفها. كما كتب رجل يُدعى أجور أمثال 30، وكتب رجل آخر يُدعى لموئيل أمثال 31. لذا فإن الآية الافتتاحية للسفر تعمل كعنوان عام يبرز دور سليمان المحوري، لكنها لا تدل على أنه المؤلف الوحيد.

سليمان، المؤلف الأساسي للسفر، كتب الأصحاحات 1–9 التي تحتوي على مقاطع شعرية طويلة. وبما أن حكمه امتد من حوالي 970 إلى 931 قبل الميلاد، يُؤرخ هذا القسم عادةً إلى تلك الفترة. الحكمة التي يقدمها سليمان مستمدة من الحكمة التي وهبها الله له، كما ورد في ملوك الأول 4: 29: «وأعطى الله سليمان حكمة وفهمًا كثيرًا جدًا ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر». ويُعتبر سليمان أيضًا مؤلف أمثال 10: 1–22: 16، إذ يفتتح هذا القسم بالعبارة: «أمثال سليمان» (الأمثال 10: 1). يختلف هذا القسم عن الفصول التسعة الأولى في الأسلوب، إذ يحتوي على أقوال قصيرة ومركزة بدلًا من الخطاب الشعري المطوّل.

كما يُنسب إلى سليمان تأليف أمثال 25–29، لكن هذه الأمثال لم تُجمع إلا في عهد الملك حزقيا، الذي حكم بين حوالي 715 و686 قبل الميلاد. وتكشف الآية الأولى من هذا القسم هذه المعلومة التاريخية: «هذه أيضًا أمثال سليمان التي نقلها رجال حزقيا ملك يهوذا» (الأمثال 25: 1).

أما الفصلان الأخيران من السفر، فأمر تأريخهما صعب لعدم توفر معلومات كافية عن مؤلفيهما. بعض العلماء يفترضون أن أجور ولموئيل ربما خدموا في بلاط داود أو سليمان، لكن لا يوجد دليل مباشر يؤكد ذلك. يذكر أمثال 30: 1 أن أجور كتب هذا الفصل: «كلام أجور ابن ياقة». ورغم أن هذا الفصل يسجل تأملاته، إلا أنه لا توجد بيانات تاريخية تحدد دوره في إسرائيل أو زمن حياته أو كتابته للأمثال.

وبحسب الآية الأولى من الفصل 31، كتب لموئيل الفصل الأخير: «كلام لموئيل ملك مسّاه». ويقدّم هذا الفصل بعض المعلومات الشخصية عن لموئيل، منها أن أمه علّمته الحكمة. لكن كما في حالة أجور، لا توجد معلومات تساعد في تحديد زمن حياته أو كتابته للأمثال.

يواصل سفر الأمثال إغناء حياة من يدرسونه ويطبقون تعاليمه. تعكس أمثال 1: 7 موضوع السفر كله: «مخافة الرب رأس المعرفة. أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب». ومن المؤسف أن سليمان لم يتبع دائمًا نصيحته هو بشأن اختيار البر في حياته (انظر ملوك الأول 11: 11). ومع ذلك، ما زال سفر الأمثال يرشد القراء الذين يرغبون في العيش بحكمة وأمانة.

© Copyright Got Questions Ministries