السؤال

متى وُلد بولس؟

الجواب
لا يذكر الكتاب المقدس متى وُلد بولس ولا كم كان عمره عند وفاته. لدينا بعض المعلومات التي قد تسمح لنا بتقديم تخمينات مدروسة، لكنها تبقى في النهاية مجرد تخمينات. إذا أجريت بحثًا سريعًا على الإنترنت، ستجد إجابات تتراوح بين كونه وُلد قبل يسوع بعدة سنوات أو بعده بعدة سنوات.

يظهر بولس (شاول) في العهد الجديد لأول مرة في أعمال الرسل 7: 58، عندما كان الحشد يرجم استفانوس، وكان شاول يراقب ملابسهم. ويُوصف في هذا العدد بأنه "شاب". هذه المعلومة لا تخبرنا بالكثير سوى أنه لم يكن مسنًا في ذلك الوقت. من المعقول أن نتصوره شابًا صاعدًا بين الفريسيين، لم يكن بعد قد بلغ السن الذي يؤهله للانضمام إلى المجالس الرسمية. كان يراقب الملابس، لكنه لم يشارك في الرجم فعليًا. (في أعمال الرسل 26: 10، يقول بولس إنه صوّت ضد المؤمنين عندما كانوا يُحكم عليهم بالموت. هذه الكلمة لا تعني بالضرورة أن له صوتًا رسميًا، بل ربما تشير إلى أنه وافق على قتلهم. كان يعتقل المؤمنين بناءً على سلطة الكهنة، وعندما كانوا يُعرضون على المجلس الرسمي، كان يوافق أو ربما يدعو إلى إصدار حكم الموت).

أكثر تاريخ يمكن ربطه بحياة بولس بدقة هو الحدث في أعمال الرسل 18، حين رفع اليهود دعوى ضده أمام غاليون، والي أخائية. وتبقى تواريخ ولاية غاليون غير مؤكدة تمامًا، لكنها تُقدَّر بين سنتي 50 و54 ميلادية. لذا، في سنة 54 ميلادية، كان بولس قد أتم رحلتين تبشيريتين، وقضى وقتًا في خدمة الإنجيل في اليهودية وأنطاكية، وأمضى ثلاث سنوات في صحراء العرب (غلاطية 1: 11–20). وقبل ذلك، كان قد قضى وقتًا في اضطهاد الكنيسة بعد أن أمضى سنوات في التعلُّم على يد غمالائيل. وكان غمالائيل نشطًا في النصف الأول من القرن الأول، لذا لا تُضيف هذه المعلومة جديدًا. لكن يبدو أن هناك وقتًا كافيًا لأن يقوم بولس بكل هذا إذا كان قد وُلد في السنوات العشر الأولى من القرن الأول.

إذا كان بولس قد وُلد بعد يسوع بحوالي 10 سنوات، لكان عمره بين 20 و23 عامًا خلال خدمة يسوع العلنية. وهذا العمر لا يؤهله بعد لتولّي مناصب قيادية في المجتمع اليهودي. وإذا افترضنا أن رجم استفانوس حصل بعد عدة سنوات من خدمة يسوع الأرضية، فإن بولس كان قد قارب سن الثلاثين، وهو العمر الذي تبدأ فيه المناصب القيادية بالتوفر له. وربما كانت حملة الاضطهاد التي شنها بولس جزءًا من محاولته لبناء سمعة تؤهله لتولي موقع قيادي عند توفر الفرصة. لا يوجد دعم كتابي واضح لهذا، لكن في رومية 7: 7–8 توجد إشارة إلى أن بولس كان يعاني من الطمع قبل اهتدائه. فإذا كان شاول يطمع في السلطة، فقد يكون اضطهاده للكنيسة وسيلة للوصول إليها.

بعد موت استفانوس، شن شاول حملة ضد الكنيسة. لم يكن بعد هو المسؤول الأول، لكنه كان يحصل على الإذن من السلطات الدينية اليهودية. واستمر في هذه الحملة حتى أوقفه المسيح القائم من الموت على طريق دمشق (أعمال الرسل 9). وإذا حدث هذا وهو لم يبلغ الثلاثين من عمره بعد، فقد يُفسر ذلك سنواته الثلاث التي قضاها في البرية. فعندما أنهى وقته مع الرب، كان قد حصل على تدريب إضافي في الإنجيل، وكان قد بلغ السن الذي يؤهله ليُحترم كعضو في المجتمع اليهودي.

إن فكرة أن بولس وُلد بعد يسوع بحوالي عشر سنوات ليست سوى نظرية واحدة تبدو متوافقة مع كثير من المعلومات المتوفرة. ولا شك أن هناك نظريات أخرى يمكن طرحها ودعمها بل وحتى مناقشتها. وسيكون من المثير للاهتمام معرفة متى وُلد بولس، ولكن حتى أهم ولادة في التاريخ (ولادة يسوع) لا يمكن تحديدها بسنة معينة، فضلاً عن يوم محدد (مثل 25 ديسمبر). فالدقة في حفظ السجلات التي نتوقعها اليوم هي أمر حديث، ولم تكن أولوية في زمن كتابة العهد الجديد. ونقع في الخطأ عندما نتمسك بموقف صارم بشأن مسائل لم يجب عنها الكتاب المقدس. والتخمين ليس مفيدًا بالضرورة ما لم يدفعنا إلى دراسة الكتاب المقدس بعمق لنكتشف ما يقوله بالفعل.

قد يكون من المفيد محاولة معرفة متى وُلد بولس إذا كان ذلك يدفعنا إلى دراسة شاملة لكل ما يقوله العهد الجديد عنه. فحتى لو بقي هذا السؤال دون إجابة، فإن الفائدة من دراسته ستكون عظيمة.

© Copyright Got Questions Ministries