السؤال

ما هي الرذيلة؟

الجواب
الرذيلة هي سلوك غير أخلاقي أو شرير. ومن المرادفات لكلمة "رذيلة" كلمات مثل: الخطأ، الشر، الإثم، الفساد، السوء السلوكي، الأفعال المشينة، والخطيئة. وتُستخدم عبارة "جريمة الرذيلة" كمصطلح قانوني للإشارة إلى الأنشطة غير الأخلاقية مثل الدعارة، الإباحية، تعاطي المخدرات، أو القمار. وعلى الرغم من أن الرذائل، بحسب تعريفها، أمور سيئة جدًا، إلا أن الناس غالبًا ما يشيرون إلى "رذائلهم" على أنها شرور أقل. فعادات سيئة مثل شرب الكثير من القهوة أو مشاهدة التلفاز لفترات طويلة يُشار إليها أحيانًا بأنها "رذائل". وفي الاستخدام الشائع، تُعدّ الرذيلة غالبًا مجرد عيب أو نقص، يُتعامل معه بخفة وكأنه ليس بالأمر الكبير. أما في العقيدة الكاثوليكية الرومانية، فتُعتبر الرذيلة "عادة تميل بالشخص نحو الخطيئة".

تظهر كلمة "رذيلة" مرة واحدة في ترجمة "الملك جيمس الجديدة" للكتاب المقدس: «لِأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا ٱلْخَيْرَ لِتُسْكِتُوا جَهَالَةَ ٱلنَّاسِ ٱلْأَغْبِيَاءِ. كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَٱلَّذِينَ ٱلْحُرِّيَّةُ عِندَهُمْ سِتْرٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ ٱللهِ» (1 بطرس 2: 15–16). كما تظهر أيضًا في ترجمة "النت " (New English Translation)، في تباين بين "خميرة الرذيلة والشر" و"خبز الإخلاص والحق" (1 كورنثوس 5: 8). إلا أن مرادفات كلمة "رذيلة" تظهر بشكل متكرر في الكتاب المقدس. ففي الواقع، كانت رذيلة البشر، التي بدأت في جنة عدن، هي ما جعل الحاجة إلى مخلص أمرًا ضروريًا - مخلص قادر على إنقاذنا من اللعنة التي جلبناها على أنفسنا.

وبينما قد يُنظر إلى الرذيلة من قبل البعض على أنها أقل خطورة من الخطيئة الصريحة (حتى أن هناك مجلة ومنصة إعلامية شهيرة موجهة للشباب تُدعى Vice)، فإن الكتاب المقدس لا يقدم مثل هذا التمييز. الله يكره كل الخطايا بنفس القدر، حتى تلك التي نشير إليها بأنها رذائل. فكل خطيئة في النهاية هي ضد الله نفسه، وهي إهانة لطبيعته القدوسة (مزمور 51: 4). ويُعلّم الكتاب أن الجميع قد أخطأوا (رومية 3: 23)، وأن أجرة الخطية هي الموت الأبدي (رومية 6: 23). لا يميز الكتاب المقدس بين الرذائل وسائر الخطايا. كل خطيئة تجعل مرتكبها مستحقًا للانفصال الأبدي عن الله.

ويذكر الرسول يعقوب: «لِأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ ٱلنَّامُوسِ وَإِنْ عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجَرِّبًا فِي ٱلْكُلِّ» (يعقوب 2: 10). حتى رذيلة واحدة صغيرة، ولو ارتُكبت عن غير قصد، تجعلنا مذنبين بكسر شريعة الله كلها. ولو أننا ارتكبنا رذيلة واحدة فقط طوال حياتنا (وهو أمر غير ممكن)، فإن تلك الرذيلة الواحدة تجعلنا مذنبين ومستحقين للعقاب الأبدي. الله لا يُفرّق بين الخطايا الكبرى والصغرى فيما يتعلق بالذنب. فخرق الشريعة في نقطة واحدة يجعل الإنسان مخالفًا لها كلها. كل الخطايا مُسيئة له، وجميعها تستوجب العقاب.

ويُعلّم الكتاب أيضًا أن كل خطيئة يجب أن تُعاقب. فإما أن يدفع الخاطئ ثمن خطاياه في الجحيم، أو أن يسوع المسيح يدفعها عنه بسفك دمه على الصليب. فعندما قال يسوع: «قد أُكمِل» على الصليب (يوحنا 19: 30)، كان يعني أن دين الخطيئة قد سُدِّد بالكامل. لقد أتمّ كل ما هو ضروري لمنح الغفران والحياة الأبدية لأولئك الذين يؤمنون به. ولهذا قال يسوع في يوحنا 3: 18: «ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَا يُدَانُ». فعندما نثق بالمسيح كمخلّص لنا ونقبل ذبيحته نيابة عنا، تُمحى كل خطايانا - وكل رذائلنا - ولا نحتاج أبدًا لدفع ثمن مخالفتنا لشريعة الله (رومية 8: 1).

© Copyright Got Questions Ministries