السؤال

هل كان داود غير شرعي؟ هل وُلد داود خارج إطار الزواج؟

الجواب
لا يُشير الكتاب المقدس إلى أن داود كان ابنًا غير شرعي ليسى، أي أنه وُلد نتيجة علاقة زنا قام بها والده. ومع ذلك، هناك ثلاثة مقاطع رئيسية في الكتاب المقدس تدفع البعض للتكهن بإمكانية أن يكون داود قد وُلد خارج إطار الزواج.

في صموئيل الأول، الإصحاح 16، ذهب النبي صموئيل إلى بيت لحم ليمسح أحد أبناء يسى ملكًا على إسرائيل (صموئيل الأول 16: 1)، لكن داود لم يُدعَ في البداية إلى الوليمة. وبدلًا من ذلك، كان داود يرعى غنم العائلة بينما كانت الوليمة تُقام. واضطر صموئيل أن يسأل يسى: «هل كملوا الغلمان؟» (صموئيل الأول 16: 11). هذا التجاهل ربما يعود إلى أن داود كان يُعتبر عضوًا أدنى أو غير شرعي في العائلة. ومع ذلك، صرّح يسى أن سبب غيابه هو أنه الأصغر سنًا. ولا يوجد في النص ما يشير حتى تلميحًا إلى كونه غير شرعي.

في صموئيل الأول، الإصحاح 17، قبل معركة داود مع جليات، زار داود موقع المعركة وتعرض لتوبيخ شديد من أخيه الأكبر أليآب. فقد "حمي غضب أليآب" على داود، واتهمه بالكبرياء وبأن قلبه شرير (صموئيل الأول 17: 28). يبدو غريبًا أن يكون أليآب بذلك العداء تجاه داود - وربما كان أليآب يرى داود دخيلاً وليس جزءًا حقيقيًا من العائلة. ولكن وقاحته قد تعود ببساطة إلى غضبه من مسح داود ملكًا بدلًا منه. ويمكن أيضًا تفسير ذلك بكون داود الأصغر سنًا. فأليآب وداود لن يكونا أول أخوين يتصادمان بسبب فارق العمر والمكانة.

في المزمور 51: 5، يقول داود: «هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمي .« قد يُفهم هذا العدد على أنه قول داود بأن فعل الحمل به نفسه كان خطية، أي أنه وُلد نتيجة علاقة زنى. لكن غالبية المفسرين يعتقدون أن داود يتحدث عن خطيته الشخصية، لا عن خطية أمه. فهو يقول إنه كان خاطئًا منذ لحظة تكوّنه، لا أن الحبل به كان عملاً خاطئًا. بالتأكيد كنت خاطئًا منذ ولادتي، وخاطئًا منذ أن حبلت بي أمي« .

أقصى ما يمكن قوله من هذه المقاطع هو أن هناك احتمالًا ضعيفًا بأن داود كان غير شرعي. لكن من الأرجح بكثير أن علاقته المتوترة مع إخوته كانت نتيجة للمنافسة الأخوية المعتادة، والتي تفاقمت بسبب اختيار الله له ملكًا. ويبدو أن مزمور 51: 5، في سياقه، هو اعتراف من داود بأنه كان دائمًا خاطئًا، وأنه لم توجد لحظة في حياته لم يكن فيها بحاجة إلى نعمة الله.

الإجابة عن سؤال شرعية داود تبدو خاضعة لما ورد في 1 كورنثوس 4: 6: «أن لا تفتكروا فوق ما هو مكتوب». وفي نهاية المطاف، فإن شرعية داود لا علاقة لها بسبب اختيار الله له ليكون ملكًا على إسرائيل: «ثم عزَلَهُ وأقامَ لهم داودَ مَلِكًا. وشَهِدَ لهُ فقال: وجدتُ داودَ بنَ يسى، رجلاً حَسَبَ قَلبي، فسيفعلُ كُلَّ ما أُريدُهُ» (أعمال الرسل 13: 22).

© Copyright Got Questions Ministries