السؤال

ما هو وادي بكاء في الكتاب المقدس؟

الجواب
وادي بكاء مذكور في الكتاب المقدس مرة واحدة فقط في المزمور 84. تُترجم كلمة بكاء في معظم الترجمات بمعنى "البكاء" أو "الدموع": "طوبى للذين تكون قوتهم فيك، في قلوبهم طرقٌ إلى صهيون. حينما يمرون بوادي البكاء، يجعلونه ينبوعًا، والفيض الخريفي يكسوه بركات" (المزمور 84: 5-6، NLT).

الكلمة العبرية "بكا" مرتبطة بفعل "بكى"، وتعني نوعًا من أشجار "البكاء" التي تفرز مادة لزجة تشبه الدموع، مثل شجرة البلسم أو التوت أو الحور. في سفر صموئيل الثاني 5: 23، تُرجمت "بكائين" على أنها "أشجار بلسم" .

كان وادي بكاء على الأرجح مكانًا حقيقيًا قريبًا من أورشليم. أحد الاحتمالات هو وادي الرَّفائيم (2 صموئيل 5: 18) وهو مكان انتصار داود على الفلسطينيين، حيث تشير الآية إلى وجود أشجار بلسم هناك (الآية 23). احتمال آخر هو أن وادي بكاء هو وادي عقر (يشوع 7: 24)، مكان مشكلة إسرائيل حيث أُعدم أخان بسبب الخطية التي جلبها على الأمة. في زمن المزمور، كان الحجاج يمرون على الأرجح عبر هذا الوادي الخالي من المياه في طريقهم إلى أورشليم للعبادة.

يستخدم الكاتب في المزمور وادي بكاء بشكل رمزي ليصور طريقًا صعبًا وحزينًا في الحياة. يدل اسم الوادي على منطقة جافة وعطشى، حيث تنمو مثل هذه الأشجار. أثناء سفر الناس إلى أورشليم للعبادة، كانوا يمرون عبر هذا المكان المتعب "الباكي"، لكن الرحلة كانت ذات قيمة في النهاية: "طوبى للذين قوتهم فيك، الذين في قلوبهم طرق إلى صهيون. حينما يمرون بوادي البكاء، يجعلونه ينبوعًا، والفيض الخريفي يكسوه بركات. يذهبون من قوة إلى قوة، حتى يظهرون أمام الله في صهيون" (المزمور 84: 5-7).

بنفس الطريقة، يمكن لمن يختبر الحزن في هذه الحياة - ومن منا لا؟ - أن يجد قوته في إيمانه بالله. عندما يُعطى الرب مكانته الحقيقية في القلب، يصبح وادي بكاء مكانًا مختلفًا تمامًا. رحلة المسيحي المؤمن في أوقات الشدة هي رحلة خطوة بخطوة "من قوة إلى قوة".

في المزمور 84، يساعد وادي بكاء في تصوير الامتياز والحنين العميق لكل من يتبع طريق الرب في الحج إلى صهيون. هؤلاء المتبعون لديهم شوق شديد لعبادة الرب: "ما أطيب مساكنك يا رب الجنود! نفسي تشتاق وتتوق إلى ساحات الرب. قلبي وجسدي يصرخان إلى إله حي" (المزمور 84: 1-2). يبدؤون طريق الحج بقوة من الله نفسه ويظلون ثابتين في قلوبهم (الآية 5). ينمون روحيًا ويزدادون قوة مع استمرارهم في مواجهة الشدائد بإيمان لا يتزعزع (الآية 7). وأثناء إيجادهم لقوتهم في الله، يستطيعون المثابرة وسط المصائب والأحزان والابتلاءات الشديدة. وفي النهاية، يجدون النعمة. يتحول وادي بكاء لديهم إلى ينابيع بركة وبرك انتعاش.

© Copyright Got Questions Ministries