السؤال: ما هي الإمبراطورية الرومانية المتجددة؟br>
الجواب:
يشير مصطلح "الإمبراطورية الرومانية المتجددة" (وهو غير مستخدم في الكتاب المقدس) إلى حكومة قوية تنبأت بها نبوءة كتابية. سوف يصعد هذا النظام إلى السلطة ويسيطر على العالم في آخر الزمان. وفقًا للتفسيرات المختلفة لسفري دانيال والرؤيا، فإن الإمبراطورية الرومانية التي سيتم إحياؤها هي إما نظام سياسي عالمي عام أو أمة معينة تحت حاكم معين. وقال الكثير من المفسرين أن مركز هذه الإمبراطورية سيكون في روما نفسها أو في تركيا أو في الشرق الأوسط.
ترتبط الإمبراطورية الرومانية المتجددة عادةً بالوحش الرابع في سفر دانيال الاصحاح 7. يوصف هذا الوحش بأنه "هائِلٍ وَقَوِيٍّ وَشَدِيدٍ جِدًّا" (دانيال 7: 7). هذا الوحش ذو القرون العشرة هو صورة نبوية للإمبراطورية الرومانية (دانيال 7: 19-24)، ولكن اذ ينظر اليه دانيال، يرتفع قرن صغير من الوحش "بِعُيُونٍ كَعُيُونِ ٱلْإِنْسَانِ فِي هَذَا ٱلْقَرْنِ، وَفَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ" (دانيال 7: 8). هذا القرن الأخير هو المسيح الدجال، الذي سيرتبط بطريقة ما بالإمبراطورية الرومانية. ونظرًا لأن الإمبراطورية الرومانية قد انتهت منذ القرن الخامس، فإننا نتوقع "إحياؤها" بطريقة ما لتحقيق نبوءات نهاية الزمان.
كما تم ربط الإمبراطورية الرومانية المتجددة بالمملكة الخامسة والأخيرة المذكورة في سفر دانيال الأصحاح 2 (دانيال 2: 41-43). يتعلق هذا المقطع بحلم نبوخذ نصر الذي رأى فيه تمثالًا مصنوعًا من معادن مختلفة. تمثل رجليه الحديدية الإمبراطورية الرومانية، وقدميه مصنوعة "بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَٱلْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ" (دانيال 2: 33) وتمثل الإمبراطورية العالمية النهائية. تشير حقيقة أنها تشترك في عنصر الحديد مع المملكة الرابعة إلى وجود صلة مع روما، ويمكن أن تشير أصابع القدم العشرة إلى اتحاد يضم عشر دول (تطابق القرون العشرة في دانيال 7: 20) يقودها بشكل جماعي حاكم قوي واحد.
يشير مفسرون آخرون إلى سفر الرؤيا الاصحاح ١٣، الذي يصف وحشًا قادمًا من البحر له عشرة قرون وسبعة رؤوس (رؤيا ١٣: ١). تربط هذه الصورة بينه وبين الوحش الرابع في دانيال 7، والذي له أيضًا عشرة قرون. يقول سفر الرؤيا أن هذه الحكومة تتسم بـ"التجديف" (رؤيا 13: 1) والاستبداد، كما تتطلب الخضوع المطلق في الأمور المالية والروحية والسياسية (رؤيا 13: 4-8). القوة العالمية التي تمارسها هذه الأمة منحها لها الشيطان (رؤيا 13: 2). في هذا السياق، يتم تفسير الرموز بسهولة على أنها إشارات إلى حاكم معين وإمبراطورية سياسية معينة لم تأت بعد، وليس شخصيات من تاريخ سابق.
قد تكون التكهنات حول الطبيعة الدقيقة للإمبراطورية الرومانية المتجددة مثيرة للاهتمام، لكن علينا الحفاظ على المنظور الصحيح. من المفترض أن ينصب تركيزنا الأساسي كمؤمنين على نشر الإنجيل، وليس محاولة تحديد هوية المسيح الدجال. على وجه الخصوص، يجب أن ندرك أن ما كتب عن إحياء الإمبراطورية الرومانية في الكتاب المقدس ليس مفصّلًا، ولا يمكننا تجاوز ما هو مكتوب (كورنثوس الأولى 4: 6). نحن نعلم أن المسيح الدجال قادم، ونعلم أنه سيكون على صلة ما بالإمبراطورية الرومانية القديمة، ربما من خلال النسب أو الجغرافيا أو هيكل حكومته. يمكننا قراءة علامات الزمان (متى 16: 3)، لكننا لا نعرف ما يكفي لنكون متزمتين بشأن التفاصيل.
