السؤال

من هو النبي زكريا في الكتاب المقدس؟

الجواب
النبي زكريا هو واحد من أكثر من ثلاثين شخصًا يحملون اسم "زكريا" في العهد القديم. ويعني اسمه "الرب قد تذكّر"، وهو ما يمكن اعتباره أيضًا ملخصًا جيدًا للعمل النبوي الذي يحمل اسمه. لا نعرف الكثير عن زكريا شخصيًا سوى أنه كان كاهنًا بالإضافة إلى كونه نبيًا، وكان معاصرًا لزربابل والنبي حجّي.

عاش زكريا خلال فترة استعادة يهوذا، عندما عاد المسبيّون من بابل وبدؤوا في إعادة بناء الهيكل في أورشليم، حوالي السنوات 520 إلى 470 قبل الميلاد. يقدّمه زكريا 1:1 على أنه ابن برخيا وحفيد إِدّو. ومع ذلك، يذكر عزرا 5: 1 و6: 14 أنه ابن إِدّو، وهذا لا يُعد تناقضًا، إذ إن "ابن" يمكن أن تعني ببساطة "سليل".

وبحسب نحميا 12: 4، عاد جد زكريا، إِدّو، مع زربابل من السبي في بابل. ويذكر نحميا 12: 16 أن زكريا كان رئيس بيت الكهنة المنسوب إلى إِدّو. وكانت خدمته بين أولئك الذين عادوا من السبي وذريتهم أثناء إعادة استيطان الأرض. دعا زكريا الشعب إلى التوبة والتجديد الروحي في وقت كانوا فيه في حالة من اليأس والفتور الروحي، وكانوا أيضًا معرضين لتكرار بعض خطايا آبائهم قبل السبي. تغطي النبوات في سفر زكريا فترة زمنية تقارب السنتين، لكن يبدو أن زكريا استمر في الخدمة بين الناس حتى اكتمال بناء الهيكل، رغم عدم تسجيل نبوات من تلك الفترة (عزرا 5: 1–2).

لا يعطي العهد القديم أي معلومات عن كيفية وفاة زكريا. غير أن متى 23: 34–36 يذكر زكريا في سياق إدانة يسوع لقادة اليهود في القرن الأول، حيث قال: "لذلك ها أنا أُرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فمنهم تقتلون وتصلبون، ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة، لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا ابن برخيا، الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتي على هذا الجيل".

إذا كان يسوع يشير بالفعل إلى النبي زكريا، فإننا نعلم كيف مات - إذ قُتل في ساحة الهيكل.

يفترض بعض العلماء أن يسوع كان يشير إلى زكريا آخر، وهو ابن يهوياداع الكاهن، الذي تقول الأسفار المقدسة إنه قُتل قبل حوالي 300 سنة من النبي زكريا في محيط الهيكل. هذا الزكريا الآخر ندد بخطايا الحكام، فـ"تآمروا عليه، وبأمر الملك رجموه بالحجارة في دار بيت الرب" (أخبار الأيام الثاني 24: 21). وبما أن هذا الزكريا هو آخر شهيد مذكور في ترتيب الأسفار العبرية (حيث أن سفر أخبار الأيام الثاني هو آخر سفر في الترتيب العبري)، يعتقد الكثيرون أن يسوع كان يشير إليه. ويتم تفسير ذكر "ابن برخيا" على أنه إشارة إلى جدّه. ولكن من الأكثر طبيعية أن نفترض أن يسوع كان يشير بالفعل إلى النبي زكريا، إذ إنه يحدد بوضوح أنه "ابن برخيا". والجدير بالذكر أن الشهيدين اللذين ذكرهما يسوع في متى 23- هابيل وزكريا - هما أول وآخر شهداء، زمنيًا، في حقبة العهد القديم.

لقد خدم النبي زكريا الشعب اليهودي، داعمًا مهمة إعادة بناء الهيكل، ومتحديًا حالتهم الروحية حتى اكتمال الهيكل. وبعد أن انتهى بناء هيكل زربابل، يبدو أن زكريا استمر في إثارة القضايا والضمائر، إلى أن ضاق به البعض ذرعًا، فقاموا بقتله في الهيكل ذاته الذي شجع الشعب على بنائه.

© Copyright Got Questions Ministries