www.GotQuestions.org/Arabic



السؤال: ما هي نظرية الخلق التدريجي، وهل هي كتابية؟

الجواب:
إن الخلق التدريجي (المعروف أيضاً بإسم "الخلق على مراحل") هو الإعتقاد بأن الله خلق السموات والأرض عبر فترة تمتد بلايين السنين، وليس ستة أيام مدة كل منها 24 ساعة التي هي أساس مفهوم الخلق التقليدي. يمكن أن يكون مؤيدي الخلق التدريجي ليبراليين أو محافظين في معتقداتهم اللاهوتية، ولكنهم يتفقون بصورة عامة على ما يأتي:

• كان "الإنفجار العظيم" هو طريقة الله لعمل النجوم والمجرات عبر بلايين السنين من العمليات الطبيعية.

• عمر الأرض والكون بلايين السنين، ليس مجرد عدة آلاف من السنين.

• كانت أيام الخليقة فترات متعاقبة ومتتالية من ملايين وبلايين السنين.

• وجد الموت وسفك الدماء من بداية الخليقة ولم تكن نتيجة خطية آدم. خلق الإنسان بعد أن كان غالبية تاريخ الحياة والموت على الأرض قد حدث بالفعل.

• كان طوفان نوح حدثاً محلياً، وليس عالمياً، وكان له تأثير قليل على التكوين الجيولوجي للأرض الذي يوضح بلايين السنين من التاريخ.

إن نظرية الخلق التدريجي معتقد يتعارض مع كل من نظرية التطور الإلحادية ونظرية حداثة عمر الأرض. إن تعاليم نظرية الخلق التدريجي ليست جديدة، ولكنها وجدت إنتشاراً في السنوات القليلة الماضية عن طريق برامج الراديو والتلفاز والمجلات والكتب المسيحية.

ومن وجهة نظرنا فإن خطأ نظرية الخلق التدريجي يكمن في فرضية أن القصة الكتابية الواردة في تكوين 1-2 لا يجب أن تؤخذ بصورة حرفية. وفقاً لنظرية الخلق التدريجي فإن الأيام في تكوين 1 ليست أياماً حرفية مكونة من 24 ساعة، بل في الواقع هي فترات طويلة من الزمن تصل إلى ملايين بل ربما بلايين السنين. يقبل مؤيدي نظرية الخلق التدريجي النظرة التطورية لعمر الأرض والتي نرى نحن أنها خاطئة.

أمر آخر نختلف فيه مع نظرية الخلق التدريجي هو أنها تقول بأن الموت كان موجوداً قبل سقوط الإنسان، مما يقوض التعليم بأن كل الموت الجسدي هو نتيجة الخطية (أنظر رومية 5: 12 وأيضاً كورنثوس الأولى 15: 21-22).

في بعض الظروف، نجد أن نظرية الخلق التدريجي هي محاولة من بعض المسيحيين للتوفيق بين ما يقوله العلم الحديث وما يقوله الكتاب المقدس. ولكن، هذه النظرية في الواقع تسبق الفكر التطوري الحديث وقد طرحها بعض من الكتاب المسيحيين المبكرين. وفي حين لا نتفق مع نظرية الخلق التدريجي، إلا أنها نظرية يقبلها جانب كبير من المجتمع المسيحي.

وبعد كل ذلك، فإن التفسير التقليدي لسفر التكوين كان غالباً هو حداثة عمر الأرض وليس الخلق التدريجي. وهذا بسبب أن أقوى الأدلة التي تقوم عليها نظرية الخلق التدريجي تأتي أساساً من العلم وليس من كلمات الكتاب المقدس.

© Copyright Got Questions Ministries