www.GotQuestions.org/Arabic



السؤال: إذا كان التناسخ غير صحيح، فلماذا يتذكر بعض الناس حياتهم الماضية؟

الجواب:
في حين أن الكتاب المقدس لا يتناول أبدًا موضوع التناسخ على وجه التحديد، فمن الواضح أن النموذج الكتابي للحياة والموت والحياة الآخرة لا يتوافق مع أي شكل من أشكال التناسخ كما هو مفترض في ديانات مثل الهندوسية والبوذية وعقائد معينة من بدع العصر الجديد أو الوثنية الجديدة. تقول رسالة العبرانيين 9: 27-28 قيل لنا أنه "كَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ ٱلدَّيْنُونَةُ، هَكَذَا ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلَا خَطِيَّةٍ لِلْخَلَاصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ". يبدو أن هذا المقطع وحده يلغي إمكانية تذكر حياة الماضي/تناسخ الأرواح.

على نفس المنوال، في لوقا 23: 43، أخبر يسوع اللص على الصليب أنه سيكون مع المسيح في الفردوس في نفس اليوم، مما يعني أن الرجل لن يتجسد مرة أخرى في الحياة الأرضية. وبالمثل، فإن فقرات مثل رسالة يعقوب 4:14، والتي تناقش الطبيعة الزمنية للحياة البشرية، تتعارض مع فكرة تناسخ الأرواح وعيش الحياة الأرضية مرارًا وتكرارًا لعدة قرون أو آلاف السنين أو الأبدية. وفوق كل هذا، إذا تناسخت النفوس البشرية مرارًا وتكرارًا، فكيف أمكن لبعض الناس في الكتاب المقدس أن يروا أرواح الموتى منذ زمن بعيد، مثل موسى الذي رآه الرسل في متى 17: 3 أثناء تجلي المسيح؟

ولكن ماذا سنفعل مع أولئك الذين يزعمون أن لديهم ذكريات عن حياتهم الماضية/تجربة التناسخ؟ السؤال الأول وربما الأهم الذي يجب أن نطرحه هو ما إذا كانت هذه "الذكريات" حقيقية أم لا. من المعروف أن ذاكرة الإنسان لا يمكن الاعتماد عليها (فقط اسأل أي محام أو محقق)، وكثيرًا ما يسيء الناس تذكر الأشياء، معتقدين أنهم يتذكرون أشياء لم تحدث في الواقع أو لا يتذكرون الأشياء التي حدثت. في حالة أولئك الذين يدعون تذكر حياتهم الماضية، يمكن للمرء أن يتخيلهم بسهولة انهم يخطئون في تذكر الصور من البرامج التلفزيونية أو الأفلام، أو التخيلات العقلية من الكتب التي قرأوها قبل سنوات، أو الخلط بين الأحلام والذكريات الحقيقية. كيف يمكننا أن نعرف على وجه اليقين أن ذكريات حياتهم الماضية ليست واحدة من هذه الأشياء؟ هل من المنطقي حقًا افتراض أن ذكرياتهم هي بالفعل من حياة سابقة وليست واحدة من هذه الأشياء الأخرى؟ بينما يدعي بعض "خبراء الحياة الماضية" المعاصرين العثور على دليل على التناسخ من خلال ربط أشياء مثل الرهاب والأمراض الجسدية في الأشخاص الذين يعيشون حاليًا بأحداث صادمة في حياتهم الماضية، فإن "خبراء" الحياة الماضية يفترضون وجود حياة سابقة (أو الحياة الماضية) في شرحهم المشاكل الصحية الحالية، دون اثبات أن تلك الحياة الماضية حدثت بالفعل.

حقيقة الأمر هي أنه ببساطة لا يوجد دليل قوي ومقبول علميًا على أن ذكريات الحياة الماضية التي يزعمها بعض الناس حقيقية، وليست أحداثًا خاطئة أو مجرد تخيلات. في نهاية المطاف، السؤال هو ما إذا كنا سنبحث عن الحقيقة في العقول والذكريات غير الموثوقة للبشر الساقطين وغير معصومين أو في كلمة الله المقدسة الخالدة. يمكن للمؤمنين أن يؤكدوا بثقة أن التناسخ ليس احتمالًا ممكنًا للروح البشرية؛ عندما تنتهي هذه الحياة يبدأ الخلود في الأبدية.

© Copyright Got Questions Ministries