السؤال

ما هي أهمية جبل حرمون في الكتاب المقدس؟

الجواب
جبل حرمون (ويُعرف أيضًا باسم "الجبل المقدس") هو أعلى جبل في أرض إسرائيل القديمة، ويتميز بقممه المغطاة بالثلوج التي ترتفع لأكثر من 9000 قدم فوق سطح البحر. ويُعتقد أن جبل حرمون قد يكون الموقع الذي حدث فيه تجلي الرب يسوع المسيح.

يُعرف اليوم باسمه العربي "جبل الشيخ"، أي "الجبل الثلجي"، ويضم ثلاث قمم مميزة مغطاة بالثلج معظم أيام السنة. في زمن الكتاب المقدس، كان يُطلق عليه أيضًا اسم "سيريون" من قبل الصيدونيين و"سنير" من قبل الأموريين (تثنية 3: 9؛ مزمور 29: 6). وكلا الاسمين يعني "درع الصدر"، في إشارة إلى القمم المستديرة البيضاء التي تلمع تحت أشعة الشمس.

يمكن رؤية هذا الجبل من مسافات بعيدة، إذ يمتد نطاقه الجبلي لما يقرب من 30 ميلًا طولًا و15 ميلًا عرضًا. ويقع جبل حرمون عند الحدود الشمالية الشرقية لإسرائيل، على الحدود بين سوريا ولبنان. تسهم الثلوج الذائبة والأمطار الغزيرة على الجبل، بالإضافة إلى الينابيع الكبيرة عند قاعدته، في تشكيل المصادر الرئيسية لنهر الأردن.

كان لجبل حرمون أهمية خاصة في الكتاب المقدس لعدة أسباب. فقد مثّل الحدود الشمالية لأرض الموعد التي غزاها يشوع (تثنية 3: 8؛ يشوع 11: 17؛ 12: 1؛ 13: 5). كما شكل الحدود الشمالية لإرث نصف سبط منسّى وأيضًا الحد الشمالي لإسرائيل بشكل عام (1 أخبار الأيام 5: 23).

واعتبر جبل حرمون جبلًا مقدسًا منذ أزمنة قديمة. فقد جذبت قممه المعزولة العباد والوثنيين على حد سواء. ولا تزال آثار العديد من المزارات والمعابد القديمة قائمة على منحدراته وقممه وحتى عند سفحه. يطلق عليه سفر القضاة 3: 3 اسم "بعل حرمون"، أي "سيد حرمون" (انظر أيضًا 1 أخبار الأيام 5: 23). وقد امتدحت بعض المزامير عظمة وسمو هذا الجبل (مزمور 42: 6؛ 89: 11–12).

وشبّه الملك داود وحدة شعب الله بندى جبل حرمون النازل على جبل صهيون (مزمور 133: 1–3). وكان هذا التشبيه مناسبًا، لأن منحدرات حرمون في الشمال تتلقى كميات غزيرة من الندى، بينما جبل صهيون في الجنوب أكثر جفافًا. وهكذا، اعتبر داود ندى حرمون رمزًا لبركة الوحدة، الممتدة من الشمال إلى الجنوب في إسرائيل. كما ورد ذكر جبل حرمون في الكتاب المقدس كمأوى للحيوانات البرية (نشيد الأنشاد 4: 8).

ويعتقد بعض العلماء أن جبل حرمون هو الموقع الفعلي لتجلي يسوع المسيح، وهو الحدث المعجزي الذي ظهر فيه المسيح بمجده الحقيقي كابن الله، مُعلِنًا هويته المسيانية ومحققًا الناموس والأنبياء (متى 17: 1–8؛ راجع أيضًا 2 بطرس 1: 16–18). وقد شهد التجلي كل من بطرس ويعقوب ويوحنا، أعضاء الدائرة المقربة من يسوع، فرأوا مجده السابق للزمان.

تُشير روايات متى ومرقس إلى أن يسوع أخذ تلاميذه الثلاثة إلى "جبل عالٍ". والموقع التقليدي لهذا الحدث هو جبل تابور، إلا أن إنجيل متى يربط الأحداث السابقة للتجلي بمنطقة قيصرية فيلبس، مما يجعل جبل حرمون الأقرب جغرافيًا. كما أن قمة جبل تابور في ذلك الوقت كانت مأهولة ومحاطة بسور، حسب المؤرخ يوسيفوس، في حين أن جبل حرمون وفر العزلة والخصوصية "حيث كانوا وحدهم" (مرقس 9: 2).

© Copyright Got Questions Ministries