السؤال

ما هي أرض جاسان في الكتاب المقدس؟

الجواب
كانت جاسان جزءًا من مصر يحد أرض الموعد التي وعد الله بها إبراهيم ونسله (تكوين 12: 7). تقع جاسان في الجزء الشرقي من دلتا النيل. ويُذكر اسم جاسان لأول مرة في تكوين 45: 10، عندما طلب يوسف من إخوته أن يأتوا بأبيهم ليقيموا هناك. وكانت جاسان بعيدة بما يكفي عن مركز الحياة المصرية، بحيث لا يؤثر توافد العبرانيين على شؤون المصريين أو ثقافتهم، لكنها كانت لا تزال تحت سيطرة مصر. وبتصريح من فرعون (تكوين 47: 5)، خصّص يوسف لعائلته مكانًا قريبًا من ميراثهم الموعود من الله، ربما حتى لا ينسوا الأرض التي ستصبح لهم يومًا ما. وحتى في جاسان، بارك الرب بني إسرائيل وزاد عددهم (تكوين 47: 27؛ أعمال الرسل 7: 17).

وبعد قرون، ازداد عدد العبرانيين لدرجة جعلتهم يشكلون تهديدًا محتملاً لحاكم مصر. وأصبحت جاسان كأنها كيان مستقل، مما أثار خوف الفرعون على مملكته. وفي جاسان، استُعبد العبرانيون من قبل المصريين، وأُجبروا على صنع الطوب وبناء المدن (خروج 1: 8–11). ورغم أن جاسان كانت قريبة من أرض الموعد، إلا أنها كانت لا تزال جزءًا من مصر، وليست الأرض التي أراد الله لشعبه أن يُقيم فيها كأمة. لذلك، سمح الله أن يختبر بني إسرائيل مرارة العبودية كي يكونوا مستعدين للرحيل عندما يحين الوقت.

وعندما حان وقت خلاص بني إسرائيل من العبودية، أقام الله موسى ليقودهم. وقد رفض فرعون بعناد أن يطلق الشعب، فأرسل الله ضربات على أرض مصر. وخلال هذه الضربات، ميّز الله بين جاسان ومصر. فبخصوص الضربة الرابعة، قال الرب: "وأُميز في ذلك اليوم أرض جاسان التي شعبي ساكن فيها، حتى لا يكون هناك ذباب، لكي تعلم أني أنا الرب في وسط الأرض" (خروج 8: 22؛ راجع أيضًا خروج 9: 26).

في الكتاب المقدس، ترمز مصر إلى أمة وثنية متمردة على الله. ومع أن شعب الله سكن فيها، فإن جاسان كانت لا تزال جزءًا من مصر. ومن الناحية الروحية، يمكن أن تُمثّل جاسان تلك الأماكن العالمية في حياتنا التي نبرر وجودنا فيها بسبب الراحة التي نشعر بها أو بسبب قبول المجتمع المحيط بها. وقد لا تكون الحياة في "جاسان الروحية" خطيئة واضحة، لكنها تمثل نوعًا من التهاون. إنها ليست المكان الذي يريده الله لنا، فالله يُعدّ لنا ما هو أعظم من كل ما هو متاح في جاسان، والبقاء هناك يمنعنا من الوصول إلى ملء ما يقصده الله لنا.

غالبًا ما يسمح الله لنا بأن نختبر الهزيمة أو الألم في "جاسان" كي يحفزنا على مغادرتها. فأرض الموعد تنتظر. والحكماء هم الذين يتركون جاسان الروحية ويتبعون الرب نحو المكان الأفضل الذي أعدّه لهم.

© Copyright Got Questions Ministries