السؤال

هل لا يزال الرسول يوحنا حيًّا؟

الجواب
خلال الأربعين يومًا التي قضاها يسوع مع تلاميذه بعد قيامته وقبل صعوده، أعاد ترميم علاقة بطرس بسلسلة من ثلاثة أسئلة: «أتحبني؟» في يوحنا 21: 15–17. وبعدها تنبأ يسوع بموت بطرس صلبًا (يوحنا 21: 18–19). ثم التفت بطرس، ورأى "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" واقفًا بالقرب منه، فسأل يسوع: «يا رب، وهذا ما له؟» (يوحنا 21: 20–21).

أجاب يسوع بطرس قائلًا: «إن كنت أريد أنه يبقى حتى أجيء، فماذا لك؟ اتبعني أنت» (يوحنا 21: 22). ويُتبع يوحنا هذا القول بتوضيح حول كيف أن كلام يسوع أدى إلى افتراض خاطئ انتشر بين المؤمنين: «فذاع هذا القول بين الإخوة: إن ذلك التلميذ لا يموت. ولكن لم يقل له يسوع إنه لا يموت، بل: إن كنت أريد أنه يبقى حتى أجيء، فماذا لك؟» (يوحنا 21: 23).

على مرّ التاريخ المسيحي، استمرت الشائعات بأن الرسول يوحنا لا يزال حيًّا، وأنه سيبقى حيًّا حتى عودة المسيح. ولو صحّ ذلك، لكان عمر يوحنا الآن نحو 2000 سنة. ومع ذلك، توجد أساطير تقول إن يوحنا خالد، وقد كان يتجول في العالم لمدة ألفي عام. على سبيل المثال، تُعلّم كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (المورمون) بأن يوحنا لا يزال حيًّا ويقوم بالخدمة على الأرض إلى أن يعود يسوع (المعتقدات والعهود 7: 1–4). كما تتبنّى مجموعات أخرى احتمال وجود يوحنا المستمر على الأرض، دون أن تجعله عقيدة رسمية. وتقول إحدى الأساطير الغريبة إن يوحنا محتجز في سجون سرية تحت مدينة الفاتيكان من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

لكن المشكلة في هذه الأساطير أنها تُغفِل المعنى الواضح الذي أراد يسوع توصيله لبطرس في يوحنا 21. فقد أخبر يسوع بطرس للتو كيف سيموت، فردّ بطرس بسؤال: «وماذا عن يوحنا؟» فاستخدم يسوع المبالغة البلاغية ليُوضح وجهة نظره: «إن كنت أريد أنه يبقى حتى أجيء، فماذا لك؟» وكان معنى كلامه ببساطة: "لا تشغل بالك بيوحنا. موته لا يخصّك. مهمتك أنت أن تتبعني."

ثم، ولزيادة التوضيح، أضاف يوحنا – كاتب إنجيل يوحنا – تعقيبًا يشرح فيه أنه لم يفهم من كلام يسوع أنه سيظل حيًّا حتى المجيء الثاني. قال يوحنا صراحة: «ولكن لم يقل له يسوع إنه لا يموت» (يوحنا 21: 23، مع التشديد). من الغريب أن توضيح يوحنا الصريح لكلام يسوع لا يزال غير كافٍ لبعض الناس.

الرسول يوحنا ليس حيًّا اليوم. ومن المرجّح أنه عاش أطول من باقي الرسل، ولكن لا توجد أي أدلة كتابية تشير إلى أنه لا يزال على قيد الحياة. وعندما كتب يوحنا إنجيله، كان يحاول القضاء على شائعة خلوده. فالتوضيح الذي أضافه كان يهدف بوضوح إلى إقناع القراء برفض فكرة أنه لن يذوق الموت.

© Copyright Got Questions Ministries