السؤال

ما هي صلاة الطلب (imprecatory prayer)؟

الجواب
أولاً، لنعرف معنى صلاة الطلب. "الطلب" يعني الدعاء بإلحاق الشر أو اللعنة على الأعداء. استخدم الملك داود، الذي يُرتبط كثيرًا بمزامير الطلب مثل المزمور 55: 15، 69: 28، و109: 8، عبارات مثل: "ليكن طريقهم مظلمًا وزلقًا، وليطاردهم ملاك الرب" (مزمور 35: 6) و"يا الله، كسر أسنانهم في أفواههم، ومزق أنياب الأسود الصغار يا رب!" (مزمور 58: 6).

كتب داود مزامير 7، 35، 55، 58، 59، 69، 109، و139 ليطلب من الله أن يدين أعداءه. (أما المزامير الأخرى من هذا النوع، 79 و137، فقد كتبها آساف وملك مزامير مجهول). هذه الصلوات لم تكن طلبًا للانتقام الشخصي بقدر ما كانت لتأكيد رفض الله للشر، وسيادته على البشرية، وحمايته الإلهية لشعبه المختار. كثير من هذه الصلوات كانت نبوءات وحدثت تحققها لاحقًا في العهد الجديد ضمن أحداث تاريخية فعلية.

عندما صلى داود طالبًا من الله أن يحطم أسنان أعدائه الذين شبههم بأسود صغار تطارده حتى الموت، كان يشير إلى قداسة الله وعدله، وأنه سيدين الأشرار في النهاية بسبب شرهم. اقتبس يسوع بعض هذه المزامير الطلبية في خدمته الأرضية. في يوحنا 15: 25، يقتبس يسوع من مزمور 35: 19 و69: 4. كذلك اقتبس بولس صلاة طلب في رومية 11: 9-10، وهي اقتباس من مزمور 69: 22-23. بما أن يسوع وبولس اقتبسا من هذه المزامير، فهذا يثبت أنها ملهمة من الله، وينفي اتهامها بأنها صلوات انتقامية خاطئة أو أنانية.

استخدام صلوات الطلب من المزامير اليوم يجب أن يكون فقط ضد أعدائنا الروحيين (أفسس 6: 12). الصلاة بطلب الشر على أعداء البشر غير مبررة، لأنها تخرج هذه الصلوات عن سياقها. في العهد الجديد، يحثنا يسوع على الصلاة لأعدائنا (متى 5: 44-48؛ لوقا 6: 27-38)، لكنه لم يقصد الصلاة من أجل موتهم أو وقوع شر لهم. بدلاً من ذلك، نصلي أولاً من أجل خلاصهم، ثم ليتحقق مشيئة الله. لا يوجد بركة أعظم من علاقة شخصية مع يسوع المسيح، وهذا ما يعنيه يسوع بالصلاة من أجل مباركة أولئك الذين يلعنونّا.

الصلاة بهذه الطريقة تسمح لله أن يعمل في حياتنا لتليين قلوبنا نحو أعدائنا، لنشفق عليهم بشأن مصيرهم الأبدي، ولإزالة المرارة والغضب من قلوبنا. الصلاة من أجل تحقيق مشيئة الله تعني أننا نوافق على الله ونسلم أنفسنا لسيادته الإلهية، رغم أننا قد لا نفهم دائمًا تمامًا ما يفعله في موقف معين. وتعني أيضًا أننا تخلينا عن فكرة أننا نعلم الأفضل، ونعتمد على الله ونثق به ليعمل مشيئته. إذا حدث ظلم شخصي لنا، نلجأ إلى الله بالصلاة، ثم نترك مجالًا لحكم الله ونثق به ليفعل الأفضل. هذه هي الطريقة لنكون في سلام مع الله ومع الناس جميعًا (رومية 12: 17-21).

© Copyright Got Questions Ministries