www.GotQuestions.org/Arabic



السؤال: لقد تعرضت للإساءة وتألمت من الكنيسة في الماضي. كيف أستطيع التغلب على مشاعرى وتجديد شغفي بالكنيسة ورغبتي في حضور الإجتماعات؟

الجواب:
إن الألم الذي تتسبب به الكنيسة هو "قاتل صامت". هذا لا يعني أن الكلمات والأحداث التي سببت الألم لقلبك ليست بشعة وظاهرة. بل هو "قاتل صامت" بسبب تأثيره في أعماق ذهن وقلب ونفس الشخص الذي وقع عليه الأذى. وإذا لم يتم التعامل معه، فهو يدمر الفرح والسعادة والسلامة في المستقبل. وتؤثر آثاره سلباً على الخدمة وكرازة الكنيسة، وبعض الكنائس لا تتعافى منه أبداً. يجب أن ندرك هنا أن السلوك الذي جلب هذا الألم إلى قلبك لا يختلف كثيراً عن الألم الذي نواجهه في العمل أو السوق أو البيت. الإختلاف هو أننا لا نتوقع أن يتصرف شعب الله مثل الذين ليس لهم المسيح في حياتهم. فالكنيسة هي المكان الوحيج الذي يتفق الجميع أنه يجب أن يجدوا فيه الأمان والقبول والغفران وأن يكون خالياً من الألم والصراعات. ولكن، يتسلل إلى غالبية الكنائس على الأقل بعض عناصر الخلافات والصراع والكراهية وتلوث ذلك النموذج.

وتكون بعض الكنائس معرضة له أكثر من غيرها. إذ تحدد صحة شعبها روحياً، وقوة قيادتها مدى إنتشارها ومدى قدرة السلوك الإنقسامي على السيطرة. فإذا لم يتم السيطرة عليه فإنه بالتأكيد سوف يعمل تدريجياً على تآكل أساسات الحياة الروحية لشعب الكنيسة.

من المهم أن تبعد تركيزك عن الناس بل وعن الكنيسة نفسها، وتحدد السبب الرئيسي لألمك وصراعك وخيبة أملك. قم بتحديد مشاعرك بصدق. وإذا كنت تشبه أغلب الناس، هذه هي بعض الإحتمالات: الغضب، الأسى، خيبة الأمل، الرفض، الألم، الغيرة، الشعور بالضعف، الخوف، التمرد، الكبرياء، الشعور بالإحراج أو الخجل، أو الخسارة. إبحث عن ما هو في أعماق قلبك – وليس ما قاله أو فعله شخص ما، ولكن ما الذي يسبب وجعك بالفعل؟ ثم أدرس ما تقوله كلمة الله بشأنه. خذ فهرس الكتاب المقدس وإبحث عن كل كلمة وإفرأ وتأمل وصلي وطبق ما تقوله الآيات. فمثلاً، قد تعتقد أنك تشعر بالغضب، بينما في الواقع أنت تشعر بالرفض. فماذا يقول الله عن الشعور بالرفض؟ إنه يقول: "لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ" (عبرانيين 13: 5)؛ و "مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ" (إرميا 31: 3)؛ وأيضاً "هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ" (متى 28: 20).

عندما تحدد بصدق ما هو سبب ألمك، فإن الله لديه بلسم الحكمة والعطف والمحبة لشفاء جروحك. فإذا لجأت إليه طلباً للمعونة، فإن تركيزك يتحول من الأخرين وأعمالهم إليه هو. سوف تتوقف عن إجترار الموقف الذي سبب ألمك. قد تكون بالفعل قد تأذيت أو جرحت أو تألمت. وتكون مشاعرك حقيقية بالفعل. ولكن هذه المشاعر هي نتاج حقائق أعمق وأهم كانت السبب في تغيير مسار شغفك بالله وكنيسته وهدفه لحياتك. وإذا تركت هذه المشاعر دون علاج فإنها سوف تقود إلى تأصل جذر المرارة الذي يؤثر سلباً على كل ذرة في كيانك ويسلب منك الحياة الأفضل التي لك في المسيح (يوحنا 10: 10). فهل تريد أن يحدث هذا في حياتك.

كيف نمنع الخبرات المؤلمة من تدمير أرواحنا؟ إن سفر الحكمة في الكتاب المقدس يقول: "فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ" (أمثال 4: 23). فنحن نحفظ قلوبنا عن طريق التدقيق في إختيار أفكارنا، ومشاعرنا، وإتجاهاتنا وتصرفاتنا. إحفظ قلبك بأن ترفض التركيز على ما حدث، والناس الذين تسببوا في أذيتك، وضعف الكنيسة. إن رفض المرارة يتطلب الإتضاع ولكن "يُقَاوِمُ اللَّهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً" (يعقوب 4: 6؛ أمثال 3: 34). الأمر يتطلب الغفران من القلب وبالتصرفات(متى 18: 22؛ مرقس 11: 27؛ أفسس 4: 32؛ كولوسي 3: 13) دون أثر للرغبة في الإنتقام (رومية 12: 19). وفوق الكل، الأمر يتطلب قوة الروح القدس العاملة فيك ومن خلالك (أفسس 3: 16).

لا تلوم الله بسبب تصرفات أولاده. ولا تتخلى عن الكنيسة أيضاً. فالغالبية من شعب الكنيسة هم أناس مكرسين ومملوئين بالنعمة ومحبين، وغافرين. إبحث عنهم لتجدهم. وإذا لم تجدهم، إبحث عن كنيسة أخرى (من النادر ألا تجدهم حتى في أصعب البيئات الكنسية). فالكنيسة هي تصميم الله، وهو يحميها بأمانة رغم أنه أحياناً يتألم بسبب تصرفاتها (أنظر رؤيا 2-3).

يوجد لك رجاء لأنك تطلب الشفاء من الله. والآن الأمر متروك لك لكي تفعل الصواب وتحول إنتباهك إلى الشخص الذي يغير حياتك فوق هذا الألم. لقد وعدنا الرب يسوع: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيف" (متى 11: 28-30).
© Copyright Got Questions Ministries