السؤال

كم كان عمر إبراهيم عندما مات؟

الجواب
بعد أن دعاه الرب، سار إبراهيم مع الله لمدة مئة عام (تكوين 12: 4) وسُمّي “خليل الله” (يعقوب 2: 23). وعندما قطع الرب عهده مع إبراهيم، وعده بأنه سيموت "بسلام وتُدفن بشيبة صالحة" (تكوين 15:15). وقد تحقق هذان الوعدان. فبحسب تكوين 25: 7–8، كان عمر إبراهيم 175 سنة حين مات: "وكانت أيام حياة إبراهيم مئة وخمسًا وسبعين سنة. وأسلم إبراهيم روحه ومات بشيبة صالحة، شيخًا وشبعان أيامًا، وانضم إلى قومه."

وكان متوسط العمر في تلك الحقبة يتراوح بين 130 و200 سنة. فقد عاش تارح، والد إبراهيم، حتى بلغ 205 سنوات (تكوين 11: 32)؛ وماتت سارة عن عمر 127 سنة (تكوين 23: 1)؛ وعاش إسماعيل حتى 137 سنة (تكوين 25: 17)؛ وعاش إسحاق حتى 180 سنة (تكوين 35: 28). وهكذا، فإن إبراهيم عاش حياة طويلة وطيبة.

وكما حدث مع سارة التي ماتت عندما كان عمر إبراهيم 138 سنة (تكوين 23: 1)، عاش إبراهيم ومات في الإيمان والطاعة لله. فقد استجاب لدعوة الرب، وأصبح غريبًا في أرض أجنبية، وحاجًا يبحث عن وطن سماوي. وبصفته أبا لنسل "ككثرة نجوم السماء ورمل البحر الذي لا يُعد"، فقد شهد تحقيق وعود الله في العهد (عبرانيين 11: 8–16).

ويصف الكتاب المقدس إبراهيم عند موته بأنه "شبعان أيام" (تكوين 25: 8). وهذه العبارة في العبرية تدل على أكثر من مجرد طول العمر، فهي تُشير إلى حياة مملوءة بالبركة الإلهية والسعادة والرضا. أما عبارة "انضم إلى قومه" (الآية 8) فلا تعني "دُفن مع عائلته" كما قد يُفهم أحيانًا، لأن سارة وحدها كانت مدفونة في القبر العائلي (تكوين 23: 17–19). بل تشير هذه العبارة إلى "الذهاب إلى عالم الأموات"، أي إلى مصير الروح والنفس، وليس الجسد. وكما سيجتمع المؤمنون بأحبائهم المُخلَّصين في الحياة الآخرة (يوحنا 14: 1–6)، كذلك اجتمعت روح إبراهيم بقومه، أي بعائلة الله، في الموت.

وقد تم دفن إبراهيم في مغارة المكفيلة قرب ممرا، وقد حضر دفنه كل من إسحاق، ابن الموعد، وإسماعيل، الابن البكر حسب الجسد. وحضور الأخوين معًا في جنازة أبيهما يُشير إلى احتمال حدوث مصالحة بينهما، إما عند وفاة إبراهيم أو في وقت سابق بعد طرد إسماعيل وهاجر.

وقبل موته، أعطى إبراهيم كل ممتلكاته وميراث العهد لإسحاق، ابن الوعد الذي أنجبه من سارة. أما أبناء السراري (هاجر وقطورة)، فقد أرسلهم بعيدًا عن بيت أبيهم، حاملين معهم هدايا، إلى أرض المشرق عن كنعان (تكوين 25: 5–11).

وفي العهد الجديد، يؤكد الرسول بولس أن كل من يثق في يسوع المسيح ربًا ومخلّصًا يشترك في الميراث الروحي الذي أورثه إبراهيم لإسحاق عند وفاته: "وأما نحن أيها الإخوة، فنحن أولاد الموعد كإسحاق" (غلاطية 4: 28). وكما تبرّر إبراهيم بالإيمان بالله، فإننا نحن أيضًا قد تبررنا أمام الله بالإيمان بيسوع المسيح (رومية 4: 1–5).

© Copyright Got Questions Ministries