السؤال

ما هو النقد النوعي؟

الجواب
يشير "النقد النوعي" إلى طريقة تحديد "النوع" الأساسي لأي كتابة أو خطاب. ويُستخدم مصطلح "النقد" هنا بمعنى "التحليل"، كما هو الحال في كلمة "نقد أدبي" (critique) . أما كلمة "نوع" (genre) فتعني "فئة من الأشياء المتشابهة". في مجالات الفن أو الكتابة أو الموسيقى، تشير الكلمة إلى مؤلفات تشترك في نمط معين. فعلى سبيل المثال، الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الهيفي ميتال هما نوعان مختلفان من الموسيقى. والكوميديا الرومانسية نوع من الأفلام، في حين أن أفلام الرعب تمثل نوعًا آخر. لذلك، فإن النقد النوعي لشيء مثل الكتاب المقدس يتضمن تصنيف المقطع إما كشعر أو نبوة أو تاريخ أو سرد أو أي فئة عامة أخرى.

فعلى سبيل المثال، يُصنَّف سفرا الأمثال والجامعة ضمن "أدب الحكمة"، وهذا النوع من الكتابة يهدف إلى التعامل مع مشكلات الحياة الواقعية من وجهة نظر منطقية عملية قائمة على ما يحدث في أغلب الأحيان. ولا يُقصد منه أن يكون سلسلة من التصريحات المطلقة أو النبوءات أو التصويرات التاريخية. إن معرفة أن سفر الأمثال هو من "أدب الحكمة" يساعد في تفسير معانيه المقصودة.

كمثال آخر، فإن رسالتي بولس إلى أهل غلاطية ورومية تتوافقان إلى حد كبير مع نوع "الجدال القضائي". بمعنى آخر، كان المحامون في عصر بولس يستخدمون هذا الأسلوب ذاته من الكتابة أو الخطابة عند عرض قضيتهم أمام القاضي. وهذه النظرة تساعد القارئ على رؤية الطريقة التي يربط بها بولس بين مختلف التصريحات أو التعليقات، كما تُسهم في توضيح السبب وراء طرحه لنقاط أو حقائق معينة، ولماذا رتبها بهذه الطريقة. فهي تمنح القارئ "نقطة انطلاق" لتفسير تلك الكتابات - ليست قاعدة مطلقة، لكنها مرجعية جيدة.

وكما هو الحال مع أساليب أخرى، فإن النقد النوعي هو مجرد أداة، يمكن استخدامها بشكل صحيح أو إساءة استخدامها. على سبيل المثال، قد نُدرك أن سفرَي حزقيال ورؤيا يوحنا هما من فئة "الأدب الرؤيوي"، ونتعامل معهما على هذا الأساس. ومع ذلك، سيكون من الخطأ أن نفترض أن أي جزء معين من تلك الكتب هو غير حقيقي أو خيالي أو يجب رفضه لمجرد أنه يُصنَّف ضمن الأدب الرؤيوي. وبالمثل، سيكون من غير الصحيح أن نرفض الحقيقة الحرفية لكل ما ورد في إنجيل لوقا لمجرد أن لوقا من الواضح أنه يحاول إقناع القارئ بوجهة نظر معينة.

ما إذا كان النقد النوعي يضيف إلى فهمنا أم لا، يعتمد على مدى استخدامه بشكل مناسب. فعند تطبيقه بشكل صحيح، يساعدنا في أن "نُجيد التعامل مع كلمة الحق" (2 تيموثاوس 2: 15)، ويمكن أن يمنحنا معلومات ثمينة لاستخدامها في التلمذة (انظر متى 28: 19–20).

© Copyright Got Questions Ministries