السؤال
ما هي الجِمَطْرِيَا؟
الجواب
الجِمَطْرِيَا (تُنطق: گِمايتريا) هي ممارسة تُخصص قيمة عددية لكل حرف في كلمة أو اسم أو عبارة، بهدف استنباط معنى خفي من الكلمة. وكلمة "جِمَطْرِيَا" ذات أصل عبري، لكن، وفقًا لقاموس أوكسفورد لكنيسة المسيح، "يُحتمل أن تكون تحريفًا للكلمة اليونانية γεωμετρία (الهندسة)."
تُعد الجِمَطْرِيَا أحد أشكال علم الأعداد في الكتاب المقدس. ففي اليهودية المتأخرة والمسيحية المبكرة، اعتُبرت الجِمَطْرِيَا أساسًا للرمزية الدينية أو الروحية في الأعداد. وكان الحاخامات اليهود يستخدمون الجِمَطْرِيَا بشكل شائع لتفسير العهد القديم. فعلى سبيل المثال، اعتُبر أن العبارة الغامضة "حتى يأتي شيلوه" في تكوين 49: 10 (حسب ترجمة NKJV) تشير إلى مجيء المسيح، جزئيًا لأن حروف عبارة "يأتي شيلوه" و"المسيح" بالعبرية تحمل نفس القيمة العددية، وهي 358.
وفي مثال آخر على الجِمَطْرِيَا، أشار بعض الحاخامات إلى أن اسم "أليعازر" (تكوين 15: 2)، خادم إبراهيم المقرّب، يحمل قيمة عددية قدرها 318، ما يشير إلى أن هذا الرجل الواحد يعادل كل خدم إبراهيم مجتمعين، إذ كان لديه 318 خادمًا (تكوين 14:14). وتذهب الرسالة المنحولة المنسوبة إلى برنابا إلى أبعد من ذلك، حيث تقترح (من خلال عملية معقدة من الجِمَطْرِيَا) أن هؤلاء الـ318 خادمًا يمثلون موت المسيح على الصليب. وبالطبع، تعتمد تفسيرات الكلمات والمعاني الخفية في الجِمَطْرِيَا بشكل كبير على كيفية فهم الأعداد وترتيبها.
ويشير قاموس هاربر كولينز للكتاب المقدس إلى أن من الشائع لدى المتحدثين بالعبرية واليونانية في زمن الكتاب المقدس أن يجمعوا القيمة العددية الإجمالية لحروف اسم شخص ما، ويعتبروا ذلك "عدد اسم ذلك الشخص" (كما في رؤيا يوحنا 13: 17–18). وهذا أمر يسهل فهمه، نظرًا لأن حروف الأبجديتين العبرية واليونانية القديمة كانت تُستخدم أيضًا كأرقام. وقد يبدو هذا النظام لقراء الكتاب المقدس اليوم كأنه محاولة لفك شيفرة، لكن في زمن الكتاب المقدس كان الأمر بديهيًا. فمعظم الناس كانوا يعرفون القيم العددية لكل حرف. وفي أيام العهد الجديد، استُخدمت الجِمَطْرِيَا لصناعة النكات والألعاب والأحاجي المتعلقة بالأسماء وأسماء الشخصيات البارزة.
وكان اليهود العاديون يعرفون أن حروف اسم داود تُعطي القيمة العددية 14- وهو رقم أُعطي دلالة مسيانية في علم الأعداد الكتابي. فالمسيح سيكون "ابن داود"، وسيجلس على عرش داود (متى 22: 41–42؛ لوقا 1: 32–33). ويبرز إنجيل متى هذا المعنى، فيقسّم نسب يسوع إلى ثلاث مجموعات من 14 جيلاً (متى 1: 17).
وكان أغلب المسيحيين الأوائل يحسبون تلقائيًا القيمة العددية لاسم يسوع (باليونانية) ويصلون إلى الرقم 888. وقد اعتبر البعض أن لهذا الرقم دلالة لاهوتية، لأن الرقم 8 أعلى من الرقم 7- الذي يرمز إلى الكمال. ويبدو أن شيئًا مشابهًا للجِمَطْرِيَا كان مقصودًا في رؤيا يوحنا 13: 18، حيث كُتب: "هُنا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسِبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ."
وقد بيّن إيريناوس، أحد آباء الكنيسة في القرن الثاني، مدى صعوبة استخدام الجِمَطْرِيَا بدقة، مشيرًا إلى أن الرقم 666 يمكن أن يكون مجموع عدة أسماء، منها "إيوانثاس" و"لاتينوس" و"تيتان". وخلص إيريناوس إلى القول: "من الأجدر، والأقل مخاطرة، أن ننتظر تحقيق النبوة، بدلًا من التخمين، وتطبيق الأرقام على أي أسماء قد تطرأ، لأن العديد من الأسماء قد تحمل الرقم المذكور؛ وسيظل السؤال في النهاية بلا حل" (ضد الهرطقات، 5. 30. 3). ورغم نصيحة إيريناوس، فقد واصل الكثيرون على مر العصور استخدام الجِمَطْرِيَا لنسبة دور ضد المسيح إلى أباطرة ورؤساء وباباوات وشخصيات عالمية أخرى.
لا يؤكد الكتاب المقدس ولا ينفي وجود معانٍ خفية في الأرقام. ونظرًا لاعتماد الجِمَطْرِيَا الكبير على ذكاء الإنسان، والتلاعب بالإملاء، وتجميع الكلمات بطريقة ذاتية، فلا ينبغي الاعتماد عليها في التفسير الجاد للكتاب المقدس.
ومع مرور الزمن، ابتعدت أغلب الجماعات المسيحية واليهودية التقليدية عن ممارسة الجِمَطْرِيَا، وذلك بسبب ارتباط علم الأعداد منذ زمن بعيد بالسحر الأسود والأنظمة الغامضة. واليوم، ما تزال الجِمَطْرِيَا مستخدمة في الكابالا وبعض الديانات الصوفية الأخرى.
© Copyright Got Questions Ministries
تُعد الجِمَطْرِيَا أحد أشكال علم الأعداد في الكتاب المقدس. ففي اليهودية المتأخرة والمسيحية المبكرة، اعتُبرت الجِمَطْرِيَا أساسًا للرمزية الدينية أو الروحية في الأعداد. وكان الحاخامات اليهود يستخدمون الجِمَطْرِيَا بشكل شائع لتفسير العهد القديم. فعلى سبيل المثال، اعتُبر أن العبارة الغامضة "حتى يأتي شيلوه" في تكوين 49: 10 (حسب ترجمة NKJV) تشير إلى مجيء المسيح، جزئيًا لأن حروف عبارة "يأتي شيلوه" و"المسيح" بالعبرية تحمل نفس القيمة العددية، وهي 358.
وفي مثال آخر على الجِمَطْرِيَا، أشار بعض الحاخامات إلى أن اسم "أليعازر" (تكوين 15: 2)، خادم إبراهيم المقرّب، يحمل قيمة عددية قدرها 318، ما يشير إلى أن هذا الرجل الواحد يعادل كل خدم إبراهيم مجتمعين، إذ كان لديه 318 خادمًا (تكوين 14:14). وتذهب الرسالة المنحولة المنسوبة إلى برنابا إلى أبعد من ذلك، حيث تقترح (من خلال عملية معقدة من الجِمَطْرِيَا) أن هؤلاء الـ318 خادمًا يمثلون موت المسيح على الصليب. وبالطبع، تعتمد تفسيرات الكلمات والمعاني الخفية في الجِمَطْرِيَا بشكل كبير على كيفية فهم الأعداد وترتيبها.
ويشير قاموس هاربر كولينز للكتاب المقدس إلى أن من الشائع لدى المتحدثين بالعبرية واليونانية في زمن الكتاب المقدس أن يجمعوا القيمة العددية الإجمالية لحروف اسم شخص ما، ويعتبروا ذلك "عدد اسم ذلك الشخص" (كما في رؤيا يوحنا 13: 17–18). وهذا أمر يسهل فهمه، نظرًا لأن حروف الأبجديتين العبرية واليونانية القديمة كانت تُستخدم أيضًا كأرقام. وقد يبدو هذا النظام لقراء الكتاب المقدس اليوم كأنه محاولة لفك شيفرة، لكن في زمن الكتاب المقدس كان الأمر بديهيًا. فمعظم الناس كانوا يعرفون القيم العددية لكل حرف. وفي أيام العهد الجديد، استُخدمت الجِمَطْرِيَا لصناعة النكات والألعاب والأحاجي المتعلقة بالأسماء وأسماء الشخصيات البارزة.
وكان اليهود العاديون يعرفون أن حروف اسم داود تُعطي القيمة العددية 14- وهو رقم أُعطي دلالة مسيانية في علم الأعداد الكتابي. فالمسيح سيكون "ابن داود"، وسيجلس على عرش داود (متى 22: 41–42؛ لوقا 1: 32–33). ويبرز إنجيل متى هذا المعنى، فيقسّم نسب يسوع إلى ثلاث مجموعات من 14 جيلاً (متى 1: 17).
وكان أغلب المسيحيين الأوائل يحسبون تلقائيًا القيمة العددية لاسم يسوع (باليونانية) ويصلون إلى الرقم 888. وقد اعتبر البعض أن لهذا الرقم دلالة لاهوتية، لأن الرقم 8 أعلى من الرقم 7- الذي يرمز إلى الكمال. ويبدو أن شيئًا مشابهًا للجِمَطْرِيَا كان مقصودًا في رؤيا يوحنا 13: 18، حيث كُتب: "هُنا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسِبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ."
وقد بيّن إيريناوس، أحد آباء الكنيسة في القرن الثاني، مدى صعوبة استخدام الجِمَطْرِيَا بدقة، مشيرًا إلى أن الرقم 666 يمكن أن يكون مجموع عدة أسماء، منها "إيوانثاس" و"لاتينوس" و"تيتان". وخلص إيريناوس إلى القول: "من الأجدر، والأقل مخاطرة، أن ننتظر تحقيق النبوة، بدلًا من التخمين، وتطبيق الأرقام على أي أسماء قد تطرأ، لأن العديد من الأسماء قد تحمل الرقم المذكور؛ وسيظل السؤال في النهاية بلا حل" (ضد الهرطقات، 5. 30. 3). ورغم نصيحة إيريناوس، فقد واصل الكثيرون على مر العصور استخدام الجِمَطْرِيَا لنسبة دور ضد المسيح إلى أباطرة ورؤساء وباباوات وشخصيات عالمية أخرى.
لا يؤكد الكتاب المقدس ولا ينفي وجود معانٍ خفية في الأرقام. ونظرًا لاعتماد الجِمَطْرِيَا الكبير على ذكاء الإنسان، والتلاعب بالإملاء، وتجميع الكلمات بطريقة ذاتية، فلا ينبغي الاعتماد عليها في التفسير الجاد للكتاب المقدس.
ومع مرور الزمن، ابتعدت أغلب الجماعات المسيحية واليهودية التقليدية عن ممارسة الجِمَطْرِيَا، وذلك بسبب ارتباط علم الأعداد منذ زمن بعيد بالسحر الأسود والأنظمة الغامضة. واليوم، ما تزال الجِمَطْرِيَا مستخدمة في الكابالا وبعض الديانات الصوفية الأخرى.