الجواب:
هذا سؤال صعب للغاية كما أنه مثير للاهتمام. قد يقول البعض أنه لكون المؤمنين بالمسيح هم "خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ" وأن "ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (كورنثوس الثانية 5: 17) ، فإن خطية الطلاق وعواقبه تزول، مما يسمح للشخص المطلق قبل أن يصبح مؤمنًا بالزواج مرة ثانية. قد يقول آخرون أن المسيح قد كفّر عن خطية الطلاق، وليس عواقب الخطية، وبالتالي فإن الشخص الذي طلق قبل أن يصبح مؤمنًا لا يمكنه أن يتزوج مرة أخرى.
ما يجعل هذا السؤال أكثر صعوبة هو حقيقة وجود وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كان بإمكان المؤمنين الزواج مرة أخرى. يرجى قراءة المقالات التالية على موقعنا:
"ماذا يقول الكتاب المقدس عن الطلاق والزواج؟"
"أنا مطلقة. هل أستطيع الزواج مرة أخرى حسب الكتاب المقدس؟"
"هل يعتبر الزواج مرة أخرى بعد الطلاق زنى دائما؟"
"هل الإساءة سبب مقبول للطلاق؟
"ما هي الأسباب الكتابية للطلاق؟"
عندما يتحدث الكتاب المقدس عن الزواج، فإنه لا يتحدث فقط عن زواج المسيحيين/المؤمنين. المبادئ الكتابية حول الزواج هي مبادئ عامّة. إذا تزوج رجل وامرأة غير مخلصين، فإنهما متزوجان في نظر الله مثل زواج الرجل والمرأة المؤمنين. فهما أيضًا جسد واحد (تكوين 2: 24). كما يكره الله الطلاق (ملاخي 2:16). ما زال الله يجمعهما، ولا يريد أن ينفصلا (متى 19). في حين أن كل خطايانا - الماضي والحاضر والمستقبل - تُغفر عندما نخلص، فإن الخلاص لا يمحو كل عواقب الخطايا التي ارتكبناها قبل أن نؤمن بالمسيح أو بالخطايا التي نواصل ارتكابها. دفع يسوع ثمن خطايانا ولكن لا يزال للخطية عواقب حقيقية وسلبية. إذن، نعتقد أنه إذا كان الطلاق لأسباب لا تتفق مع الكتاب المقدّس، سواء كان ذلك قبل الخلاص أو بعده ، فلا يوجد أساس للزواج مرة أخرى.
ومع ذلك، كما تشير المقالات المذكورة أعلاه، فإننا نؤمن بشرط الاستثناء. إذا حدث الطلاق نتيجة الزنا المستمر دون توبة، فإننا نعتقد أن الطرف البريء يمكن أن يتزوج مرة أخرى. وينطبق هذا بنفس القدر إذا كان الطرف البريء مؤمنًا أو غير مؤمن عند وقوع الطلاق. فالجواب على هذا السؤال يتوقف على ظروف الطلاق. قناعتنا هي أن العامل الحاسم النهائي ليس هو ما إذا كان الطلاق قد حدث قبل الخلاص أو بعده. مهما كانت وجهة النظر التي يتخذها الشخص بشأن هذه المسألة بالذات، من المهم أن نفهم أن الخلاص لا يحررنا أو يعفينا من كل القرارات الحمقاء والخاطئة التي اتخذناها قبل الإيمان بالمسيح.
