السؤال

ما هو الدرس الكتابي الاستنتاجي؟

الجواب
الدرس الكتابي الاستنتاجي هو طريقة لدراسة الكتاب المقدس تبدأ باختيار موضوع عام، ثم البحث في نصوص الكتاب المقدس عن مقاطع تؤيد هذا الموضوع. هذا النوع من الدراسة يرتبط بما يُعرف بـ"الدراسة الموضوعية".

وعلى النقيض من ذلك، هناك ما يُعرف بـ"الدرس الاستقرائي"، حيث يبدأ الطالب بآية أو فقرة محددة، فيقوم بتحليلها وتفصيلها من أجل استخراج المعنى.

في المنطق، هناك نوعان من الاستدلال: الاستنتاجي والاستقرائي. الاستدلال الاستنتاجي يبدأ من فكرة عامة وينتقل إلى التفاصيل. أما الاستدلال الاستقرائي فيبدأ من التفاصيل ليصل إلى فكرة عامة.

فالاستنتاج يبدأ ببيان عام مثل: "جميع البشر فانين"، ثم يُبنى عليه: "زيد إنسان، إذًا زيد فانٍ". طالما أن الفرضيتين صحيحتان، فإن الاستنتاج يكون صحيحًا. أما إذا كانت إحدى الفرضيتين خاطئة، فسيفسد الاستنتاج.

أما الاستقراء، فيبدأ من التفاصيل. فمثلًا، إذا كان لدى شخص كيس من الحجارة، وأخرج منه خمس حجارة متتالية، وجميعها حمراء، فقد يستنتج أن كل الحجارة في الكيس حمراء. هذا مثال على استخلاص قاعدة عامة من ملاحظات جزئية.

وبالتالي، فإن الدرس الكتابي الاستنتاجي يبدأ ببيان عام، ثم يعود إلى الكتاب المقدس للعثور على نصوص تؤيد هذا البيان أو تنفيه. أما الدرس الاستقرائي فيسير بالعكس، إذ يبدأ بنصوص الكتاب المقدس ويبني منها فكرة عامة.

مثال على الدرس الاستنتاجي هو أن يبدأ الطالب بعبارة مثل: "الخطيئة تؤدي إلى الموت"، ثم يبحث في الكتاب المقدس عن نصوص تؤيد هذه الحقيقة. قد يستشهد بـرومية 5: 12، رومية 6: 23، حزقيال 18: 20، وإرميا 31: 30. وإذا وجد أن هذه النصوص تدعم الفرضية، يمكنه أن يطبق النتيجة بشكل عملي: "نحن جميعًا معرضون للموت لأننا جميعًا خطاة" (رومية 3: 23).

لكن هناك نقطة ضعف في هذا الأسلوب: إذا بدأنا بفرضية خاطئة، فلن نصل إلى استنتاج صحيح. على سبيل المثال، إذا افترضنا: "جميع الملائكة لهم أجنحة"، ثم استشهدنا بنصوص مثل إشعياء 6: 2، قد نستنتج أن ميخائيل له أجنحة لأنه ملاك. لكن الكتاب المقدس، رغم ذكره لميخائيل رئيس الملائكة (يهوذا 1: 9)، لا يذكر أنه يمتلك أجنحة. والكتاب لا يقول إن كل الملائكة لهم أجنحة. لذلك، لا بد أن يكون البيان العام قائمًا على حقائق كتابية، لا على تخمينات أو أفكار بشرية.

عند إساءة استخدامه، قد يتحول الدرس الكتابي الاستنتاجي إلى ما يُعرف بالاستدلال القبلي أو الإسقاط على النص (eisegesis)، حيث يُقرأ المعنى في النص مسبقًا بناءً على قناعة شخصية، لا من خلال ما يقوله النص نفسه. وهذه ممارسة خطيرة، لأنها تؤدي إلى نتائج متسرعة، ذاتية، وربما خاطئة.

لكن حين يُستخدم بشكل سليم، فإن الدرس الكتابي الاستنتاجي يكون شبيهًا بالدراسة الموضوعية، حيث نأخذ موضوعًا عامًا، مثل "محبة الله"، ثم نجمع كل ما يقوله الكتاب المقدس عنه، ومن خلال ذلك نصل إلى استنتاج واضح. وهكذا، يُعد الدرس الكتابي الاستنتاجي أداة مفيدة لدراسة المواضيع الواسعة في الكتاب المقدس.

© Copyright Got Questions Ministries