السؤال

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشخص الذي في غيبوبة؟

الجواب
عندما يكون الشخص في "غيبوبة"، فإن دماغه يدخل في حالة عميقة من فقدان الوعي لفترة طويلة أو غير محددة. لا يذكر الكتاب المقدس شيئًا محددًا عن الشخص في غيبوبة، لأن التدخلات الطبية اللازمة للحفاظ على الحياة في هذه الحالة لم تكن موجودة عند كتابة أسفار الكتاب المقدس. غالبًا ما تسبق الغيبوبة الموت، ولكن توجد قصص عديدة عن أشخاص أفاقوا فجأة بعد غيبوبة طويلة. فما هي الاستجابة الكتابية الصحيحة تجاه شخص في غيبوبة؟

في معظم المستشفيات، يتعامل الطاقم الطبي مع المرضى في الغيبوبة كما لو كانوا واعين بما حولهم. أظهرت الدراسات أن السمع غالبًا ما يبقى فعّالًا حتى أثناء حالة فقدان الوعي العميق. لذلك يتحدث الأطباء والممرضون إلى المرضى أو عنهم كما لو كانوا يستوعبون الحديث. وبما أننا لا نستطيع أن نجزم ما إذا كان المرضى في الغيبوبة يسمعون أم لا، فمن الحكمة أن نتصرّف كما لو أنهم يسمعون. بعض العائلات تحرص على تشغيل موسيقى هادئة في الغرفة، أو التحدث عن أحداث قادمة كما لو أن المريض سيشارك فيها، كما أنهم يرفضون السماح بسماع أي توقعات أو آراء سلبية داخل مسامع المريض. سواء كان الشخص يسمع أم لا، فإن هذا السلوك يذكّر المحيطين بأن هذا لا يزال إنسانًا يستحق الاحترام.

في السنوات الأخيرة، كانت هناك قضايا قانونية مشهورة تتعلق بالمرضى في الغيبوبة، حيث رفعت العائلات دعاوى للمطالبة إما بإبقاء أحبائهم على قيد الحياة أو بسحب التدخلات الطبية الممدّدة للحياة والسماح بحدوث الموت الطبيعي. هذه مواقف شائكة يجب التعامل معها كلٌّ على حدة بروح من الرحمة والحكمة (يعقوب 1:5). أسئلة مثل: متى تنتهي الحياة؟ وما معنى "الموت بكرامة"؟ أصبحت أكثر تعقيدًا مع قدرات الطب الحديث. في زمن الكتاب المقدس، إذا دخل شخص في غيبوبة، لم تكن هناك أنابيب تغذية أو أجهزة إنعاش أو محاليل وريدية لإطالة حياته أكثر مما ينبغي. غالبًا ما كان الموت يتبع ذلك خلال ساعات أو أيام.

مع أن الكتاب المقدس لا يذكر نصوصًا محددة عن حالة الغيبوبة، إلا أننا نعلم أن الله وحده هو الذي يعطي الحياة، وعلينا أن نترك له القرار بشأن متى تنتهي هذه الحياة (تثنية 32:39؛ 1 صموئيل 2:6). القتل هو دائمًا خطأ لأنه يضعنا في موضع الله لإصدار الحكم على إنسان آخر (تكوين 9:5–6؛ خروج 20:13). والاختيار الشخصي لإنهاء حياة بريئة مرفوض دائمًا من قبل الله (خروج 23:7؛ إرميا 22:3؛ رؤيا 22:15). وقد يُعتبر تسريع موت المريض في غيبوبة ضمن هذا الإطار.

ما يُسمّى بـ "القتل الرحيم" صعب التبرير في عصرنا الحالي بفضل الأدوية والتقنيات المسكّنة للألم، إذ إن الطب الحديث يوفر طرقًا عديدة لتقليل المعاناة. أما في حالة الغيبوبة، فلا يمكننا أن نعرف بشكل مؤكد إن كان الشخص يتألم أم أنه فقط محاصر داخل جسد لا يستجيب. لذلك، كمقدّمي رعاية أو أصحاب قرار، ينبغي أن نسعى لجعل المريض في الغيبوبة مرتاحًا قدر الإمكان. الموت يأتي في "الموعد المعيَّن" (عبرانيين 9:27). وهذا يتطلب حكمة، لكن السماح للحياة بأن تأخذ مجراها الطبيعي، مع تقديم الرعاية التلطيفية، وترك الموت يحدث في توقيت الله، ليس أمرًا خاطئًا.

ومهما بلغت إنجازات الطب الحديث، فإننا لا نعلم كل ما يجري داخل جسد المريض في غيبوبة. لذلك، يجب أن تُتخذ جميع القرارات المتعلقة بالمريض بهذه الحالة بهدف تقليل الضرر قدر المستطاع، مع الثقة بأن الله سيُخرج خيرًا من ذلك (رومية 8:28؛ خروج 4:11؛ يوحنا 9:3).