الجواب:
يعلّم الروم الكاثوليك أن الخطايا الكبرى هي أصل ومصدر كل الخطايا الأخرى. تمت كتابة أقدم مبادئ هذه العقيدة في القرن الرابع بواسطة راهب يُدعى Evagrius Ponticus ، والذي أدرج في الأصل ثمانية "أفكار شريرة": الشراهة، الشهوة أو الزنا، الجشع، الاكتئاب أو الحزن، الغضب، اليأس أو الخمول، المجد الباطل، والكبرياء. في وقت لاحق، تم تقليص تلك المجموعة المكونة من ثماني مكونات إلى سبعة بواسطة البابا غريغوري الكبير في القرن السادس. ضم غريغوري المجد الباطل الى الكبرياء، واليأس الى الحزن، وأضاف الحسد، وبالتالي وضع قائمة تضم فقط سبع "خطايا كبيرة" أو "خطايا مميتة". قائمة الخطايا الكبرى اليوم هي كالتالي: الكبرياء، الجشع، الشهوة، الحسد، الشراهة، الغضب، الكسل.
تستمد الخطايا الكبرى اسمها من الكلمة اللاتينية caputالتي تعني "الرأس". لم يسميها توما الأكويني فيما بعد "خطايا"، بل "رذائل". أعلن الأكويني أن الرذيلة الكبيرة هي التي لها نهاية مرغوبة تجعل الإنسان يرتكب العديد من الخطايا للوصول اليها. يمكن إرجاع كل الخطايا إلى نائب معين كمصدر جذر. للتوضيح ، إذا كان الرجل يشتهي زوجة جاره، فقد تتسبب تلك الرذيلة في ارتكاب الزنا، والكذب على كثير من الناس، وإهمال أسرته أو التخلي عنها، وربما حتى إيذاء الناس جسديًا. فتتكاثر خطايا الرجل مدفوعة بخطية الشهوة الأولية.
صحيح أن الكبرياء، والجشع، والشهوة، والحسد، والشراهة، والغضب، والكسل هي خطايا، وصحيح أن هذه الرغبات الشريرة في القلب يمكن أن تؤدي إلى خطايا أخرى (انظر متى 15: 19). لكن سيكون من الخطأ التفكير في الخطايا السبع الكبرى، أو الخطايا السبع المميتة، على أنها أسوأ في نظر الله من أي خطية أخرى. كل الذنوب في عيني الله متساوية. إنها جميعًا "لا تصل إلى كمال الله". فالسرقة ليست أسوأ من الكبرياء، والجشع ليس أسوأ من الكذب. لا توجد خطايا صغيرة أو خطايا كبيرة، لأن كل الخطايا تسيء إلى إلهنا القدوس الطاهر بنفس القدر. لا يستطيع الله، ولن يسمح بوجود أي خطية في محضره المقدس - لا خطية على الاطلاق (حبقوق 1: 13).
الخطايا الكبرى، أو الخطايا المميتة، ليست مذكورة كمجموعة في الكتاب المقدس. ومع ذلك، يذكر الرب بعض الأشياء التي يكرهها ويضع قائمة بها: "هذِهِ ٱلسِّتَّةُ يُبْغِضُهَا ٱلرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرَهَةُ نَفْسِهِ: عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ، لِسَانٌ كَاذِبٌ، أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَمًا بَرِيئًا، قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَارًا رَدِيئَةً، أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ ٱلْجَرَيَانِ إِلَى ٱلسُّوءِ، شَاهِدُ زُورٍ يَفُوهُ بِٱلْأَكَاذِيبِ، وَزَارِعُ خُصُومَاتٍ بَيْنَ إِخْوَةٍ” (أمثال 6: 16-19). كل الخطايا تؤدي إلى الموت (رومية 6: 23). ولكن، شكرًا لله أنه بدم يسوع المسيح تغفر كل خطايانا - حتى "الخطايا الكبيرة".
