السؤال

هل يجب أن يعتمد المؤمن الجديد فورًا؟

الجواب
في العهد الجديد، كان المؤمنون الجدد غالبًا يعتمدون مباشرة بعد اعترافهم بيسوع ربًا. فهل يجب أن تستمر الكنائس اليوم على هذا النهج؟ هناك قضيتان أساسيتان ينبغي التطرق إليهما.

أولًا: هل يمكن أن يعتمد المؤمنون الجدد فورًا؟ والجواب الكتابي هو نعم وبوضوح.

اعتمد ثلاثة آلاف مؤمن في يوم إيمانهم عندما تأسست الكنيسة يوم الخمسين (أعمال 2: 41). والخصي الحبشي اعتمد في نفس اليوم الذي آمن فيه (أعمال 8: 26–38). وبولس (شاول سابقًا) اعتمد بعد ثلاثة أيام تقريبًا من لقائه بالمسيح في طريق دمشق (أعمال 9). كما اعتمدت ليدية في يوم إيمانها (أعمال 16: 15). ويذكر أعمال 16: 33 أن سجان فيلبي وعائلته اعتمدوا في نفس الليلة التي آمنوا فيها. وكان يسوع قد أوصى تلاميذه أن يعمدوا جميع الأمم (متى 28: 19). إذن المعمودية أمر متوقع من كل مسيحي، سواء حدثت مباشرة أم بعد فترة قصيرة.

ثانيًا: هل يُلزَم المؤمن الجديد بالمعمودية الفورية؟ بعض الكنائس تتحفظ تجاه المعموديات الفجائية بسبب أمثلة سابقة لأشخاص اعتمدوا من دون فهم حقيقي لمعنى الخلاص. لتجنب الالتباس، تقدم هذه الكنائس صفًا تعليميًا أو وقتًا للتعليم قبل السماح بالمعمودية.

تاريخيًا، في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، تغيّرت ممارسات الكنيسة بشأن المعمودية. في البداية، كان التعليم يأتي بعد المعمودية. لكن مع ظهور البدع، أصبح التعليم يسبق المعمودية. وبحلول القرنين الرابع والخامس، صار هناك أسابيع مخصصة لتعليم الموعوظين قبل قبولهم المعمودية. وبما أن الكتاب المقدس لا يحدد مدة زمنية بين اعتراف الشخص بإيمانه واعتماده، يبقى الأمر متروكًا لحرية كل كنيسة وقادتها لتقرير ما هو الأنسب لجماعتهم.

مع أن الكتاب لا يفرض شرطًا بشأن المعمودية الفورية، إلا أن هناك تركيزًا واضحًا على الارتباط الوثيق بين اعتراف الشخص بإيمانه ومعموديته. لذلك، من الأفضل أن تحرص الكنيسة على أن تكون الفترة الزمنية بين الإيمان والمعمودية قصيرة قدر الإمكان. بالإضافة إلى ذلك، كثير من الكنائس لا تسمح للشخص بالمشاركة في العشاء الرباني أو الانضمام كعضو رسمي أو القيام بأدوار معينة في حياة الكنيسة إلا بعد المعمودية. هذه الأمور كلها تعزز أهمية إجراء المعمودية للمؤمنين الجدد في وقت مناسب ودون تأخير طويل.