السؤال
ما هي الكتب المشكوك فيها (antilegomena)؟
الجواب
يشير مصطلح "الكتب المشكوك فيها" إلى مجموعة من نصوص الكتاب المقدس التي قوبلت بدرجة عالية من التشكيك أثناء عملية تثبيت قانونية أسفار الكتاب المقدس. والكلمة "antilegomena" تعني حرفيًا "المتكلم ضدها"، وقد أُطلقت على تلك الكتابات التي قُبِلت من قبل غالبية الكنيسة الأولى، لكنها واجهت معارضة أكثر من الكتب الأخرى. أما الكتابات التي اعتُبرت غير ملهمة أو هرطوقية فقد صنفتها الكنيسة على هذا النحو بوضوح. وهناك أيضًا فئة أخرى تُعرف باسم "الكتب المعترف بها" (homologumena) ، وهي الأسفار التي اعتُرفت بأنها ملهمة وحظيت بقبول عام وشامل في الكنيسة الأولى. أما الكتب المصنفة ضمن "الكتب المشكوك فيها"، فقد تم التشكيك فيها لأسباب مختلفة عن تلك التي أدت إلى رفض الأسفار غير القانونية.
ومع نمو الكنيسة الأولى، أصبح من الضروري التمييز بين كلام الله والكتابات التي ليست من وحي الله. وباختصار، كانت الأسفار تُعترف بأنها قانونية إذا كانت مكتوبة من قبل رسول أو تحت إشرافه، وتشرح العقيدة المسيحية الصحيحة، وتحتوي على ادعاء أو صلة بالإلهام، وتُقبل من قبل الكنائس المخلصة تعليميًا، وتصلح للقراءة العلنية. وبناءً على هذه المعايير، قُبلت أسفار العهد الجديد السبعة والعشرون بسرعة كأسفار قانونية.
ومع ذلك، فقد خضعت سبعة من هذه الأسفار لجدل أكبر من غيرها. وهذه الأسفار هي: الرسالة إلى العبرانيين، رسالة يعقوب، رسالة بطرس الثانية، رسالة يوحنا الثانية، رسالة يوحنا الثالثة، رسالة يهوذا، وسفر الرؤيا. وعلى عكس الكتابات التي رُفضت بشكل قاطع، فإن هذه الأسفار لم تحتوِ على عيوب واضحة، ولم تُربط بكنائس غير أرثوذكسية بوضوح، وغير ذلك. إنما كلٌ منها، بحسب المعايير المذكورة، اعتُبر غير مكتمل في نظر بعض المسيحيين الأوائل.
من المهم التأكيد على أن فئات أخرى من الكتابات القديمة، مثل "الكتابات المنحولة" (pseudepigrapha) و"الأسفار القانونية الثانية" (Apocrypha) ، كانت تُنظر إليها بطريقة مختلفة تمامًا عن الكتب المشكوك فيها. وحتى في الوقت الذي كان فيه العهد الجديد يُكتب، كانت الكنيسة تعي وجود كتابات زائفة (2 تسالونيكي 2:2). وهذا يفسر الحذر الشديد الذي اتبعته الكنيسة عند الاعتراف الرسمي بأي عمل على أنه ملهم. لم تُقبل الكتب المشكوك فيها بسهولة، لا لأنها معيبة، بل لأن الكنيسة الأولى كانت حذرة للغاية في ما تعتبره نصًا ملهمًا.
رُفضت الرسالة إلى العبرانيين مؤقتًا من بعض الجهات لكونها من الناحية الفنية كتابًا مجهول المؤلف. فأسفار العهد الجديد الأخرى إما تُعلن عن مؤلفها بوضوح، أو يمكن تتبعها مباشرة إلى رسول. بينما لا تتوافر أي من هاتين السمتين في الرسالة إلى العبرانيين، رغم أنها تستوفي سائر معايير القانون الكتابي.
أما رسالة يعقوب، فقد كانت دائمًا مثارًا للجدل، خصوصًا بسبب نقاشها المعقّد للعلاقة بين الإيمان المخلِّص والأعمال الصالحة. ولهذا السبب، تردّد بعض المسيحيين الأوائل في قبولها، فصُنفت ضمن الكتب المشكوك فيها.
وتُعد رسالة بطرس الثانية أكثر هذه الأسفار إثارة للجدل. فقد أدت الفروقات الأسلوبية بينها وبين رسالة بطرس الأولى إلى بروز تساؤلات حول صحتها. لكن مع مرور الوقت وتزايد الأدلة، اقتنع المشككون بكونها قانونية.
أما رسالتا يوحنا الثانية والثالثة، فلم تحددا كاتبهما بوضوح كما تفعل بقية أسفار العهد الجديد. فقد استخدمتا مصطلح "الشيخ" بدلاً من "الرسول"، ما أثار شكوكًا حول المؤلف. ومع ذلك، لم تكن هذه الصيغة نادرة لدى الرسل، كما أن هاتين الرسالتين القصيرتين لم تُشكك بهما الكنيسة بنفس الدرجة التي شككت فيها برسالة بطرس الثانية.
أما رسالة يهوذا، فهي تُعد حالة مثيرة للاهتمام ضمن الكتب المشكوك فيها. فقد أُثيرت الشكوك حولها لأنها تشير صراحة إلى كتابات غير ملهمة، مثل "صعود موسى" و"سفر أخنوخ"، وهما من الكتب غير القانونية. إلا أن يهوذا لا يُقدِّم هذه الكتابات ككلمة الله، بل يستخدمها فقط كأمثلة لدعم حججه، ولذلك حُسم الجدل بشأنها لاحقًا.
وأخيرًا، فإن سفر الرؤيا يتميز بكونه أكثر أسفار الكتب المشكوك فيها تعرضًا للتشكيك المستمر. ورغم أنه لم يُرفض بنفس درجة رسالة بطرس الثانية، فإن الشكوك حوله استمرت لفترة أطول من غيره. وكانت العقبة الأكبر أمام قبوله هي الرمزية الكثيفة التي يحملها، إذ فُسِّرت رموزه بطرق متباينة. وقد حاولت بعض الطوائف المنحرفة استخدام هذا السفر لتبرير معتقدات غريبة، مما جعل البعض ينظر إليه بريبة بسبب هذه الارتباطات.
لقد قُبِلت غالبية أسفار العهد الجديد بسرعة بعد كتابتها - وهذه تُعرف بالكتب المعترف بها (homologumena). أما الكتب المشكوك فيها، فقد استغرقت وقتًا أطول بسبب حذر الكنيسة الشديد. وقد أُخضعت هذه الأسفار السبعة لمزيد من الفحص قبل أن تُعترف بها رسميًا ضمن قانون أسفار الكتاب المقدس.
© Copyright Got Questions Ministries
ومع نمو الكنيسة الأولى، أصبح من الضروري التمييز بين كلام الله والكتابات التي ليست من وحي الله. وباختصار، كانت الأسفار تُعترف بأنها قانونية إذا كانت مكتوبة من قبل رسول أو تحت إشرافه، وتشرح العقيدة المسيحية الصحيحة، وتحتوي على ادعاء أو صلة بالإلهام، وتُقبل من قبل الكنائس المخلصة تعليميًا، وتصلح للقراءة العلنية. وبناءً على هذه المعايير، قُبلت أسفار العهد الجديد السبعة والعشرون بسرعة كأسفار قانونية.
ومع ذلك، فقد خضعت سبعة من هذه الأسفار لجدل أكبر من غيرها. وهذه الأسفار هي: الرسالة إلى العبرانيين، رسالة يعقوب، رسالة بطرس الثانية، رسالة يوحنا الثانية، رسالة يوحنا الثالثة، رسالة يهوذا، وسفر الرؤيا. وعلى عكس الكتابات التي رُفضت بشكل قاطع، فإن هذه الأسفار لم تحتوِ على عيوب واضحة، ولم تُربط بكنائس غير أرثوذكسية بوضوح، وغير ذلك. إنما كلٌ منها، بحسب المعايير المذكورة، اعتُبر غير مكتمل في نظر بعض المسيحيين الأوائل.
من المهم التأكيد على أن فئات أخرى من الكتابات القديمة، مثل "الكتابات المنحولة" (pseudepigrapha) و"الأسفار القانونية الثانية" (Apocrypha) ، كانت تُنظر إليها بطريقة مختلفة تمامًا عن الكتب المشكوك فيها. وحتى في الوقت الذي كان فيه العهد الجديد يُكتب، كانت الكنيسة تعي وجود كتابات زائفة (2 تسالونيكي 2:2). وهذا يفسر الحذر الشديد الذي اتبعته الكنيسة عند الاعتراف الرسمي بأي عمل على أنه ملهم. لم تُقبل الكتب المشكوك فيها بسهولة، لا لأنها معيبة، بل لأن الكنيسة الأولى كانت حذرة للغاية في ما تعتبره نصًا ملهمًا.
رُفضت الرسالة إلى العبرانيين مؤقتًا من بعض الجهات لكونها من الناحية الفنية كتابًا مجهول المؤلف. فأسفار العهد الجديد الأخرى إما تُعلن عن مؤلفها بوضوح، أو يمكن تتبعها مباشرة إلى رسول. بينما لا تتوافر أي من هاتين السمتين في الرسالة إلى العبرانيين، رغم أنها تستوفي سائر معايير القانون الكتابي.
أما رسالة يعقوب، فقد كانت دائمًا مثارًا للجدل، خصوصًا بسبب نقاشها المعقّد للعلاقة بين الإيمان المخلِّص والأعمال الصالحة. ولهذا السبب، تردّد بعض المسيحيين الأوائل في قبولها، فصُنفت ضمن الكتب المشكوك فيها.
وتُعد رسالة بطرس الثانية أكثر هذه الأسفار إثارة للجدل. فقد أدت الفروقات الأسلوبية بينها وبين رسالة بطرس الأولى إلى بروز تساؤلات حول صحتها. لكن مع مرور الوقت وتزايد الأدلة، اقتنع المشككون بكونها قانونية.
أما رسالتا يوحنا الثانية والثالثة، فلم تحددا كاتبهما بوضوح كما تفعل بقية أسفار العهد الجديد. فقد استخدمتا مصطلح "الشيخ" بدلاً من "الرسول"، ما أثار شكوكًا حول المؤلف. ومع ذلك، لم تكن هذه الصيغة نادرة لدى الرسل، كما أن هاتين الرسالتين القصيرتين لم تُشكك بهما الكنيسة بنفس الدرجة التي شككت فيها برسالة بطرس الثانية.
أما رسالة يهوذا، فهي تُعد حالة مثيرة للاهتمام ضمن الكتب المشكوك فيها. فقد أُثيرت الشكوك حولها لأنها تشير صراحة إلى كتابات غير ملهمة، مثل "صعود موسى" و"سفر أخنوخ"، وهما من الكتب غير القانونية. إلا أن يهوذا لا يُقدِّم هذه الكتابات ككلمة الله، بل يستخدمها فقط كأمثلة لدعم حججه، ولذلك حُسم الجدل بشأنها لاحقًا.
وأخيرًا، فإن سفر الرؤيا يتميز بكونه أكثر أسفار الكتب المشكوك فيها تعرضًا للتشكيك المستمر. ورغم أنه لم يُرفض بنفس درجة رسالة بطرس الثانية، فإن الشكوك حوله استمرت لفترة أطول من غيره. وكانت العقبة الأكبر أمام قبوله هي الرمزية الكثيفة التي يحملها، إذ فُسِّرت رموزه بطرق متباينة. وقد حاولت بعض الطوائف المنحرفة استخدام هذا السفر لتبرير معتقدات غريبة، مما جعل البعض ينظر إليه بريبة بسبب هذه الارتباطات.
لقد قُبِلت غالبية أسفار العهد الجديد بسرعة بعد كتابتها - وهذه تُعرف بالكتب المعترف بها (homologumena). أما الكتب المشكوك فيها، فقد استغرقت وقتًا أطول بسبب حذر الكنيسة الشديد. وقد أُخضعت هذه الأسفار السبعة لمزيد من الفحص قبل أن تُعترف بها رسميًا ضمن قانون أسفار الكتاب المقدس.