السؤال

ما هي الصدقات؟ وما هو العطاء بالصدقة؟

الجواب
الصدقات هي المال أو الخيرات التي تُعطى للمحتاجين كعمل من أعمال الرحمة. تُستخدم كلمة "الصدقات" مرات عديدة في نسخة الملك جيمس من الكتاب المقدس. وهي مشتقة من الكلمة الإنجليزية القديمة ælmesse وأصلها من كلمة يونانية تعني "الشفقة، الرحمة". في معناها الأصلي، عندما تعطي صدقة، فأنت تمنح رحمة.

العطاء بالصدقة ممارسة قديمة في التقليد اليهودي–المسيحي. "مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُكْرِمُ صَانِعَهُ" (أمثال 14: 31؛ وانظر أيضًا 19: 17؛ 21: 13؛ 22: 9؛ و29: 7). يسوع وتلاميذه أعطوا مالًا للفقراء (يوحنا 12: 6)، وعلى المؤمنين أن "يَذْكُرُوا الْفُقَرَاءَ" (غلاطية 2: 10). وقد أُشيد بالتلميذة تَابِيثَا على أنها كانت دائمًا "تَعْمَلُ أَعْمَالًا صَالِحَةً وَصَدَقَاتٍ" (أعمال 9: 36).

تُستخدم كلمة "الصدقات" تسع مرات في خمسة أصحاحات من العهد الجديد في نسخة الملك جيمس. إنجيل متى 6: 1-4 يحتوي على أربع مرات:

"اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَاتِكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تَعْرِفْ شِمَالُكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً."

هنا علَّم يسوع أن العطاء بالصدقة هو لأجل الله أن يراه، لا لإظهار الذات أمام الآخرين. الذين يعطون بدافع محبتهم لله لا ينبغي أن يعلنوا عطاءهم أو يلفتوا الأنظار إليه.

في لوقا 11: 40-42، وبّخ يسوع الفريسيين لأنهم يعطون صدقات لكنهم "يَتَجَاهَلُونَ الْعَدْلَ وَمَحَبَّةَ اللهِ". بمعنى آخر، هؤلاء القادة الدينيون كانوا يعطون للمحتاجين، لكن لم تكن لديهم المحبة الحقيقية في قلوبهم. فالعطاء لا يُثبت بالضرورة علاقة صحيحة مع الله.

في لوقا 12: 32، قال يسوع لشاب غني أن يبيع كل ما عنده، ويعطي صدقات للفقراء، ويتبعه. كان هذا التحدي لكشف أين يكمن ولاء هذا الشاب: هل يحب المال أكثر من الرب؟ وقد رجع الرجل وترك يسوع، غير مستعد للتخلي عن ثروته. وبذلك أظهر أنه لم يكن مستعدًا أن يكون تلميذًا.

في أعمال الرسل 3، طلب رجل أعرج من بطرس ويوحنا مالًا. فأوضح له الرسولان أنهما لا يملكان فضة أو ذهب، لكنهما شفياه باسم يسوع. كانت هذه المعجزة أعظم بكثير من أي صدقة كان يمكن أن تُعطى!

كتابيًا، العطاء المالي للمحتاجين هو تعبير مهم عن الإيمان المسيحي. لكن يجب أن نتأكد أن عطاءنا يتم بدافع المحبة الحقيقية لله، لا لمجرد جذب الانتباه لأنفسنا. فعندما نستثمر ما أعطانا الله إياه للتأثير في حياة الآخرين، يمكننا أن نثق أن النتائج سيكون لها أثر حاضر وأبدي.