السؤال

هل تم العثور على مدينتي سدوم وعمورة مع دليل على أنهما دُمِّرتا بواسطة نيزك؟

الجواب
بحسب الكتاب المقدس، دُمِّرت مدينتا سدوم وعمورة بكارثة نارية (تكوين 19: 23–25)، وقد حدث هذا في زمن حياة إبراهيم (تكوين 19: 27–29). وكما هو الحال مع كثير من القصص المماثلة، فإن الكتاب المقدس يقدم ملخصًا عامًا، لا معلومات تفصيلية. في هذه الحالة، يتكهن العلماء بما إذا كان تدمير سدوم قد حدث من خلال تدخل خارق مباشر، أم أن الله رتب كارثة طبيعية لتكون وسيلة القضاء.

تظهر مثل هذه النقاشات عندما يزعم علماء الآثار أنهم "حلوا" نصًا من الكتاب المقدس. ومن المفارقات أن الدليل الذي يشير إلى أن معجزة كتابية ما تتطابق مع حدث تاريخي فعلي يُستخدم غالبًا كدليل على أن الكتاب المقدس غير موثوق. هذا المنطق الخاطئ يفترض أن شرح كيفية حدوث شيء ما يعني بالضرورة شرح سبب حدوثه أو من الذي تسبب به. لكن على نحو أكثر منطقية، فإن مثل هذه الاكتشافات تُظهر أكثر أن الكتاب المقدس مرتبط ارتباطًا فريدًا بالحقيقة ويجب أخذه على محمل الجد.

فيما يتعلق بسدوم، هناك سؤالان مترابطان يجب الإجابة عليهما: أولاً، ما هو الموقع الدقيق لسدوم؟ وثانيًا، ما هي الآلية التي دُمِّرت بها؟ لا يوجد جواب قاطع لأي منهما، لكن الاكتشافات الحديثة تطرح احتمالات مثيرة للاهتمام.

يعطي الكتاب المقدس موقعًا عامًا فقط لسدوم. يشير سفر التكوين 10: 19 إلى أنها كانت قرب الجزء الجنوبي من كنعان. وتقدم الآيات من سفر التكوين 13: 1–12 أدلة إضافية، لكنها غير واضحة. الرأي الأكاديمي السائد هو أن سدوم كانت تقع بالقرب من الموقع الحديث للبحر الميت، مع ميل إلى الجانب الشمالي. ومع ذلك، يلمح آخرون إلى أنها قد تكون جنوب البحر الميت أو حتى في قاعه. السجلات الكتابية لا تقدم سياقًا كافيًا لتحديد مكان المدينة بدقة.

أحد المواقع المحتملة لمدينة سدوم القديمة هو "تل الحمام" في الأردن الحديث، ويقع على بُعد حوالي 8 أميال (13 كيلومترًا) من الحافة الشمالية الشرقية للبحر الميت. كانت المدينة معروفة، وكان معروفًا أنها قد دُمِّرت، قبل أن يفترض بعض الباحثين أنها دُمِّرت بضربة نيزكية. وقد عُثر على أدلة تتفق مع حرارة شديدة، وضغط انفجاري، وما إلى ذلك في قطع أثرية بالموقع. كما أن المنطقة تُظهر تركيزات غير عادية من الملح. وقد تم توثيق "انفجارات جوية نيزكية" مماثلة في مناطق أخرى من العالم. ويُؤرخ الحطام الكارثي في الموقع إلى حوالي عام 1650 قبل الميلاد، وهو ما يتوافق مع بعض تفسيرات الجدول الزمني في سفر التكوين.

لكن هناك من يرفض هذا التقييم، ويقدم اعتراضات من وجهات نظر علمانية وكتابية. إذ تضع الجداول الزمنية التقليدية في سفر التكوين تدمير سدوم أقرب إلى عام 2000 قبل الميلاد. ويدّعي بعض علماء الآثار أن ما يبدو كدليل على ضربة نيزكية يتوافق مع أعمال عسكرية من تلك الفترة. وهناك أسباب مشروعة للشك فيما إذا كان "تل الحمام" هو موقع سدوم فعلاً؛ إذ إن قلة من الباحثين مقتنعون تمامًا بأنه الموقع الصحيح. وبالطبع، يمكن أن تكون الاعتراضات على "تل الحمام" ناتجة بالكامل عن تحامل شخصي. فبعض الباحثين يرفضون كليًا احتمال أن يكون الكتاب المقدس دقيقًا، فيما يرفض آخرون احتمال أن تفسيراتهم المفضلة لنصوص كتابية أخرى قد تكون موضع تساؤل.

وقد طُرحت آليات محتملة أخرى لتدمير سدوم على يد الله. ومن الاقتراحات الشائعة، زلزال يؤدي إلى انبعاث الغازات الطبيعية إلى السطح، مما قد يشتعل ويخلق عاصفة نارية تهطل على المدينة. وجميع النظريات، بما في ذلك ضربة النيزك في "تل الحمام"، تستند إلى مزيج من التكهنات والأدلة المحدودة.

لا توجد إجابات مؤكدة موضوعيًا عن موقع سدوم أو الوسيلة الدقيقة التي دُمِّرت بها. لكن علم الآثار والعلم يقدمان مجموعة من الاحتمالات، كل منها متسق مع الأدلة المرصودة ونصوص الكتاب المقدس. إن الموثوقية العامة للكتاب المقدس تتعزز من خلال هذه الاكتشافات الداعمة. وهذا يمنحنا كل سبب لنثق بالكتاب المقدس، حتى لو لم نتمكن من التحقق من أدق التفاصيل.

مقالات مفيدة للمزيد من البحث: BiblicalArchaeology.org ChristianityToday.com AnswersResearchJournal.org

© Copyright Got Questions Ministries