السؤال

من هو شيكانيّا في الكتاب المقدس؟

الجواب
شيكانيّا هو شخصية أقل شهرة لكنها ذات أهمية في الكتاب المقدس، يظهر في فترة ما بعد السبي في تاريخ إسرائيل. يُذكر اسمه في سفري عزرا ونحميا، حيث يساهم في إحياء الروحاني للشعب الإسرائيلي الذي عاد من الأسر البابلي. بأقواله وأفعاله، يجسد شيكانيّا مواضيع الكتاب المقدس المتعلقة بالتوبة والالتزام بشريعة الله والنزاهة الروحية.

في سفر عزرا، يظهر شيكانيّا في لحظة حرجة من الأزمة التي تواجه العائدين من السبي. فقد كان الإسرائيليون، بعد عودتهم إلى أورشليم، يخالفون وصايا الله بسبب زواجهم من نساء أجنبيات من شعوب الأرض المحيطة، وهذا كان ممنوعًا صراحة من الله لأنه يؤدي إلى عبادة الأصنام وتنازل روحي. كان عزرا، الكاهن والكاتب، متألمًا بشدة لهذا الانتهاك وقاد الشعب للاعتراف العلني بخطاياهم.

تقدم شيكانيّا، ابن يهئيل من بني عيلام، مخاطبًا عزرا قائلاً: «تكلم شيكانيّا بن يهئيل من بني عيلام إلى عزرا: نحن قد أخفقنا أمام إلهنا وتزوجنا نساء أجنبية من شعوب الأرض، ولكن حتى الآن هناك رجاء لإسرائيل بالرغم من هذا. لذلك، لنقطع عهداً مع إلهنا لنطرد جميع هؤلاء الزوجات وأولادهم، حسب مشورة سيدي والذين يرتعدون أمام وصية إلهنا، ولتتم الأمور حسب الناموس. قم، لأنه عملك ونحن معك، كن قويًا وافعل» (عزرا 10: 2–4).

تُعد هذه الفقرة ذات أهمية لأسباب كثيرة. أولاً، يعترف شيكانيّا بخطايا الشعب، معبرًا عن الاستعداد لمواجهة الخطيئة بصراحة وصدق. هذا الاعتراف يعكس أهمية الإخلاص لوصايا الله. ثانيًا، اقتراح شيكانيّا لعقد عهد لتصحيح الوضع يظهر التزامًا بالإصلاح والتغيير، مع خطة واضحة لفصل الزوجات الأجنبيات. ثالثًا، يشجع شيكانيّا عزرا على تولي القيادة في هذا الشأن.

يمكن لإيمان الفرد أن يؤثر تأثيرًا عميقًا على مجتمع بأكمله. كلمات وأفعال شيكانيّا حثّت الإسرائيليين على تجديد عهدهم مع الله، مما أدى إلى التوبة والإصلاح. وافق الشعب على اقتراح شيكانيّا، وبقيادة عزرا بدأوا في طرد زوجاتهم الأجنبيات: «اختار عزرا الكاهن رجالًا رؤساء الآباء حسب بيوت الآباء، وكل واحد منهم معرّف باسمه. في أول الشهر العاشر جلسوا لبحث الأمر، وبداية الشهر الأول انتهوا من جميع الرجال الذين تزوجوا من نساء أجنبيات» (عزرا 10: 16–17).

يُذكر إرث شيكانيّا في سفر نحميا، حيث ينتمي نسله إلى العائدين من السبي الذين أعادوا بناء أسوار أورشليم: «بعدهم "صادوق بن إِمّير" أصلح مقابل بيته. بعده شمايا بن شيكانيّا، حارس الباب الشرقي، أصلح» (نحميا 3: 29). هذه التفصيلة الصغيرة لكنها مهمة تدل على أن عائلة شيكانيّا ساهمت في استعادة أورشليم الروحية والمادية.

على الرغم من خطورة خطايا إسرائيل، يعلن شيكانيّا: «ولكن حتى الآن هناك رجاء لإسرائيل» (عزرا 10: 2). هناك رجاء لإسرائيل لأن الله مستعد دائمًا للمغفرة، شرط أن نتوب عن خطايانا ونعود إليه بطاعة مخلصة. رغبة شيكانيّا في عقد عهد مع الله تؤكد على قوة التوبة الصادقة واستعادة العلاقة حتى بعد أن أخطأت إسرائيل وسقطت عن مجد الله.

© Copyright Got Questions Ministries