السؤال
ما هي أهمية بحر الجليل في الكتاب المقدس؟
الجواب
يُعدّ بحر الجليل واحدًا من أكثر المسطحات المائية شهرة في الكتاب المقدس، وخاصة لقرّاء الأناجيل. فقد وقعت العديد من أحداث حياة يسوع المسيح الأرضية في منطقة الجليل والمناطق المحيطة ببحر الجليل.
يقع بحر الجليل في وادي الأردن، على بعد حوالي 60 ميلًا شمال أورشليم، وهو مسطح مائي عذب واسع، يبلغ طوله حوالي 13 ميلًا، وعرضه عند أعرض نقطة قرب مجدل حوالي 7.5 ميل، ويشبه شكله القيثارة. يتغذى البحر بمياه عذبة من جبلي حرمون ولبنان المغطيين بالثلوج، ويستمر نهر الأردن بالخروج من الطرف الجنوبي للبحر حتى يصب في البحر الميت. تقع هذه المسطحات الثلاثة - نهر الأردن، بحر الجليل، والبحر الميت - ضمن صدع جيولوجي يُعرف بوادي الانهدام العظيم، وهو أطول وأعمق شق في قشرة الأرض.
في العهد القديم، كان يُطلق على بحر الجليل اسم "بحر كنّرت" أو "كنّروت" (عدد 34: 11؛ يشوع 12: 3؛ 13: 27)، نسبة إلى المدينة المسماة كِنّرت (يشوع 19: 35). ويعتقد بعض العلماء أن الاسم مشتق من كلمة عبرية تعني "قيثارة". ترتبط معظم إشارات العهد القديم للبحر بتقسيم الأراضي القبلية (عدد 34: 11؛ تثنية 3: 17؛ يشوع 13: 27؛ 19: 35)، حيث شملت أرض قبائل نفتالي، زبولون، ويساكر (يشوع 19). وقد تنبأ النبي إشعياء بأن المسيا سيأتي من منطقة الجليل (إشعياء 9: 1–2، 6)، وقد تحقق ذلك في يسوع الآتي من الناصرة.
في العهد الجديد، كان بحر الجليل منطقة تجارية مهمة محاطة بمدن مثل كفرناحوم، كورزين، بيت صيدا، مجدل، وطبرية. كانت معظم طرق الجليل القديمة تمر بالقرب من البحر، كما كان العديد من المسافرين يعبرون وادي الانهدام هناك. وكان المناخ شبه الاستوائي والينابيع الكبريتية في طبرية يجعل من المنطقة منتجعًا صحيًا للمرضى. كما أن كونه المصدر الرئيسي للمياه العذبة في المنطقة جعله مركزًا لصناعة صيد الأسماك. وكانت كفرناحوم، التي لعبت دورًا محوريًا في خدمة يسوع، مركز هذه الصناعة (متى 4: 18–22؛ مرقس 1: 16–20؛ لوقا 5: 10،11).
في القرن الأول، عُرف بحر الجليل أيضًا باسم "بحيرة جنيسارت" (لوقا 5: 1). وفي إنجيل يوحنا، أُطلق عليه اسم "بحر طبرية" (يوحنا 6: 1؛ 21: 1). وقعت العديد من الأحداث المهمة في حياة يسوع حول بحر الجليل، منها دعوته لعدد من التلاميذ مثل بطرس، أندراوس، يعقوب، ويوحنا، الذين كانوا يعملون كصيادين (متى 4: 13–22). كما دعا يسوع متى العشار من بلدة كفرناحوم على الساحل الشمالي الغربي للبحر (مرقس 2: 13–17).
نظرًا للخصائص الجغرافية المحيطة ببحر الجليل، تحدث عواصف مفاجئة وعنيفة بانتظام على مياهه. تروي الأناجيل الإزائية قصة تهدئة يسوع لعاصفة عنيفة: "ثم دخل السفينة وتبعه تلاميذه، وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة، وكان هو نائمًا. فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين: يا سيد، نجنا فإننا نهلك! فقال لهم: ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟ ثم قام وانتهر الرياح والبحر، فصار هدوء عظيم. فتعجب الناس قائلين: أي إنسان هذا! فإن الرياح والبحر جميعًا تطيعه؟" (متى 8: 23–27؛ انظر أيضًا مرقس 4: 35–41؛ لوقا 8: 22–25).
في واحدة من أعظم معجزات الأناجيل، مشى يسوع على سطح البحر (مرقس 6: 45–53؛ يوحنا 6: 16–21). وفي رواية متى (متى 14: 22–33)، دعا يسوع بطرس ليأتي إليه على الماء، فخرج من القارب ومشى أيضًا. ومن المعجزات البارزة الأخرى التي حدثت قرب بحر الجليل إشباع الأربعة آلاف (متى 15: 29–39) والخمسة آلاف (لوقا 9: 10–17).
كان يسوع يعلم الجموع من على الشاطئ (مرقس 4: 1–34)، وكان يعظ من على قارب في البحر (متى 13: 2). ويُعتقد أن يسوع ألقى موعظته الشهيرة على الجبل بالقرب من كفرناحوم على شواطئ البحر (متى 5–7).
ربما اختار يسوع هذه المنطقة بالذات ليقوم بخدمته ويُجري المعجزات، نظرًا لوجود عدد كبير من المرضى الباحثين عن العلاج في مناخ البحر العلاجي وينابيع طبرية المعدنية (متى 9: 2–8؛ مرقس 3: 1–6).
وعلى الضفة الجنوبية الشرقية للبحر، أخرج يسوع الشياطين من رجلين من أهل الجدريين، وأرسلها إلى قطيع خنازير اندفع إلى البحر وغرق (متى 8: 28–32). كما أقام ابنة يايرس من الموت (مرقس 5: 21–43)، وشفى رجلًا به روح نجس (مرقس 1: 21–28).
وقبل صعوده، ظهر يسوع بجسده المقام لسبعة من تلاميذه على شاطئ بحر الجليل، حيث أجرى لهم معجزة صيد عظيم (يوحنا 21: 1–14). وقد طبخ لهم فطورًا وأكل معهم، وأعاد بطرس إلى الثقة والتكليف (الآيات 15–25).
الاسم العبري الحديث لبحر الجليل هو "يم كينيرت". واليوم، تُعدّ المنطقة وجهة سياحية رئيسية في دولة إسرائيل، وتدعم صناعة صيد الأسماك التجارية، كما أن البحر يشكل المصدر الرئيسي لمياه الشرب في إسرائيل.
© Copyright Got Questions Ministries
يقع بحر الجليل في وادي الأردن، على بعد حوالي 60 ميلًا شمال أورشليم، وهو مسطح مائي عذب واسع، يبلغ طوله حوالي 13 ميلًا، وعرضه عند أعرض نقطة قرب مجدل حوالي 7.5 ميل، ويشبه شكله القيثارة. يتغذى البحر بمياه عذبة من جبلي حرمون ولبنان المغطيين بالثلوج، ويستمر نهر الأردن بالخروج من الطرف الجنوبي للبحر حتى يصب في البحر الميت. تقع هذه المسطحات الثلاثة - نهر الأردن، بحر الجليل، والبحر الميت - ضمن صدع جيولوجي يُعرف بوادي الانهدام العظيم، وهو أطول وأعمق شق في قشرة الأرض.
في العهد القديم، كان يُطلق على بحر الجليل اسم "بحر كنّرت" أو "كنّروت" (عدد 34: 11؛ يشوع 12: 3؛ 13: 27)، نسبة إلى المدينة المسماة كِنّرت (يشوع 19: 35). ويعتقد بعض العلماء أن الاسم مشتق من كلمة عبرية تعني "قيثارة". ترتبط معظم إشارات العهد القديم للبحر بتقسيم الأراضي القبلية (عدد 34: 11؛ تثنية 3: 17؛ يشوع 13: 27؛ 19: 35)، حيث شملت أرض قبائل نفتالي، زبولون، ويساكر (يشوع 19). وقد تنبأ النبي إشعياء بأن المسيا سيأتي من منطقة الجليل (إشعياء 9: 1–2، 6)، وقد تحقق ذلك في يسوع الآتي من الناصرة.
في العهد الجديد، كان بحر الجليل منطقة تجارية مهمة محاطة بمدن مثل كفرناحوم، كورزين، بيت صيدا، مجدل، وطبرية. كانت معظم طرق الجليل القديمة تمر بالقرب من البحر، كما كان العديد من المسافرين يعبرون وادي الانهدام هناك. وكان المناخ شبه الاستوائي والينابيع الكبريتية في طبرية يجعل من المنطقة منتجعًا صحيًا للمرضى. كما أن كونه المصدر الرئيسي للمياه العذبة في المنطقة جعله مركزًا لصناعة صيد الأسماك. وكانت كفرناحوم، التي لعبت دورًا محوريًا في خدمة يسوع، مركز هذه الصناعة (متى 4: 18–22؛ مرقس 1: 16–20؛ لوقا 5: 10،11).
في القرن الأول، عُرف بحر الجليل أيضًا باسم "بحيرة جنيسارت" (لوقا 5: 1). وفي إنجيل يوحنا، أُطلق عليه اسم "بحر طبرية" (يوحنا 6: 1؛ 21: 1). وقعت العديد من الأحداث المهمة في حياة يسوع حول بحر الجليل، منها دعوته لعدد من التلاميذ مثل بطرس، أندراوس، يعقوب، ويوحنا، الذين كانوا يعملون كصيادين (متى 4: 13–22). كما دعا يسوع متى العشار من بلدة كفرناحوم على الساحل الشمالي الغربي للبحر (مرقس 2: 13–17).
نظرًا للخصائص الجغرافية المحيطة ببحر الجليل، تحدث عواصف مفاجئة وعنيفة بانتظام على مياهه. تروي الأناجيل الإزائية قصة تهدئة يسوع لعاصفة عنيفة: "ثم دخل السفينة وتبعه تلاميذه، وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة، وكان هو نائمًا. فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين: يا سيد، نجنا فإننا نهلك! فقال لهم: ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟ ثم قام وانتهر الرياح والبحر، فصار هدوء عظيم. فتعجب الناس قائلين: أي إنسان هذا! فإن الرياح والبحر جميعًا تطيعه؟" (متى 8: 23–27؛ انظر أيضًا مرقس 4: 35–41؛ لوقا 8: 22–25).
في واحدة من أعظم معجزات الأناجيل، مشى يسوع على سطح البحر (مرقس 6: 45–53؛ يوحنا 6: 16–21). وفي رواية متى (متى 14: 22–33)، دعا يسوع بطرس ليأتي إليه على الماء، فخرج من القارب ومشى أيضًا. ومن المعجزات البارزة الأخرى التي حدثت قرب بحر الجليل إشباع الأربعة آلاف (متى 15: 29–39) والخمسة آلاف (لوقا 9: 10–17).
كان يسوع يعلم الجموع من على الشاطئ (مرقس 4: 1–34)، وكان يعظ من على قارب في البحر (متى 13: 2). ويُعتقد أن يسوع ألقى موعظته الشهيرة على الجبل بالقرب من كفرناحوم على شواطئ البحر (متى 5–7).
ربما اختار يسوع هذه المنطقة بالذات ليقوم بخدمته ويُجري المعجزات، نظرًا لوجود عدد كبير من المرضى الباحثين عن العلاج في مناخ البحر العلاجي وينابيع طبرية المعدنية (متى 9: 2–8؛ مرقس 3: 1–6).
وعلى الضفة الجنوبية الشرقية للبحر، أخرج يسوع الشياطين من رجلين من أهل الجدريين، وأرسلها إلى قطيع خنازير اندفع إلى البحر وغرق (متى 8: 28–32). كما أقام ابنة يايرس من الموت (مرقس 5: 21–43)، وشفى رجلًا به روح نجس (مرقس 1: 21–28).
وقبل صعوده، ظهر يسوع بجسده المقام لسبعة من تلاميذه على شاطئ بحر الجليل، حيث أجرى لهم معجزة صيد عظيم (يوحنا 21: 1–14). وقد طبخ لهم فطورًا وأكل معهم، وأعاد بطرس إلى الثقة والتكليف (الآيات 15–25).
الاسم العبري الحديث لبحر الجليل هو "يم كينيرت". واليوم، تُعدّ المنطقة وجهة سياحية رئيسية في دولة إسرائيل، وتدعم صناعة صيد الأسماك التجارية، كما أن البحر يشكل المصدر الرئيسي لمياه الشرب في إسرائيل.