www.GotQuestions.org/Arabic




الجواب: لا يوجد دليل كتابي على أن الشيطان يحتاج دائمًا إلى إذن محدد من الله للعمل ضد المؤمنين في كل مرة يرغب في مهاجمتهم. ولكننا نعلم أن الشيطان يحتاج إلى إذن في بعض الأحيان على الأقل. يُظهر سفر أيوب الاصحاح الأول أن الشيطان لم يستطع أن يلمس أيوب بدون إذن من الله. ومع ذلك، فكر في حجة الشيطان أمام الله: "أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَٱنْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي ٱلْأَرْضِ" (أيوب 1: 10). من الواضح أن الشيطان كان يعرف من هو أيوب ويدرك حماية أيوب وبركاته الخاصة. كيف يمكن لإبليس أن يعرف بحماية أيوب، ما لم يكن هو و/أو أتباعه من الشياطين قد حاولوا بالفعل مهاجمة أيوب؟ ما يطلبه الشيطان حقًا هو أن يزيل الله حماية أيوب؛ بالطبع، عندما يطلب الشيطان إزالة الحماية، فإنه يسعى أساسًا إلى الحصول على الإذن لمهاجمة أيوب. هل يجب على الشيطان أن يطلب مثل هذا الإذن في كل مرة يهاجمنا فيها؟ لا يعطينا الكتاب المقدس إجابة.

مقطع آخر ذو صلة هو لوقا 22: 31-32. يقول الرب يسوع: "سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا ٱلشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَٱلْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لَا يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ". من الواضح في هذه الحالة أن الشيطان قد طلب إذن الله لاختبار بطرس والتلاميذ الآخرين. أخبر يسوع بطرس أنه صلى من أجله على وجه التحديد حتى لا يفشل إيمان بطرس وحتى يتمكن بطرس من تقوية التلاميذ الآخرين عند انتهاء الاختبار. المعنى الضمني هو أن بطرس والبقية سيتم غربلتهم بأي طريقة قصدها الشيطان. لذلك سمح الله بمضايقة تلاميذه، في حدود، ولكن كان لديه هدف أسمى في ذهنه – وهو تقويتهم جميعًا.

في أيوب 38: 11 يقول الله أنه يحد من أمواج البحر: " إِلَى هُنَا تَأْتِي وَلَا تَتَعَدَّى‏، وَهُنَا تُتْخَمُ كِبْرِيَاءُ لُجَجِكَ". بنفس الطريقة، يبدو أن هناك حدودًا وقواعد يجب على الشيطان الالتزام بها. يمكنه التمادي إلى حد ما ولكن لا يمكنه أن يتخطى ذلك الحد. بينما الشيطان "كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ" (بطرس الأولى 5: 8)، هل يجب أن يتوقف ويطلب إذن الله في كل خطوة؟ أم أنه يحتاج فقط إلى طلب إذن خاص عندما يواجه عقبة أمام كراهيته؟ لا يوجد دليل كتابي حقيقي في كلتا الحالتين. لقد سيّج الرب حول أيوب وبطرس - لم يستطع الشيطان الوصول إليهما بدون أن يزيل الرب أولاً قدرًا من حمايته. نحن نعلم أن الله يهتم بجميع أبنائه، لذلك من المنطقي أن نفترض أن الله يحيط كل واحد منّا بقدر من الحماية. ونعلم أن الله، في النهاية، يتحكم في كل شيء في الكون، بما في ذلك الشيطان. "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللهَ، ٱلَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رومية 8: 28).