السؤال

ما هي أهمية ساردس في الكتاب المقدس؟

الجواب
ساردس هي واحدة من السبع كنائس في آسيا المذكورة في سفر الرؤيا. قال يسوع للرسول يوحنا: "اكتب ما تراه في كتاب وأرسله إلى السبع الكنائس: إلى أفسس وسميرنا وبرغامس وثياتيرا وساردس وفيلادلفيا ولاودكية" (رؤيا 1: 11). كما أعطى يسوع يوحنا رسائل محددة لكل كنيسة من هذه الكنائس.

كانت ساردس في وسط غرب آسيا الصغرى، وكانت عاصمة مملكة ليديا القديمة، ومركزًا تجاريًا ثريًا ومهمًا. كسوق وثني، كان بها معبد أرطاميس الشهير، والذي ما زالت آثاره موجودة اليوم كأطلال. كانت كنيسة ساردس محاطة بالوثنية والعبادة الكاذبة لكنها لم تبرز وسط الظلمة. رغم أنهم بدوا أحياء روحيًا ظاهريًا، كان يسوع يعرف قلوبهم وقال: "أنا عارف أعمالك، أنك لك اسم حي وأنت ميت" (رؤيا 3: 1). سقطوا في نفس الخطأ الذي وقع فيه الفريسيون، كانوا كالقبر الأبيض المنظر من الخارج نقي، لكن من الداخل ميت (متى 23: 27-28).

وجّه يسوع تحذيرًا لكنيسة ساردس، مذكّرًا إياهم بحكمته إن لم "يستيقظوا": "أنا عارف أعمالك، أنك لك اسم حي وأنت ميت. استيقظ! قوِّ ما بقي والذي هو على وشك أن يموت، لأن أعمالك لم تكن كاملة أمام إلهي. اذكر كيف أخذت وسمعت فاحفظ وتب" (رؤيا 3: 1-3). كان لا يزال هناك عمل يجب إنجازه، ولو ظلوا في موتهم الروحي، فسينزل عليهم الحكم فجأة مثل لصّ، وهذا يوازي كيف غزت ساردس من قبل الفرس والرومان بشكل مفاجئ. كان على جماعة ساردس أن يطيعوا أمر يسوع بالذكر والحفظ والتوبة (رؤيا 3:3).

مدح يسوع القلة القليلة في ساردس "الذين لم ينجسوا ثيابهم" (رؤيا 3: 4) ووعدهم ببركة: "سيمشون معي في ثياب بيضاء لأنهم مستحقون. الذي يغلب سيلبس مثلهم ثيابًا بيضاء، ولن أمسح اسمه من سفر الحياة، بل سأعترف باسمه أمام أبي وملائكته" (رؤيا 3: 4-5). هذه الآية لا تعني أن الخلاص يمكن فقدانه، بل تؤكد أن أسماء الذين يثقون بالمسيح لا تمحى أبدًا من سفر الحياة (راجع يوحنا 10: 28).

لم تتلقَّ كنيسة ساردس أي مدح جماعي من الرب، لكنها لم تفقد الأمل. دعاهم يسوع للاستيقاظ من موتهم الروحي، ووعد بأن يكون أمينًا لهم.

رسالة "الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب" كانت موجهة لكنيسة ساردس وما تزال صالحة اليوم (رؤيا 3: 1). كثير من الكنائس اليوم قد تبدو روحية ببرامجها الكبيرة وحضورها القوي وخدماتها المنظمة، لكنها قد تكون ميتة روحيًا. يجب على هذه الكنائس أن تجري فحصًا روحيًا دقيقًا، وتقوّي الأشياء المتبقية التي على وشك الموت (رؤيا 3: 2). وعلى من يمرون بموت روحي وعقم أن يسمعوا كلام المسيح لكنيسة ساردس ويكملوا واجبهم أمام الله.

© Copyright Got Questions Ministries