السؤال

من هو ناثان في الكتاب المقدس؟

الجواب
ناثان هو نبي في الكتاب المقدس عاش خلال عهد الملك داود في إسرائيل. تكلم الله مع داود من خلال ناثان في عدة مناسبات. كان ناثان عضوًا في بلاط داود الملكي وواحدًا من أقرب مستشاريه. ويبدو أنه كان يعرف بثشبع معرفة كافية لدرجة أنه تحدث معها بشأن محاولة أدونيا الإستيلاء على العرش من ابنها سليمان (1 ملوك 1: 11)، وساعدها في نقل الأمر إلى الملك. هناك ثلاث أو أربع روايات في الكتاب المقدس يظهر فيها ناثان، وقعت في بعض من أحلك وأشد اللحظات تأثيرًا في حياة داود.

أول ذِكر لناثان يوضح علاقته بداود كمستشار موثوق. قرر داود أن يبني بيتًا لله، لأنه كان يسكن في قصر من خشب الأرز الفاخر، ورأى أنه من غير اللائق أن تبقى تابوت العهد في خيمة بسيطة (المسكن). أخبر داود ناثان بخطته لبناء بيت لله، وأجابه ناثان بأن يمضي قدمًا في التنفيذ لأن الرب معه (2 صموئيل 7: 2–3). لكن الله ظهر لناثان في رؤيا، وأمره أن يعود إلى داود ويخبره بأن الله لا يحتاج إلى بيت يُبنيه له الإنسان؛ بل، الله هو من سيؤسس بيت داود، أي سلالته، إلى الأبد من خلال ابنه. وسيكون سليمان، ابن داود، هو الذي يبني بيتًا لله (2 صموئيل 7: 4–17). نقل ناثان هذه الرسالة الهامة إلى داود، فرفع داود صلاة شكر مؤثرة وجميلة لله تعبيرًا عن امتنانه (2 صموئيل 7: 18–29).

يُذكر ناثان مرة أخرى بعد أن ارتكب داود الزنا مع بثشبع، ثم تسبب في مقتل زوجها لكي يُخفي حملها (2 صموئيل 12: 1). في ذلك الوقت، كان داود قد اتخذ بثشبع زوجة له، ويبدو أنه نجا بفعلته، لكن الرب كان يعلم بما حدث، وأمر ناثان أن يوبخه. ذهب ناثان إلى داود وقصّ عليه مثلًا عن رجل غني ورجل فقير: الغني استُضيف من مسافر، فبدلاً من أن يأخذ خروفًا من قطيعه الكبير، أخذ النعجة الوحيدة التي يملكها الفقير والتي كان يعاملها كابنة له ليذبحها ويطعم ضيفه. اغتاظ داود من هذه القصة وأعلن أن الغني يستحق الموت لأنه لم يُظهر رحمة. عندها أشار ناثان إلى داود وقال له: "أنت هو الرجل!" (2 صموئيل 12: 7). كشف ناثان أن خطيئة داود تشبه خطيئة الغني، لأنه أخذ زوجة أوريا. ثم تنبأ ناثان على لسان الرب، قائلًا: "أنا مسحتك ملكًا على إسرائيل، وأنقذتك من يد شاول، وأعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك في حضنك، وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا، وإن كان هذا قليلًا لأزيدنك مثلها. فلماذا احتقرتَ كلام الرب، لتعمل الشر في عينيه؟ قد قتلت أوريا الحثي بالسيف، وأخذت امرأته لتكون لك امرأة، وإياه قتلت بسيف بني عمون. فالآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة" (2 صموئيل 12: 7–10).

اعترف داود أمام ناثان بأنه قد أخطأ إلى الرب، فطمأنه ناثان بأن الرب قد غفر له ولن يُميتَه، لكن الطفل المولود من بثشبع سيموت. وبعد هذه المواجهة، كتب داود مزمور 51 بوحي من الروح القدس، معبرًا فيه عن توبته وانكساره.

بعد وفاة الطفل، حملت بثشبع مرة أخرى، وولدت ابنًا أسمياه سليمان. وأرسل الرب ناثان إلى داود ليخبره بأن الله يحب هذا الابن، وسمّوه "يَدِيدْيَا"، أي "محبوب الرب" (2 صموئيل 12: 24–25). لاحقًا بنى سليمان بيت الرب، الهيكل، وأصبح أحد أسلاف يسوع المسيح.

ويُذكر في أخبار الأيام الأول 3: 5 أن داود وبثشبع سمّيا أحد أبنائهما الذين وُلدوا في أورشليم باسم "ناثان"، ولا شك أن هذا الاسم كان تعبيرًا عن تقدير الزوجين الملكيين لوفاء النبي ناثان وصراحته ومحبته الصادقة طوال السنين.

© Copyright Got Questions Ministries