السؤال

من هو نفتالي في الكتاب المقدس؟

الجواب
نفتالي هو الابن السادس ليعقوب، والثاني من ابنين وُلدا من جاريّة راحيل، بلهة. وكان شقيقه الأكبر هو دان.

سُمّي الطفل نفتالي، ومعناه "صراعي"، لأن راحيل شعرت أنها انتصرت في صراعها مع أختها الكبرى ليئة من أجل إنجاب أبناء ليعقوب: "فقالت راحيل: قد صارعت أختي صراعات، وقدرتُ. فدعت اسمه نفتالي" (تكوين 30: 8).

لا يُذكر الكثير عن نفتالي في الكتاب المقدس؛ لكننا نعلم أن له أربعة أبناء: ياحصئيل، وجوني، ويصر، وشِلِّيم (تكوين 46: 24)، وأنه انتقل مع عائلته إلى مصر مع يعقوب هربًا من المجاعة.

أما بركة يعقوب لنفتالي على فراش الموت، فقد كانت: "نفتالي أيلة مطلقة يُعطي أقوالاً حسنة" (تكوين 49: 21). وقد فسّر العلماء هذه البركة بتفسيرات مختلفة؛ فبعضهم رأى فيها إشارة إلى لطف الطبع، وآخرون رأوا أنها قد تعني سرعة الحركة في القتال أو العجلة.

وقد أصبح نسل نفتالي يُعرف بسبط نفتالي، أحد الأسباط الاثني عشر في إسرائيل. وقد سجّل أول إحصاء في البرية عدد 53,400 رجل قادر على القتال من سبط نفتالي (عدد 1: 42–43). وفي إحصاء لاحق قُبيل نهاية التيه في البرية، بلغ عددهم 45,400 رجل قادر على الحرب (عدد 26: 48).

وعندما دخل بنو إسرائيل أرض الميعاد، نطق موسى ببركة على سبط نفتالي قائلاً: "نفتالي مشبع رضى وملآن بركة من الرب. امتلك الغرب والجنوب" (تثنية 33: 23). وبحسب هذه البركة، استقر السبط في شمال كنعان، في المناطق المرتفعة غرب وشمال غرب بحر الجليل.

وقد وُجدت ثلاث مدن لاويّة خُصصت لعائلة الجرشونيين ضمن حدود سبط نفتالي (يشوع 21: 32؛ 1 أخبار الأيام 6: 62)، إضافة إلى قادش، وهي مدينة ملجأ (يشوع 20: 7). وقد نجح السبط في الاستيلاء على المنطقة، لكنه لم يطرد الكنعانيين منها، بل أخضعهم للسُخرة (قضاة 1: 33).

وقد أدّى الموقع الجغرافي لسبط نفتالي إلى العديد من الصراعات الكبرى في المنطقة. من أبرزها الحرب ضد يابين ملك حاصور، حيث دعت دبورة، القاضية والنبيّة، باراق بن أبينوعم من قادش في نفتالي ليقود سبطي زبولون ونفتالي في الحرب ضد الكنعانيين (قضاة 4 – 5). كما دُعي سبط نفتالي إلى جانب أشير وزبولون ومنسّى للانضمام إلى جدعون في قتاله ضد المديانيين والعمالقة (قضاة 6: 33–35).

وفي عهد الملكية، أرسل سبط نفتالي قوات مسلحة إلى حبرون دعمًا لحكم داود (1 أخبار الأيام 12: 34). وظل السبط مواليًا لسلالة داود في عهد الملك سليمان أيضًا. فقد كان أحد وكلاء الملك الاثني عشر من سبط نفتالي يُدعى أخيمعص، وهو الذي تزوج ابنة سليمان باسمات (1 ملوك 4: 7–15).

لكن في عهد الممالك المنقسمة، أصبحت متابعة قصة سبط نفتالي أصعب. فعندما ملك فقح في إسرائيل، بدأ تغلث فلاسر الثالث ملك آشور بالتوسع في منطقة نفتالي. وفي سنة 732 ق.م.، غزا ملك آشور جلعاد والجليل وكل أرض نفتالي، وسبى سكانها (2 ملوك 15: 29).

وقد أشار النبي إشعياء إلى كيف جعل الرب أرض نفتالي في الهوان، لكنه وعد بأنها ستُصبح مجيدة مرة أخرى (إشعياء 9: 1). وتحقّقت هذه النبوءة بمجيء يسوع المسيح، الذي حمل البشارة إلى سكان منطقة نفتالي (متى 4: 13–15). وأخيرًا، في سفر الرؤيا، يُذكر أن 12,000 من سبط نفتالي يُحسبون من بين عبيد الله المختومين (رؤيا 7: 6).

© Copyright Got Questions Ministries