السؤال

ما هي أهمية نائين في الكتاب المقدس؟

الجواب
لم تُذكر مدينة نائين في الكتاب المقدس إلا مرة واحدة، لكنها كانت موقعًا لإحدى أعظم معجزات يسوع. يروي لوقا 7: 11–17 حادثة مرور يسوع بمدينة نائين. وعندما اقترب من بوابة المدينة، كان موكب جنازة في طريقه للدفن. رأى يسوع الأم الأرملة تبكي، وكان ابنها الوحيد قد تُوفي. فتحنّن عليها وقال لها: "لا تبكي." ثم لمس النعش الذي كان يُحمل عليه الشاب وقال: "أيها الشاب، لك أقول: قم!" (لوقا 7: 14). فجلس الشاب على الفور حيًا. وبسبب هذه المعجزة، مجّد الكثيرون الله، وانتشر خبر يسوع بسرعة في تلك المنطقة.

كانت نائين قرية صغيرة في منطقة الجليل، تقع على بُعد نحو أربعة أميال من جبل تابور، وحوالي خمسة وعشرين ميلًا جنوب غرب كفرناحوم، حيث أقام يسوع أثناء خدمته الأرضية. وتعني كلمة "نائين" في اللغة العبرية "جمال" أو "لطف". وقد كانت تشير إلى المراعي الخضراء أو المناظر الجميلة. ويُحتمل أن تكون قد نالت هذا الاسم بسبب موقعها المرتفع الذي يوفر إطلالة رائعة على السهول الممتدة حتى جبل الكرمل، مرورًا بتلال الناصرة، وبإمكان الناظر أن يرى قمة جبل حرمون البيضاء تلمع في البعد. أما من الجنوب، فتُرى تلال جلبوع والسهول العليا للسامرة. ويُعتقد أن نائين كانت مزدهرة في وقت ما، لكن تغيّرًا مفاجئًا في الاقتصاد أنهى ازدهارها ولم تتعافَ بعد ذلك. ولا تزال حتى اليوم مستوطنة صغيرة جدًا.

ولم تكن نائين مُسوّرة كما هو الحال في كثير من مدن العهد القديم. لذا، فإن "البوابة" المذكورة في لوقا 7: 12 قد تكون ممرًا بين البيوت على الطريق الرئيسي للبلدة. وعلى الجانب الغربي من نائين، توجد العديد من كهوف ومقابر الدفن، ويُحتمل أن موكب الجنازة كان متوجهًا إليها حين اعترضهم يسوع.

ورغم أن نائين ربما نالت اسمها من جمال الطبيعة المحيطة بها، إلا أن يسوع أضفى على اسمها معنى أعمق باختياره هذه البلدة ليُجري فيها معجزة إقامة من الموت. فلا شيء يفوق جمال التحوّل الذي يحدث فيمن "كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا" وأصبحوا أحياء مع المسيح (أفسس 2: 1–5؛ يوحنا 10: 10). وقد كانت معجزة يسوع في نائين بركة حاضرة لأهل البلدة، لكنها أيضًا تذكير لنا جميعًا بوعده: "لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16).

© Copyright Got Questions Ministries