السؤال

هل تشير كلمة يهودي إلى عرق أم دين؟

الجواب
قد يكون من الصعب تعريف معنى أن يكون الشخص "يهوديًا". قد يفترض الناس أن اليهودي هو من نسل قديم للشعب اليهودي، لكن هناك أبعادًا أكثر تعقيدًا للنظر فيها. يمكن تعريف اليهودية من حيث الدين، أو العرق، أو الثقافة، أو الجنسية. قد ينطبق واحد أو أكثر من هذه التعريفات على شخص معين، لكن لا ينطبق كل ذلك على جميع اليهود.

أن تكون يهوديًا من الناحية الدينية يعني اتباع التوراة و/أو المشناه. هناك كثيرون لا يتبعون مبادئ اليهودية لكنهم يعتبرون أنفسهم يهودًا ثقافياً، حيث يلتزمون ببعض الأعياد أو التقاليد بطريقة غير دينية. وهناك أيضًا من اعتنق اليهودية، وهؤلاء هم "يهود" بغض النظر عن خلفيتهم أو أصلهم الإثني.

يوجد عرق واحد فقط وهو العرق البشري، لذا فإن الحديث عن "العرق اليهودي" قد يكون مشكلة. وقد حكمت محاكم في الولايات المتحدة بأن اليهود يعتبرون عرقًا من أجل منحهم حماية تحت قوانين مناهضة التمييز. ولكن عندما يواجه يهودي استبيانًا أو طلبًا ويطلب منه الاختيار بين "قوقازي، هندي أمريكي، إسباني، آسيوي، أسود، أو من جزر المحيط الهادئ"، قد يكون من أيٍّ من هذه الفئات.

استخدام كلمة "يهودي" للإشارة إلى ثقافة محددة يتجاوز الاعتبارات الدينية والعرقية، لكن "الثقافة اليهودية" قد يكون من الصعب تحديدها بدقة أيضًا. تفاصيل العبادة والممارسات ليست مشتركة بين جميع اليهود. فاليهود الأشكناز والسفارديم مثلاً يمارسون بعض العادات المختلفة، ويتبعون شعائر مختلفة قليلاً، ولديهم اختلافات في نطق العبرية.

في الكتاب المقدس، دُعي اليهود ليكونوا أمة خاصة، لكن من المستحيل اليوم تحديد اليهودية من حيث الجنسية. لأكثر من ألفي عام، كان نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب شعبًا بلا وطن، وعندما تأسست إسرائيل الحديثة عام 1948، كان هناك كثير من اليهود الذين لم يدعموها. اليوم يُسمى سكان إسرائيل "إسرائيليين" وليسوا "بني إسرائيل"، وهناك كثير من الإسرائيليين ليسوا يهودًا. وبالمقابل، معظم اليهود في العالم ليسوا مواطنين إسرائيليين.

يقترح الحاخام أدين ستاينسالتز أن الطريقة الصحيحة للتفكير في الشعب اليهودي ليست كدين، أو عرق، أو ثقافة، أو أمة، بل كأسرة (We Jews: Who Are We and What Should We Do?، 2005). فاليهود، بحسب ستاينسالتز، متحدون لأنهم الأسرة الروحية و/أو الجسدية الممتدة ليعقوب.

الكتاب المقدس واضح في أن الله اختار أولاد يعقوب لهدف خاص. بولس، الذي كان هو نفسه يهوديًا من سبط بنيامين، كتب عن استعداده للتخلي عن كل شيء من أجل خلاص إخوته اليهود: «ليت أنا نفسي أُلعَن عن المسيح لأجل إخوتي، الذين هم أقاربي حسب الجسد، الذين هم إسرائيليون، الذين لهم التبني والمجد والعهود والشريعة وعبادة الله والوعود، الذين هم الآباء، ومِنهم بحسب الجسد المسيح كما هو فوق الجميع، الله المبارك إلى الأبد. آمين» (رومية 9: 3–5).

© Copyright Got Questions Ministries