هل هناك فرق في المعنى بين يسوع المسيح والمسيح يسوع؟
الجواب:
"يسوع" هو الاسم البشري الذي أُعطي لابن الله عندما تجسد وولد من مريم. أما "المسيح" فهو لقب يعني "المسيا"، "الممسوح" أو "المختار". في بعض المقاطع، يستخدم كتبة العهد الجديد مصطلح "يسوع المسيح"، حيث يُذكر الاسم البشري أولاً (مثل يهوذا 1: 1)؛ وأحيانًا أخرى، يستخدمون "المسيح يسوع"، حيث يأتي اللقب أولاً (مثل 2 تيموثاوس 1: 1). هذا جعل بعض الناس يتساءلون عن وجود فرق بين التسميتين: ما دلالة قول "يسوع المسيح" مقابل "المسيح يسوع"؟
من الصحيح أنه في العديد من اللغات، يمكن تغيير ترتيب الكلمات لإحداث تأثير معين. في اللغة الإنجليزية، الكلمات التي توضع في بداية أو نهاية الجملة عادةً ما تأخذ انتباهًا أكبر من الكلمات التي تكون في المنتصف. على سبيل المثال، قول "We can only then be sure" يبرز كلمة "sure" قليلًا؛ بينما القول "Only then can we be sure" يضع ضغطًا أكبر على الشرط المتعلق باليقين: "فقط بعد ذلك". الجمل في اليونانية والعبرية أيضًا يمكن أن تتغير تبعًا لترتيب الكلمات، لكن الفرق بين "يسوع المسيح" و"المسيح يسوع" طفيف. إن وضع لقب "المسيح" على أي جانب من اسم يسوع يُعطي نفس الاحترام له.
في فيليبي 2: 5–11، يقتبس بولس ما يُحتمل أن يكون ترنيمة مسيحية قديمة كانت تُنقل شفهيًا لمساعدة المؤمنين على الحفاظ على عقيدتهم. في هذا المقطع، يتحدث بولس عن ما نُسمّيه "التفريغ" أو "إفراغ" يسوع المسيح عندما اتخذ الشكل البشري. وبينما تخلّى عن استخدامه المستقل لصفاته الإلهية ليصبح إنسانًا بالكامل، أصبح ابن الله خادم المعاناة الذي تنبأ عنه إشعياء في الإصحاحين 52-53. فعل يسوع هذا ليصالحنا مع الله، ومن خلال ذلك نال مجدًا جديدًا سيعترف به الجميع في يوم من الأيام. في فيليبي 2، يأتي مصطلح "المسيح يسوع" أولًا في الآية 5، و"يسوع المسيح" في نهاية الترانيم في الآية 11.
التبديل بين "المسيح يسوع" و"يسوع المسيح" في فيليبي 2 يتماشى تمامًا مع موضوع الترانيم التي يقتبسها بولس. تبدأ الترانيمة مع الله الذي أصبح إنسانًا—لذا، "المسيح يسوع" (اللقب السماوي، ثم الاسم البشري). وتنتهي الترانيمة مع صعود الرب إلى المجد—لذا، "يسوع المسيح" (الاسم البشري، ثم اللقب السماوي). تعكس تسميات الرب الاتجاه الذي يسلكه.
من بين الرسل، يستخدم بولس مصطلح "المسيح يسوع" أكثر من الآخرين، الذين عادة ما يقولون "يسوع المسيح". بالمقابل، يوحنا لا يكتب أبدًا "المسيح يسوع"، بل دائمًا يضع الاسم البشري أولًا. يعتقد البعض أن بولس، الذي لم يمشِ مع يسوع جسديًا، يشير إليه أكثر من معظم الناس بـ "المسيح يسوع"، ربما بشكل أكثر رسمية.
كل هذا يعني أن الفرق بين "يسوع المسيح" و"المسيح يسوع" هو فرق طفيف وفي معظم السياقات لا يحمل تأثيرًا كبيرًا. وضع الاسم البشري أولًا يضع تركيزًا طفيفًا على إنسانية الرب؛ بينما وضع اللقب الإلهي أولًا يضع تركيزًا طفيفًا على ألوهية الرب. في كلتا الحالتين، يسوع هو المسيح، المسيا، المختار من الله.