السؤال

من هو جيحزي في الكتاب المقدس؟

الجواب
يُذكر جيحزي في الكتاب المقدس عدة مرات، وبشكل خاص في سفر الملوك الثاني، بصفته خادم النبي أليشع. يظهر جيحزي في قصة عن ابن المرأة الشونمية الذي أقامه أليشع من الموت (2 الملوك 4: 18–37)، ولاحقًا في قصة عن كيفية إعادة الملك أملاك تلك المرأة المسروقة إليها (2 الملوك 8: 1–6). لكن القصة الأشهر عن جيحزي تدور حول الخطيئة التي ارتكبها، ومحاولته التستر عليها، والعقوبة التي لحقت به (2 الملوك 5: 15–27).

تبدأ قصة سقوط جيحزي برجل يُدعى نعمان، قائد جيش أرام (سوريا). كان نعمان محاربًا قويًا، لكنه كان مصابًا بمرض جلدي غير قابل للشفاء يُعرف بالبرص (2 الملوك 5: 1). شفى النبي أليشع نعمان من برصه بقوة الرب (الآية 14)، فسبّح نعمان الله وقدم لأليشع هدية، لكن أليشع رفض قبولها (الآية 16). غادر نعمان عائدًا إلى سوريا، لكن خادم أليشع، جيحزي، لحق به وقال كذبة للحصول على الهدية لنفسه. وفي كذبته، استخدم اسم سيده، مما جعل الأمر يبدو وكأن أليشع غيّر رأيه وأراد الهدية: «إن سيدي قد أرسلني يقول: هوذا في هذا الوقت قد جاء إليّ غلامان من جبل أفرايم من بني الأنبياء، فاعطهما وزنة فضة وحلتي ثياب» (الآية 22).

كان نعمان سعيدًا بالعطاء عن امتنان، فأعطى جيحزي ضعف ما طلبه من الفضة. عاد جيحزي إلى بيته ومعه الفضة والثياب، وأخفاهما. وعندما مثل جيحزي أمام أليشع لاحقًا، كذب مرة أخرى عندما سأله أليشع مباشرة عن مكان وجوده (الآية 25). سرعان ما تبيّن أن أليشع كان يعلم الحقيقة، إذ كشفها له الله: «أما قلبي فذهب حين رجع الرجل من مركبته للقائك؟» (الآية 26). ثم أعلن أليشع العقوبة على جيحزي: «برص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد» (الآية 27). وهكذا، أصيب جيحزي بالبرص.

طرح أليشع على جيحزي سؤالًا بلاغيًا مهمًا: «هل هو وقت لأخذ الفضة، ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وإماء؟» (2 الملوك 5: 26). كانت رسالته أن معجزات الله لا تُشترى. قوة الله في حياتنا ليست وسيلة للإثراء الشخصي، ولا ينبغي لخدام الله أن يقوموا بالخدمة من أجل مكافآت أرضية. يجب علينا جميعًا أن نتذكر أن الله، وليس المال، هو من يهتم باحتياجاتنا (عبرانيين 13: 5).

لقد شهد جيحزي معجزة، مظهرًا لا يمكن إنكاره لقوة الله، تجلى في شفاء إنسان واسترداده لحياته وروحه. لكن كل ما استطاع جيحزي التفكير فيه هو المال. كان نعمان بحاجة إلى أن يرى نعمة الله في البركة المجانية والوفيرة التي نالها؛ لكن جيحزي شوّه النعمة بطلبه ثمنًا لها.

«لأن محبة المال أصل لكل الشرور» (1 تيموثاوس 6: 10)، و«لا تقدرون أن تخدموا الله والمال» (لوقا 16: 13). بعد سنوات من الخدمة التي بدت مخلصة، سقط جيحزي. بدأت خطيئته في القلب، عندما اشتهى ما كان يعرضه نعمان. وتبعتها خطايا أخرى في سلسلة من الأكاذيب. كان الأحرى بجيحزي أن يصغي لتحذير موسى القديم: «واعلموا أن خطيتكم ستدرككم» (العدد 32: 23).

© Copyright Got Questions Ministries