السؤال
ما هي أناجيل جاريما؟
الجواب
تُعد أناجيل جاريما من أقدم المخطوطات الكتابية الموجودة حتى اليوم. وهي محفوظة في دير "أبا جاريما" النائي في منطقة تيغراي بإثيوبيا، وتوفر هذه المخطوطات نظرة معمقة على المسيحية الإثيوبية وفنونها وثقافتها. ومن ثمّ، فإن الحفاظ على أناجيل جاريما يُعد جزءًا من التراث الديني والثقافي لإثيوبيا.
تحتوي أناجيل جاريما على الأناجيل الأربعة القانونية وبعض المواد الإضافية، بالإضافة إلى العديد من الرسوم التوضيحية الملونة بالكامل. وتنسب التقاليد الرهبانية هذه الأناجيل إلى "أبا جاريما"، أحد القديسين التسعة الذين جاؤوا لـ"تنصير" أجزاء من إثيوبيا. ووفقًا للأسطورة، فقد وصل أبا جاريما من سوريا وأكمل كتابة الأناجيل في يوم واحد فقط. أما الأبحاث العلمية، فترجّح أن الأناجيل كُتبت بين القرنين الرابع والسابع، ما يجعلها معاصرة لنصوص مسيحية مبكرة أخرى. ويكمن تفرّد هذه الأناجيل في سياقها الإثيوبي الخاص، إذ إنها مكتوبة بلغة الجعز، وهي اللغة الليتورجية القديمة للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية.
تتكون أناجيل جاريما من مجلدين: جاريما 1 وجاريما 2. ويحتوي كل مجلد على صفحات مزخرفة برسوم توضيحية جميلة. وقد كُتب النص على رقوق جلدية مرتبة في أعمدة. وتشمل الرسومات صورًا للإنجيليين، وتصاميم هندسية معقدة، ورموزًا دينية متنوعة.
وتُعد الحرفية في هذه الأناجيل مذهلة. فقد أُستخدمت أصباغ طبيعية في الرسوم التوضيحية، مما ساهم في حفاظها على رونقها عبر الزمن، كما أن الخط الجميل يُظهر مدى براعة الكَتَبة. وعلى الرغم من أن التجليد قد تهالك بمرور الزمن، فإن هذه الأناجيل تبقى شاهدة على العناية الدقيقة التي بُذلت للحفاظ عليها من التلف.
تُعتبر أناجيل جاريما ذات أهمية كبيرة في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية. فهي من أقدم النصوص المسيحية، وتوفر رابطًا مباشرًا مع المراحل التأسيسية للمسيحية في إثيوبيا. كما أن لها دلالة ثقافية عميقة؛ إذ إن إثيوبيا كانت من أوائل الدول التي اعتنقت المسيحية في القرن الرابع الميلادي. وتُبرز الرسومات والرموز في هذه الأناجيل اندماج الثقافة الإثيوبية بالعناصر المسيحية، مما أسفر عن نشوء فن مسيحي إثيوبي مميز.
لقد حُفظت أناجيل جاريما في دير "أبا جاريما" على مدى قرون، وظلت بمعزل إلى حد كبير عن التأثيرات الخارجية بفضل موقع الدير النائي. وعلى الرغم من قدمها، فإنها ما تزال بحالة جيدة نسبيًا، ويُعزى ذلك إلى المناخ الجاف والعناية المستمرة التي يبذلها الرهبان.
وفي السنوات الأخيرة، نالت أناجيل جاريما اهتمامًا دوليًا من قِبل الباحثين وخبراء الترميم. وقد كشفت التقنيات الحديثة، مثل التصوير الرقمي، عن تفاصيل جديدة تتعلق بتركيب هذه المخطوطات وتاريخها. ولم تُسهم هذه الجهود البحثية في تعزيز فهمنا لها فحسب، بل ساعدت أيضًا في ضمان الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
وبالنسبة للمسيحيين الإثيوبيين، فإن أناجيل جاريما ليست مجرد نصوص قديمة، بل هي جزء حي من هويتهم اللاهوتية والدينية والثقافية. وهي أيضًا شهادة رائعة على انتشار المسيحية المبكر في إفريقيا. فباعتبارها من أقدم النصوص المسيحية، تقدم هذه الأناجيل رؤى ثمينة حول اللاهوت والفن والتقاليد المخطوطية المسيحية المبكرة. وإن الحفاظ على هذه الأناجيل يُعد تكريمًا لتاريخ إثيوبيا وإسهامًا في فهمنا للمسيحية في عصورها الأولى.
© Copyright Got Questions Ministries
تحتوي أناجيل جاريما على الأناجيل الأربعة القانونية وبعض المواد الإضافية، بالإضافة إلى العديد من الرسوم التوضيحية الملونة بالكامل. وتنسب التقاليد الرهبانية هذه الأناجيل إلى "أبا جاريما"، أحد القديسين التسعة الذين جاؤوا لـ"تنصير" أجزاء من إثيوبيا. ووفقًا للأسطورة، فقد وصل أبا جاريما من سوريا وأكمل كتابة الأناجيل في يوم واحد فقط. أما الأبحاث العلمية، فترجّح أن الأناجيل كُتبت بين القرنين الرابع والسابع، ما يجعلها معاصرة لنصوص مسيحية مبكرة أخرى. ويكمن تفرّد هذه الأناجيل في سياقها الإثيوبي الخاص، إذ إنها مكتوبة بلغة الجعز، وهي اللغة الليتورجية القديمة للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية.
تتكون أناجيل جاريما من مجلدين: جاريما 1 وجاريما 2. ويحتوي كل مجلد على صفحات مزخرفة برسوم توضيحية جميلة. وقد كُتب النص على رقوق جلدية مرتبة في أعمدة. وتشمل الرسومات صورًا للإنجيليين، وتصاميم هندسية معقدة، ورموزًا دينية متنوعة.
وتُعد الحرفية في هذه الأناجيل مذهلة. فقد أُستخدمت أصباغ طبيعية في الرسوم التوضيحية، مما ساهم في حفاظها على رونقها عبر الزمن، كما أن الخط الجميل يُظهر مدى براعة الكَتَبة. وعلى الرغم من أن التجليد قد تهالك بمرور الزمن، فإن هذه الأناجيل تبقى شاهدة على العناية الدقيقة التي بُذلت للحفاظ عليها من التلف.
تُعتبر أناجيل جاريما ذات أهمية كبيرة في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية. فهي من أقدم النصوص المسيحية، وتوفر رابطًا مباشرًا مع المراحل التأسيسية للمسيحية في إثيوبيا. كما أن لها دلالة ثقافية عميقة؛ إذ إن إثيوبيا كانت من أوائل الدول التي اعتنقت المسيحية في القرن الرابع الميلادي. وتُبرز الرسومات والرموز في هذه الأناجيل اندماج الثقافة الإثيوبية بالعناصر المسيحية، مما أسفر عن نشوء فن مسيحي إثيوبي مميز.
لقد حُفظت أناجيل جاريما في دير "أبا جاريما" على مدى قرون، وظلت بمعزل إلى حد كبير عن التأثيرات الخارجية بفضل موقع الدير النائي. وعلى الرغم من قدمها، فإنها ما تزال بحالة جيدة نسبيًا، ويُعزى ذلك إلى المناخ الجاف والعناية المستمرة التي يبذلها الرهبان.
وفي السنوات الأخيرة، نالت أناجيل جاريما اهتمامًا دوليًا من قِبل الباحثين وخبراء الترميم. وقد كشفت التقنيات الحديثة، مثل التصوير الرقمي، عن تفاصيل جديدة تتعلق بتركيب هذه المخطوطات وتاريخها. ولم تُسهم هذه الجهود البحثية في تعزيز فهمنا لها فحسب، بل ساعدت أيضًا في ضمان الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
وبالنسبة للمسيحيين الإثيوبيين، فإن أناجيل جاريما ليست مجرد نصوص قديمة، بل هي جزء حي من هويتهم اللاهوتية والدينية والثقافية. وهي أيضًا شهادة رائعة على انتشار المسيحية المبكر في إفريقيا. فباعتبارها من أقدم النصوص المسيحية، تقدم هذه الأناجيل رؤى ثمينة حول اللاهوت والفن والتقاليد المخطوطية المسيحية المبكرة. وإن الحفاظ على هذه الأناجيل يُعد تكريمًا لتاريخ إثيوبيا وإسهامًا في فهمنا للمسيحية في عصورها الأولى.