السؤال

ما معنى يوم الجمعة 13؟

الجواب
يأتي يوم الجمعة 13 مرة إلى ثلاث مرات في السنة عندما يصادف اليوم الثالث عشر من أي شهر يوم الجمعة. يُطلق على الخوف من يوم الجمعة 13 اسم “paraskevidekatriaphobia”، وهي كلمة مشتقة من الكلمات اليونانية “Paraskeví” (الجمعة ) و “dekatreís” ) ثلاثة عشر( مضافة إلى “phobia” )الخوف). بعض الأشخاص يصيبهم هذا الخوف بالشلل لدرجة تجنب الأنشطة العادية، بينما يرفض آخرون السفر في هذا اليوم. يُعتقد أن يوم الجمعة 13 هو يوم للحظ السيئ، رغم أن أصول هذه الفكرة غير واضحة، ولذا طُرحت عدة نظريات حول منشأ هذه الخرافة.

إحدى النظريات تقول إنه مزيج حديث من خرافتين قديمتين: أن الرقم ثلاثة عشر رقم نحس، وأن يوم الجمعة يوم نحس أيضًا. ودمج عنصرين سيئين في يوم واحد يجعله أكثر رعبًا. في علم الأعداد، يُعتبر الرقم 12 رقم الكمال، كما يظهر في 12 شهرًا في السنة، و12 برجًا فلكيًا، و12 ساعة على الساعة، و12 سبطًا من أسباط إسرائيل، و12 رسولًا ليسوع، و12 إلهًا في الأساطير الإغريقية، بينما اعتُبر الرقم 13 غير منتظم ويتجاوز هذا الكمال. وهناك أيضًا خرافة، يُعتقد أن أصلها مأدبة العشاء الأخير، تقول إن جلوس 13 شخصًا على مائدة واحدة يؤدي إلى موت أحدهم، إذ أُلقي القبض على يسوع وصُلب بعد وجبة الفصح التي شاركها مع تلاميذه الاثني عشر (متى 26–27). كما أن حقيقة صلبه يوم جمعة تعزز هذه النظرية.

نظرية أخرى ترد الخرافة إلى أسطورة نوردية تتعلق بـ “فريغا”، إلهة الحب والخصوبة الحرة الروح، والتي يعني اسمها “الجمعة”. عندما دخلت المسيحية بلادها، وُصمت فريغا بالسحر ونُفيت إلى الجبال، حيث كان يُعتقد أنها تجتمع مع 11 ساحرة أخرى بالإضافة إلى الشيطان في أيام الجمعة للتخطيط للانتقام وجلب الحظ السيئ للأسبوع القادم. لعدة قرون في اسكندنافيا، كان يوم الجمعة يُعرف باسم “سبت الساحرات”.

وهناك نظرية أخرى تربط أصل الخرافة باعتقال فرسان الهيكل الأسطوريين، وهم نظام عسكري رهباني تأسس في القدس سنة 1119م لحماية الحجاج المسيحيين خلال الحروب الصليبية. وبسبب ثروتهم وقوتهم، أمر الملك الفرنسي فيليب الرابع سرًا باعتقال جميع فرسان الهيكل في فرنسا يوم الجمعة، 13 أكتوبر 1307. وقد شاع الربط بين هذه الحادثة والخرافة من خلال رواية “شفرة دافنشي” سنة 2003.

وقد استغل بعض الناس الخوف غير العقلاني من يوم الجمعة 13 لتحقيق مكاسب مالية، إذ جرى توقيت إصدار بعض الكتب والأفلام وألبومات الموسيقى التي تتناول السحر أو الشر مع هذا اليوم. على سبيل المثال، صدر الكتاب الثالث عشر من سلسلة “A Series of Unfortunate Events” في الجمعة 13 أكتوبر 2006 بقلم ليموني سنيكيت (الروائي دانيال هاندلر)، وأصدر فريق “بلاك ساباث” ألبومه الأول في الجمعة 13 أكتوبر 1970. كما أُطلق أربعة من أفلام سلسلة “Friday the 13th” في يوم الجمعة 13، بينما أُصدرت باقي الأفلام في أيام أخرى، مما يشير إلى أن التاريخ لم يكن عنصرًا حاسمًا في التسويق. وفيلم “2012” صدر في الجمعة 13 نوفمبر 2009.

إن الخوف من يوم الجمعة 13 قائم على الخرافة، ولذا لا مكان له في عقل أو قلب المؤمنين بالمسيح. فلا يوم ولا تاريخ يجب أن يُخشى من قبل من ينتمون إلى الله من خلال يسوع المسيح، إذ أن كل ما يحدث تحت سيطرة إلهنا السيد الذي يدبر كل أحداث الكون، ولا تسمح مشيئته الإلهية أبدًا للخرافات أو لمؤامرات البشر أن تعرقل خطته وإرادته (إشعياء 46: 11). علاوة على ذلك، فإن الانشغال بالخرافات والأساطير القديمة وتخطيط حياتنا بناءً عليها قد يفتح المجال للشيطان الذي “يجول مثل أسد زائر ملتمسًا من يبتلعه” (1 بطرس 5: 8).

© Copyright Got Questions Ministries