www.GotQuestions.org/Arabic



السؤال: متى يجب على المؤمن أن يحاول تصحيح مؤمن آخر؟

الجواب:
يمكن أن يكون هذا موضوعًا دقيقًا وحسّاسًا. لذلك، من الحكمة قضاء الوقت في الصلاة أولاً، للتحقق من دوافعنا وطلبًا لإرشاد الرب. هناك أوقات يُطلب فيها من المؤمنين "التحدث إلى" أو محاولة تصحيح زميل مؤمن. بافتراض أننا نتحدث عن مسألة تتعلق بخطية في حياة المؤمن، يجب أن يكون دافعنا وغايتنا دائمًا تحقيق التوبة والاسترداد لإخوتنا في المسيح الذين أخطأوا.

أولا، اتجاه قلوبنا مهم جدًا. "وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ، مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللهُ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيح" (أفسس 4: 32). عندئذٍ نستطيع أن نكون "صَادِقِينَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ" بقدر أكبر (أفسس 4: 15). ، كان لدى بولس تحذير مماثل بشأن اتجاه القلب في رسالته إلى أهل غلاطية: "أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، إِنِ ٱنْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ ٱلرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هَذَا بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلَّا تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا" (غلاطية 6: 1). هنا نرى أن أولئك الذين هم "روحيون"، أي يسلكون بالروح في الإيمان والطاعة، يجب أن يعيدوا الشخص المخطئ بلطف، وأن نكون على دراية دائمًا بمدى سهولة التعرض لتجربة الشيطان الذي يريد أن يوقع الجميع في فخاخه.

يصف الكتاب المقدس إجراءات مواجهة أخ أو أخت مذنب في مقطع مفصّل عن التأديب الكنسي: "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ٱلْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْوَثَنِيِّ وَٱلْعَشَّارِ"(متى 18: 15-17). مرة أخرى، هذا هو الإجراء لمواجهة أخ أخطأ، وليس شخصًا تشعر أن سلوكه يحتاج إلى تعديل بطريقة ما أو شخص يزعجك أو يضايقك وحسب.

من وجهة نظر مختلفة، فإن أحد أكثر الآيات الكتابية المقتبسة هي: "لا تَدِينُوا لِكَيْ لَا تُدَانُوا" (متى 7: 1). لقد تم استخدام الآية خارج سياقها بصورة خاطئة لتبرير عدم اتخاذ موقف بشأن أي شيء يتطلب إصدار حكم. ولكن، تشير الآية إلى الإدانة القائمة على النفاق والبر الذاتي والظلم، خاصةً عندما يكون الشخص مذنبًا بنفس خطية الشخص الذي يدينه.

إذن، متى يجب على المؤمن التحدث إلى زميل مؤمن أو محاولة تصحيحه؟ بعد أن نكون قد تحدثنا إلى الرب أولاً في الصلاة، وتأكدنا من كون اتجاه قلوبنا هو الخضوع والاهتمام بالشخص الآخر، مع الالتزام باتباع الإجراءات الموضحة في كلمة الله لمثل هذه المواقف.

© Copyright Got Questions Ministries