السؤال

ما هي العبرية الكتابية؟ ولماذا كُتب العهد القديم باللغة العبرية؟

الجواب
كُتب معظم العهد القديم أصلاً باللغة العبرية القديمة، وهي اللغة التي كان يتحدث بها شعب إسرائيل. (بعض أجزاء سفر دانيال ونقل لعدد من الوثائق القضائية في سفر عزرا كُتبت باللغة الآرامية، وهي لغة الإمبراطورية البابلية). تُعد العبرية من اللغات السامية، ولأن العبرية في ذلك الوقت كانت مشابهة للغات التي يتحدث بها شعوب أخرى في المنطقة، فإن الأدب من المناطق المجاورة أحيانًا يساعدنا في فهم معاني كلمات عبرية قديمة.

تُعرف لغة العهد القديم اليوم باسم العبرية القديمة أو العبرية الكتابية أو العبرية الكلاسيكية، لتمييزها عن العبرية الحديثة، التي تختلف عنها كما تختلف الإنجليزية القديمة عن الإنجليزية الحديثة.

تغطي الفترة من سفر التكوين إلى سفر ملاخي قرابة 1000 سنة، وقد مرت اللغة العبرية خلال هذه المدة بتطور وتغييرات طبيعية. وهناك أدلة على أنه تم تحديث لغة الكتب الأقدم مع تطور اللغة. فقد يُظهر الأسلوب اللغوي في التوراة (الأسفار الخمسة الأولى) صيغة عبرية أكثر حداثة مما كان يُستخدم فعليًا من قبل موسى.

كُتبت النسخة الأصلية من الأسفار المقدسة العبرية باستخدام الحروف الساكنة فقط. ولأن معظم الكلمات العبرية تتبع بنية منتظمة من حرف ساكن – حرف متحرك – حرف ساكن، لم تكن هناك مشكلة في ترك الحركات (الأصوات المتحركة) طالما كان القارئ ملمًا باللغة جيدًا. الأمثلة التالية بالإنجليزية توضح الفكرة، حتى في كلمات تحتوي على تركيبات صوتية أكثر تعقيدًا أو تبدأ أو تنتهي بحروف متحركة. فمعظم القراء يمكنهم فهم هذه الجمل بسهولة نسبيًا:

YSTRDY JHN WNT T MCDNLDS (Yesterday, John went to McDonalds)

CHRSTMS S N DCMBR VRY YR (Christmas is in December every year)

TH QCK BRN FX JMPD VR TH LZY DG (The quick brown fox jumped over the lazy dog)

تم الحفاظ على هذا النص الذي يحتوي فقط على الحروف الساكنة (النص الساكني) ونسخه على مدى مئات السنين. وبين عامي 600 و1000 ميلادي، ومع تشتت الثقافة اليهودية وتعرضها للتغيّر في العالم المتحضّر، قامت مجموعة من العلماء والكتبة تُعرف بالماسوريين بمهمة إضافة الحركات للنص من أجل الحفاظ على النطق، وأحيانًا المعنى. لم يرغبوا في تعديل النص الكتابي (الموحى به)، لذا أضافوا "نقاطًا" صغيرة تمثل الحركات توضع فوق أو تحت الحروف الساكنة، بحيث يعرف القارئ كيفية نطق الكلمة دون الخلط بين إضافات الماسوريين والنص الأصلي.

على سبيل المثال، في نظام التشكيل الماسوري، يُمثّل صوت "i" القصير بنقطة واحدة تحت الحرف الساكن. ويُعبّر عن صوت "e" القصير بثلاث نقاط على شكل مثلث مقلوب تحت الحرف. أما صوت "e" الطويل فيُرمز له بنقطتين بجانب بعضهما البعض أسفل الحرف، وهكذا. هناك ما يقارب اثني عشر تركيبة مختلفة من النقاط والشرط الصغيرة تضاف إلى النص العبري دون تغيير النص الأصلي الموحى به.

فيما يلي عبارة عبرية "הָאָֽרֶץ" (ها آريتس) وتعني "الأرض"، وتظهر في نهاية سفر التكوين الإصحاح الأول. يمكن ملاحظة أن الحروف الساكنة مكتوبة بخط كبير، بينما التشكيل (الحركات) أصغر ويوضع أسفل الحروف. وتُقرأ العبرية من اليمين إلى اليسار، فيُنطق الحرف الساكن أولًا، ثم الحركة التي تحته:

הָאָֽרֶץ

عادةً ما يعمل علماء الترجمة مع النص الساكن، ويستخدمون النص الماسوري (النص المُشكَّل) كمساعدة. وإذا اشترى القس العادي أو طالب الكتاب المقدس نسخة من العهد القديم بالعبرية الكتابية (مثل BHS أو Biblia Hebraica Stuttgartensia)، فستكون بتشكيل ماسوري، لأن معظم القساوسة وطلاب الكتاب المقدس والمترجمين المرسلين سيجدون صعوبة في قراءة النص الساكن فقط.

وعند مقارنة نصوص العهد القديم الماسورية مع نصوص أقدم بكثير مثل مخطوطات البحر الميت، نجد درجة عالية جدًا من الدقة في النسخ والنقل، مما يُعد دليلًا إضافيًا على الحفظ الإلهي للنص الكتابي.

كُتب العهد القديم باللغة العبرية الكلاسيكية لأن هذه كانت اللغة المستخدمة عندما تلقى أنبياء إسرائيل رسائلهم من الله. لم يخلق الرب لغة خاصة أو غامضة لإيصال كلمته؛ بل تكلّم مع الناس بلغة الحياة اليومية التي يفهمونها. لقد قصد الله دومًا أن تكون كلمته متاحة للجميع.

© Copyright Got Questions Ministries