السؤال

هل يذكر الكتاب المقدس شيئًا عن الانتقال الآني (Teleportation)؟

الجواب
الانتقال الآني هو القدرة على الانتقال فورًا من مكان إلى آخر دون قطع المسافة بينهما جسديًا. هذا المفهوم نظري في الوقت الحالي، على الرغم من بعض التقدم العلمي الحديث في نقل الطاقة (وليس المادة). لكن، في الوقت الراهن، يظل الانتقال الآني من عالم الخيال العلمي. ومن أمثلة الانتقال الآني الشهيرة في الخيال العلمي: جهاز النقل في "ستار تريك" والشخصية الخيالية نايت كرولر في قصص وأفلام "إكس-مين".

الكتاب المقدس لا يذكر الانتقال الآني مباشرة، لكنه يقدم على الأقل مثالين للنقل المعجزي. في يوحنا 6: 16–21، بعد أن مشى يسوع على الماء وصعد إلى السفينة، "فما لبثت السفينة أن وصلت إلى البر الذي كانوا متجهين إليه" (آية 21). هذا ليس بالضرورة انتقالًا آنيًا، فقد تعني كلمة "فما لبثت" مجرد "بسرعة كبيرة". مهما كان الأمر، بعد صعود يسوع إلى السفينة، وصلت إلى الشاطئ بطريقة معجزة بسرعة كبيرة. هذه المعجزة الرائعة غالبًا ما يُغفل عنها.

في أعمال الرسل 8: 26–40، قاد فيلبس الخصي الإثيوبي إلى الإيمان بالمسيح، وبعد عماد الخصي "أخذه روح الرب فجأة، ولم يره الخصي بعد ذلك، لكنه مضى مسرورًا. أما فيلبس فظهر في أزوت" (آيات 39–40). مرة أخرى، رغم أن هذا ليس بالضرورة انتقالًا آنيًا، إلا أنه مثال على النقل المعجزي، حيث نقل الروح القدس فيلبس من صحراء بين أورشليم وغازا (آية 26) إلى مدينة تبعد حوالي ثلاثين ميلًا (آية 40). لا يوضح النص إن كان النقل فورياً أم استغرق بعض الوقت.

الله قادر على كل شيء وحاضر في كل مكان. لذلك، الانتقال الآني ممكن تمامًا ضمن قدرته. أما ما إذا كانت الحالتان السابقتان أمثلة حقيقية على الانتقال الآني في الكتاب المقدس فهو غير واضح. لكن ما توضحانه هو قدرة الله على تجاوز قوانين السفر وتسريع العملية بشكل كبير. وإذا أراد الله نقل شخص أو شيء فورًا، فإنه قادر على ذلك. أما ما إذا كان البشر سيستطيعون اختراع جهاز للانتقال الآني في المستقبل فهو أمر مجهول.