السؤال

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الهالات؟

الجواب
الهالة، وتسمى أيضًا النيمبوس، هي شكل هندسي عادةً ما يكون على هيئة قرص أو دائرة أو حلقة أو هيكل مشع. تقليديًا، تمثل الهالة نورًا ساطعًا يحيط برأس شخص إلهي أو مقدس. وبما أن الهالات غير موجودة في أي موضع في الكتاب المقدس، فما أصلها في المسيحية؟

الجدير بالذكر أن كلمة "هالة" جاءت من الكلمة اليونانية التي تعني "البيدر". ففي هذه الأماكن كان الثور يدور باستمرار في دائرة على الأرض، مرسومًا مسارًا دائريًا أصبح مرتبطًا بالشكل الذي نربطه اليوم بالهالات. وقد استخدمت العديد من المجتمعات القديمة، مثل المصريين والهنود والرومان، علامة دائرية لتشير إلى قوى خارقة، مثل عمل الملائكة.

في الفن، ظهرت الهالات في البداية كأقراص ذهبية مرسومة على رأس الشخصية. وقد مثّلت هذه الأقراص كرة من الضوء تشع من رأس الشخص، في إشارة إلى أنه في حالة صوفية أو أحيانًا ليدل على الذكاء. وبسبب شكلها ولونها ارتبطت بالشمس والقيامة. وبحلول القرن الرابع الميلادي، أصبحت الهالة مستخدمة على نطاق واسع في الفن المسيحي التقليدي، حيث استُخدمت للدلالة على أن الشخصية في "ملكوت النور". وغالبًا ما يُصوَّر يسوع والعذراء مريم ومعهما الملائكة بالهالات. والحق أن الهالات موجودة في أشكال فنية حول العالم كله. وأحيانًا، خاصة في الشرق، تُستخدم التيجان بدلًا من الهالات، لكن المعنى يظل واحدًا: القداسة، البراءة، والقوة الروحية.

وبما أنها غير موجودة في الكتاب المقدس، فإن أصل الهالة وثني وغير مسيحي. فقبل قرون من المسيح، كان الناس يزينون رؤوسهم بأكاليل من الريش للتعبير عن علاقتهم بإله الشمس. وكانت الهالة المصنوعة من الريش ترمز إلى دائرة الضوء التي تميز الإله الساطع في السماء. ونتيجة لذلك، اعتقد هؤلاء أن ارتداء هذه الهالة أو النيمبوس يحوّلهم إلى كائنات شبه إلهية.

ومن المثير للاهتمام أن هذا الرمز استُخدم قبل زمن المسيح من قِبل اليونانيين الهلنستيين في عام 300 ق.م، وكذلك من قِبل البوذيين في القرن الأول الميلادي. ففي الفن اليوناني-الروماني، غالبًا ما يظهر إله الشمس "هيليوس" والأباطرة الرومان بتاج من الأشعة. وبسبب هذا الأصل الوثني، تجنبت الفنون المسيحية المبكرة استخدامه، لكن الأباطرة المسيحيين تبنّوا النيمبوس الدائري في صورهم الرسمية.

ومنذ منتصف القرن الرابع، صار يُصوَّر المسيح بهذه السمة الإمبراطورية، كما أُعطي رمز "حمل الله" أيضًا هالة. وفي القرن الخامس، أُعطيت الهالات أحيانًا للملائكة، لكن لم تصبح تقليدًا للعذراء مريم والقديسين إلا في القرن السادس. وخلال فترة من القرن الخامس، كان الأشخاص الأحياء ذوو المكانة يُصوَّرون بهالة مربعة.

ثم، وخلال العصور الوسطى، استُخدمت الهالة باستمرار في تصوير المسيح والملائكة والقديسين. وغالبًا ما تكون هالة المسيح مقسومة بخطوط صليب أو منقوشة بثلاثة أشرطة، لتشير إلى موقعه في الثالوث. وتُستخدم الهالات الدائرية عادة للدلالة على القديسين، أي الأشخاص ذوي المواهب الروحية. وتُستخدم الهالة التي بداخلها صليب غالبًا لتمثيل يسوع. أما الهالات المثلثة فتُستخدم لتمثيل الثالوث الأقدس. والهالات المربعة تُستخدم لتصوير الأشخاص الأحياء ذوي القداسة غير العادية.

كما ذكرنا في البداية، فإن الهالة كانت مستخدمة قبل الحقبة المسيحية بزمن طويل. فقد كانت اختراعًا هلنستيًا في عام 300 ق.م، وهي غير موجودة في أي موضع من الكتاب المقدس. في الواقع، لا يعطينا الكتاب المقدس أي مثال عن منح هالة لأي شخص. وبالأحرى، فإن الهالة مستمدة من الفنون الدنيوية الوثنية القديمة.