السؤال

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الاختراق الإلكتروني ؟

الجواب
الاختراق الإلكتروني هو دخول غير مصرح به إلى جهاز كمبيوتر أو شبكة. يقوم المخترقون بتجاوز أنظمة الحماية الرقمية لتحقيق أهداف تختلف عن الغرض الأصلي للنظام. كثير من الطلبة المهرة تقنياً يصبحون مخترقين، ويستعملون الاختراق كشكل من أشكال التخريب في القرن الحادي والعشرين. يستمتعون بالتحدي لمعرفة إن كان ذلك ممكناً. لكن آخرين لديهم دوافع أكثر خبثاً، مثل سرقة الأموال، والتلاعب بأنظمة النقل، واختراق أسرار حكومية. وبما أن أجهزة الكمبيوتر لم تكن معروفة في زمن الكتاب المقدس، فهل نجد مبادئ كتابية تنطبق على الاختراق؟

الاختراق هو شكل رقمي من الكسر والدخول. فبدلاً من اقتحام منزل أو شركة، يقوم المخترقون باقتحام أنظمة الكمبيوتر. وأجهزة الكمبيوتر تخزن بيانات خاصة ومعلومات حيوية وحساسة، لذا فإن اختراقها يُعتبر انتهاكاً صارخاً للخصوصية واللياقة. وهو أيضاً خرق للقاعدة الذهبية التي تقول: «فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ» (متى 7: 12). فجميعنا لدينا جوانب في حياتنا ليست مفتوحة للتدقيق العام، وبما أننا لا نرغب أن تُنتهك خصوصيتنا، فلا يجب أن ننتهك خصوصية الآخرين.

كما أن الاختراق يُخالف وصية الله ضد السرقة (خروج 20: 16؛ تثنية 19: 11). فكثيراً ما يسرق المخترقون المعلومات الشخصية ويستخدمونها لأغراض أنانية. باستثناء الحالات التي يتم فيها الاختراق بمبادرة من سلطات إنفاذ القانون في سبيل تحقيق العدالة، لا يمكن الدفاع عن الاختراق. نادراً ما يتم الاختراق لصالح الشخص المُخترَق. بل إنه يتعارض مع مبدأ فيلبي 2: 3: «لاَ شَيْئاً بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعِجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمْ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ». فلو كنا نقدّر الآخرين فوق ذواتنا لما أقدمنا على اختراق أنظمتهم.

ومع ذلك، هناك أوقات قد يكون فيها الاختراق ضرورياً لإنقاذ الأرواح أو الممتلكات. ففي بعض الأحيان لا يتمكن من إيقاف المخترقين إلا مخترقون آخرون، ولذلك تستعين جهات إنفاذ القانون بمهارات هؤلاء التقنيين الموهوبين لوقف أصحاب النوايا الشريرة. فالمخترقون الذين يتسللون إلى البنوك أو الوكالات الحكومية أو شركات بطاقات الائتمان يجب التصدي لهم قبل أن يتسببوا في أضرار بملايين الدولارات. كما يمكن أن تُهدد سلامة الدول عندما يتم اختراق ملفات سرية للغاية. لكن المخترقين الذين يستخدمون مهاراتهم لصالح الآخرين يمكنهم تحديد كيفية ومكان حدوث الاختراق ووقفه في مساره. فعندما تُستعمل هذه القدرات للحماية والخدمة، ينتفع المجتمع. أما إذا استُعملت لأغراض أنانية وغير أمينة، فالنتيجة تكون خطية.