السؤال

من هو أرسترخس في الكتاب المقدس؟

الجواب
أرسترخس، الذي يعني اسمه "أفضل حاكم" أو "أفضل أمير"، كان عاملًا شريكًا مع الرسول بولس. يُذكر لأول مرة في سفر أعمال الرسل أثناء الشغب في أفسس، حين أمسك الجمع الغاضب بكل من غايوس وأرسترخس، وُصفا بأنهما "مرافقا بولس في السفر من مكدونية" (أعمال 19: 29). كانت عظة بولس قد أثارت استياء ديمتريوس وغيره من صانعي التماثيل الذين كانوا يعيشون من صناعة أوثان الإلهة أرطاميس (أعمال 19: 21–27). ولما لم يجد الجمع بولس، أمسكوا رفيقيه بدلًا منه. وكان أرسترخس وغايوس في موقف خطير حتى تدخّل كاتب المدينة بعد ساعتين وتمكّن من تهدئة الحشد.

وُصف أرسترخس بأنه مقدوني من مدينة تسالونيكي، العاصمة (أعمال 27: 2). لا يُعرف شيء عن خلفيته أو كيف أصبح مسيحيًا، رغم أن بعض المفسرين يعتقدون أنه ربما كان يهوديًا اهتدى إلى المسيحية. على أي حال، كان أرسترخس رفيقًا أمينًا لبولس ورافقه في عدد من رحلاته. بعد أحداث الشغب في أفسس، توجه بولس إلى اليونان، وبعد أن مكث هناك ثلاثة أشهر، قرر العودة عبر مكدونية (أعمال 20: 1–3). وكان برفقته العديد من الرجال، بمن فيهم "أرسترخس وسكوندس من تسالونيكي" وغيرهم (أعمال 20: 4).

فيما بعد، سافر أرسترخس مع بولس في رحلته الأولى إلى روما، رغم أنه من غير المعروف ما إذا كان قد وصل فعلًا إلى روما في ذلك الوقت (أعمال 27: 1–2). وقد أشار بولس لاحقًا في رسالته إلى أهل كولوسي إلى أن أرسترخس كان معه خلال فترة سجنه الأولى في روما: "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معي، ومرقس ابن عم برنابا" (كولوسي 4: 10).

آخر مرة يُذكر فيها أرسترخس في الكتاب المقدس كانت في رسالة بولس القصيرة إلى فليمون. ففي تحيته، كتب بولس: "يسلم عليك أبفراس المأسور معي في المسيح يسوع، ومرقس وأرسترخس وديماس ولوقا العاملون معي" (فليمون 1: 23–24). من الواضح أن الرسول كان يقدّر عمل أرسترخس كشريك له في المسيح، إذ خدم بأمانة الرب.

ولا يُعرف شيء عن ما جرى لأرسترخس بعد ذلك، فالكتاب المقدس لا يذكر تفاصيل عن بقية حياته. وتقول بعض التقاليد الكنسية إنه أصبح أسقفًا على مدينة أباميا في سوريا، كما تذكر أيضًا أن أرسترخس استشهد في عهد نيرون، لكن لا يوجد في الكتاب المقدس ما يؤكد هذه التفاصيل.

ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر أرسترخس إلا مرات قليلة، وأن خلفيته وحياته اللاحقة مجهولة، إلا أننا نعلم أنه كان تابعًا أمينًا للمسيح وخدم بجانب بولس. وتُذكّرنا الإشارات القليلة إلى أرسترخس في الكتاب المقدس بأن المؤمن لا يحتاج إلى أن يكون "بارزًا" ليحقق إنجازات عظيمة. قد لا نكون مرئيين للناس في خدمتنا للمسيح، لكننا ما زلنا مرئيين ومقدّرين من قبل الرب (انظر كولوسي 3: 23–24).

© Copyright Got Questions Ministries