السؤال

من هو أخيا في الكتاب المقدس؟

الجواب
يُذكر في الكتاب المقدس سبعة رجال يحملون اسم "أخيا"، لكن معظمهم ورد ذكرهم باختصار شديد. أما الذين ذُكروا في آية واحدة فقط، فيوجدون في الآيات: 1 ملوك 4: 3؛ 1 أخبار الأيام 2: 25؛ 8: 7؛ و11: 36. وهناك اثنان آخران ذُكرا في أكثر من موضع: أخيا الكاهن (وحفيد عالي)، الذي كان مسؤولًا عن تابوت العهد في زمن شاول (1 صموئيل 14: 3، 18)؛ وأخيا والد بعشا، أحد ملوك إسرائيل (1 ملوك 15: 27، 33؛ 21: 22؛ 2 ملوك 9: 9).

وبالإضافة إلى هؤلاء، يوجد أخيا آخر في الكتاب المقدس، وكان له دور أكبر بكثير. هذا الأخيا كان نبيًا من شيلوه في زمن الملك سليمان. وقد أرسل الله من خلاله رسالة غيّرت مملكة إسرائيل إلى الأبد. فقد التقى أخيا بيربعام، أحد مسؤولي الملك سليمان، عندما كان يخرج من أورشليم. يقول الكتاب: "فَخَرَجَ يَرُبْعَامُ مِنْ أُورُشَلِيمَ، فَصَادَفَهُ أَخِيَّا ٱلشِّيلُونِيُّ ٱلنَّبِيُّ فِي ٱلطَّرِيقِ، وَهُوَ لاَبِسٌ رِدَاءً جَدِيدًا، وَهُمَا وَحْدَهُمَا فِي ٱلْحَقْلِ" (1 ملوك 11: 29). وأثناء لقائهما، مزّق أخيا رداءه الجديد إلى اثنتي عشرة قطعة، وأعطى يربعام عشر قطع، متنبئًا بأن المملكة ستنقسم، وأن يربعام سيملك على عشرة أسباط. وقال له إن أطاع الرب وسار في طرقه، فإن الله سيبني له بيتًا دائمًا كما فعل مع داود (الآية 38).

وبعد هذه النبوة، حاول سليمان قتل يربعام، لكن الأخير هرب إلى مصر. وبعد وفاة سليمان، عاد يربعام وطلب من رحبعام، ابن سليمان، أن يخفف عبء العمل الثقيل الذي فرضه سليمان على الشعب (1 ملوك 12: 4). لكن رحبعام رفض وأجابهم بجفاء، فثار الشعب عليه، وانقسمت المملكة، وصار يربعام ملكًا على أكثرية الأسباط (مملكة إسرائيل الشمالية)، بينما بقي بيت داود يحكم سبط يهوذا، تمامًا كما تنبأ أخيا.

لكن يربعام، خوفًا من أن يعود الشعب إلى أورشليم للعبادة، صنع عجلين ذهبيين ووضع أحدهما في بيت إيل والآخر في دان، وطلب من الشعب أن يعبدهما (1 ملوك 12: 26–30). وبذلك قاد الأمة إلى عبادة الأوثان. فأعلن الرب أنه سيُفني بيت يربعام (1 ملوك 13: 33–34). وعندما مرض ابنه أبيّا، أرسل يربعام زوجته إلى أخيا لتسأله عن مصير الطفل، وطلب منها أن تتنكر وتحمل هدية (1 ملوك 14: 1–2).

كان أخيا حينها شيخًا ضريرًا، لكن الرب أعلمه بهوية الزائرة (الآية 5). وعندما وصلت، قال لها أخيا رسالة الرب: "هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قَدْ رَفَعْتُكَ مِنْ وَسَطِ ٱلشَّعْبِ، وَجَعَلْتُكَ رَئِيسًا عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَشَقَقْتُ ٱلْمَمْلَكَةَ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَأَعْطَيْتُكَ إِيَّاهَا. وَلَكِنَّكَ لَمْ تَكُنْ كَعَبْدِي دَاوُدَ ٱلَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَٱلَّذِي سَارَ وَرَائِي بِكُلِّ قَلْبِهِ... بَلْ عَمِلْتَ أَشَرَّ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكَ، وَمَضَيْتَ وَعَمِلْتَ لِنَفْسِكَ آلِهَةً أُخْرَى وَمَسْبُوكَاتٍ لِتُغِيظَنِي، وَقَدْ طَرَحْتَنِي وَرَاءَ ظَهْرِكَ. لِذَلِكَ هَئَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى بَيْتِ يَرُبْعَامَ..." (1 ملوك 14: 7–10). وتنبأ بأن ابن يربعام سيموت حينما تعود أمه إلى البيت، وأن مملكة إسرائيل ستُقتلَع بسبب خطاياها.

لا يُذكر شيء آخر عن النبي أخيا بعد ذلك، باستثناء الإشارة إليه في 1 ملوك 15: 29 عند تحقق نبوته بهلاك بيت يربعام على يد الملك بعشا.

© Copyright Got Questions Ministries